موسكو تنتقد قصف واشنطن قوات موالية للنظام السوري

التحالف الدولي يقصف قوات داعمة للنظام السوري في طريق دمشق بغداد.. ومجلس النواب الأمريكي يقر قانون سيزر لمعاقبة نظام الأسد.

انتقد نائب وزير الخارجية الروسي الضربة الأميركية التي استهدفت قوات موالية للنظام السوري قرب بلدة التنف على الحدود العراقية السورية أمس الخميس، في حين أكد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أن واشنطن لن توسع دورها بالحرب السورية. يأتي ذلك في وقت بثت قناة محلية عراقية صورا تظهر قيام مقاتلات أميركية بقصف آليات عسكرية تابعة لمليشيا "سيد الشهداء" التابعة للحشد الشعبي قرب الحدود العراقية السورية.

وقال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن الضربة الأميركية تنتهك سيادة سوريا ولا تساعد العملية السياسية، مشيرا إلى أن الإجراءات ضد الجيش السوري ليست عملية في محاربة تنظيم الدولة وجبهة النصرة، وهو أمر غير مقبول تماما على حد تعبيره.

ولم يشر المسؤول الروسي بشكل مباشر للضربة العسكرية الأميركية الأخيرة قرب التنف ولكن تصريحاته جاءت عقب القصف الأميركي لقوات موالية للنظام في تلك المنطقة.

وقد نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري في قوات النظام قوله إن قوات التحالف الدولي استهدفت الخميس إحدى النقاط العسكرية التابعة لقوات النظام على طريق التنف في البادية السورية، وأضافت الوكالة أن القصف قتل عددا من قوات النظام وتسبب بخسائر مادية.

ووصف المصدر العسكري هذا القصف بالاعتداء، وقال إن "تبرير العدوان بعدم استجابة القوات المستهدفة للتحذير بالتوقف عن التقدم مرفوض جملة وتفصيلا".

في هذه الأثناء، بثت قناة محلية عراقية صورا قالت إنها صورت من قبل مقاتل في مليشيا الحشد الشعبي لموقع القصف. وبث مقطع مصور على مواقع التواصل يسمع فيه صوت المقاتل وهو يقول إن الطائرات وجهت ضربات مباشرة للآليات على قاطع عمليات تابع للأميركان عند معبر التنف السوري.
 
وكان مسؤولون أميركيون أعلنوا أن الجيش الأميركي نفذ ضربة جوية الخميس ضد جماعة مسلحة تدعم النظام السوري "بعد توغلها في منطقة عازلة" قرب مدينة التنف في سوريا.

وقال التحالف بقيادة الولايات المتحدة في بيان إن الجماعة المسلحة -التي كانت مؤلفة من عشرات الأفراد وتقود دبابة ومعها عدد من معدات البناء- تجاهلت طلقات تحذيرية من طائرات أميركية ومحاولات روسية لمنع تقدمهم.

وذكر مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه أن الجماعة ربما كانت تحاول إنشاء موقع لها قرب حامية عسكرية تستخدمها الولايات المتحدة والقوات التي تدعمها حول التنف، مضيفا أن الجماعة كانت على الأرجح تستكشف إلى أي مدى يمكنها الاقتراب من التنف.

وأوضح بيان التحالف أن "قواته عاملة في منطقة التنف منذ عدة أشهر تدرب وتقدم المشورة لقوات شريكة مختارة تشارك في القتال ضد (تنظيم) الدولة الإسلامية." بينما أكد مسؤولون أميركيون أن هناك اتفاقا مبرما مع روسيا على مناطق "عدم اشتباك" حول حامية التنف بما يعني تجنب وقوع اشتباك عرضي بين القوات.

undefined

اشتباكات وقصف
وقال مزاحم السلوم من جماعة "مغاوير الثورة" التي تدعمها الولايات المتحدة إن القافلة كانت تضم مسلحين سوريين ومسلحين تدعمهم إيران، وكانت متجهة نحو قاعدة التنف عندما اشتبكت مع مقاتلين من المعارضة.         

وذكر السلوم أن "(..) سرية استطلاع اشتبكت وبلغت التحالف أنها تتعرض لهجوم من مليشيات إيرانية والنظام في هذه المنطقة وطلع التحالف وسحقهم".

وتعرضت المجموعة لاستهداف الضربة الجوية بعد أن تقدمت لمسافة تبعد 27 كيلومترا عن القاعدة.

من جهة أخرى، قال قائد بالتحالف المؤيد للرئيس السوري بشار الأسد إن "غارة تحذيرية" للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن حاولت الخميس منع محاولة للتقدم صوب قاعدة التنف بجنوب سوريا.

وأضاف القائد، وهو غير سوري، أن الغارة دمرت دبابة واحدة فقط ولم تستهدف إسقاط ضحايا أو إلحاق أضرار بل منع هجوم وتقدم لقوات الحكومة السورية وفصيل مسلح موال لها.

ماتيس: الولايات المتحدة لا توسع دورها بالحرب الأهلية السورية لكنها ستدافع عن قواتها عند الضرورة
ماتيس: الولايات المتحدة لا توسع دورها بالحرب الأهلية السورية لكنها ستدافع عن قواتها عند الضرورة

ضغوط وتحذير
ويظهر التطور الأخير أن المنطقة المحيطة بحامية التنف العسكرية في جنوب شرق سوريا قد تتعرض لضغوط.

والتنف جزء من منطقة تعرف باسم البادية تتألف من مساحات شاسعة من الصحراء نادرة السكان التي تمتد إلى حدود الأردن والعراق، وأعلن وزير الخارجية السوري في وقت سابق من هذا الشهر أنها أولوية عسكرية.

وسمح تقدم لمقاتلي المعارضة -بدعم من الولايات المتحدة- بسيطرتهم على مناطق في البادية وانتزاعها من يد تنظيم الدولة مما أقلق الحكومة السورية وحلفاءها.

من جانبها، حذّرت جماعات بالمعارضة السورية من أن الجيش السوري ومسلحين مدعومين من إيران نقلوا مئات الجنود بدبابات إلى بلدة السبع بيار بالبادية ويقتربون من طريق سريع إستراتيجي يربط دمشق بـ بغداد.

غير أن هذا التطور لا يشير فيما يبدو إلى تغير كبير في دور الجيش الأميركي بسوريا والمتمثل بالتركيز على قتال تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال وزير الدفاع الأميركي إن بلاده لا توسع دورها في الحرب الأهلية السورية لكنها ستدافع عن قواتها عند الضرورة.

وأضاف ماتيس "نحن لا نزيد من دورنا في الحرب الأهلية السورية، لكننا سندافع عن قواتنا، سندافع عن أنفسنا إذا اتخذت خطوات عدائية ضدنا، وهذه سياستنا المستمرة من فترة طويلة".

المصدر : وكالات