مشكلة بوتين أن أميركا لم تعد العدو التقليدي

كومبو يضم بوتين وترامب
بوتين كان يستمتع دائما بكونه جزءا من التوجه العالمي للمحافظين الجدد (الأوروبية)

بالرغم من كل مزاعم الإعجاب المتبادل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، لا بد من وصف المزاج في روسيا بعد التصويت بأنه كان حالة من الارتباك لا النشوة.

وأشار الكاتب الروسي أوليغ كاشين -في مقاله بصحيفة تايمز- إلى أن رد فعل بعض المسؤولين الروس بمجلس النواب (الدوما) كان سارا وهللوا لفوزه، بينما تعامل المسؤولون الأعلى مع هذه الأخبار بحذر.

فقد قال رئيس الوزراء ديمتري مدفيدف إن روسيا لديها مشاكل تقلق بشأنها أهم من فوز ترامب، بينما حث وزير الخارجية سيرغي لافروف الشعب على انتظار أفعال ترامب لا أقواله. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين إنه من المبكر جدا القول ما إذا كان فوز ترامب سيحسن العلاقات الروسية الأميركية التي تراجعت إلى أدنى مستوى لها بعد الحرب الباردة.

الكرملين كان بحاجة إلى ترامب كخاسر وليس كرابح، وأراد أن يكون قادرا على مواصلة معارضته للاتجاه الدولي السائد وليس جزءا منه

وألمح الكاتب إلى عدم احتمال تقبل أي سياسي روسي لهذا الفوز، وأردف بأن روسيا كانت أفضل استعدادا بكثير للتعامل مع فوز هيلاري كلينتون بما كان سيحافظ على استمرارية السياسة الخارجية الأميركية والخطاب المعارض الذي ازدهرت عليه السياسة الروسية على مدى سنوات.

ورأي أن تهليل نواب البرلمان الروسي لترامب ليس في محله لأنهم لا يدركون أنه في الواقع يقوض النظام السياسي الذي سيضطر لتقييم الطريقة التي يمضي بها قدما الآن بما أن أميركا لم تعد العدو التقليدي.

وهناك مشكلة أخرى وهي أن بوتين كان يستمتع دائما بكونه جزءا من توجه المحافظين الجدد العالمي الذي ولد من عدم الرضا بالنظام العالمي الذي ظهر بداية القرن الـ21. والآن بعد أن انقلب الغرب على نفسه فيما يتعلق بحقوق الأقليات وسياسة اللاجئين والقضايا الليبرالية الأخرى لم يعد الكرملين يعرف تماما إلى أين يتجه.

وختمت الصحيفة بأن الكرملين كان بحاجة لترامب كخاسر وليس كرابح، وأراد أن يكون قادرا على مواصلة معارضته للاتجاه الدولي السائد وليس جزءا منه. والآن الهدف الرئيس لسياسة بوتين الخارجية يجب أن يكون الجدال مع ترامب لأنه بدون ذلك لن يكون لدى الكرملين أي أحد يلومه على مشاكل روسيا أو غيرها.

المصدر : تايمز