صحف أميركية: سياسة ترمب ستفقده العراق

U.S. soldiers gather at a military base north of Mosul, Iraq, January 4, 2017. REUTERS/Mohammed Al-Ramahi
جنود أميركيون يتجمعون بقاعدة عسكرية شمال الموصل بالعراق في الرابع من الشهر الجاري (رويترز)

ذكر مقال نشرته واشنطن بوست أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب تسبب -بتهوره- في تراجع الدور الأميركي في العراق، كما نشرت نيويورك تايمز قصصا عن نهاية أحلام آلاف العراقيين، على المستوى الفردي، من قرار ترمب حظر الدخول للولايات المتحدة.

وقال القائد السابق لقوات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في العراق (2014-2015) الجنرال جون ألين، وكبير الباحثين بمؤسسة "بروكينز" مايكل أوهانلون في مقال مشترك بواشنطن بوست إن ترمب الذي تعهد بهزيمة سريعة لتنظيم الدولة وبعودة عظمة أميركا، قد شرع في تنفيذ سياسة تؤدي إلى خسارة الولايات المتحدة نفوذها في العراق وتدهور الانقسام بين الشيعة والسنة أكثر فأكثر.

وأضافا أنه مهما حدث على المدى القريب من إعادة السيطرة على الموصل وغيرها من تنظيم الدولة، فإن سياسة ترمب ستمهد لظهور مجموعة جديدة مماثلة لتنظيم الدولة، وبذلك يكون قد دمّر الدور الأميركي في دولة عربية رئيسية، "ضحى أميركيون كثيرون لتحريرها واستقرارها طوال حكم رئيسين بواشنطن".

مصادر القلق
وأوضح الكاتبان أن ما يقلقهما هو القرار الأخير حول حظر "معظم العراقيين من دخول أميركا"، بمن فيهم من خدموا وضحّوا مع القوات الأميركية في الحرب هناك، وهبّات الاسلاموفوبيا من حملة ترمب الانتخابية والنقد اللاذع للإسلام من مستشار الرئيس للأمن القومي مايكل فلين، وعلقا بأن أي قرار يتصل بالمسلمين سيتم تفسيره على ضوء ما ذكراه هنا.

والأمر الآخر في سياسة ترمب هو ما بدر منه الأسبوع الماضي من أنه يجب على الولايات المتحدة أن تستولي على نفط العراق "لأنه يموّل تنظيم الدولة في حروبه بالعراق"، وأشارا إلى أن ذلك غير صحيح. وقالا إن الغضب اعترى العراقيين عقب تصريح ترمب هذا، "مع بدء البعض تجهيز أنفسهم للدفاع عن موارد بلادهم السيادية".

الكاتب تيم أرانغو:
قرارات ترمب وتصريحاته تبعث رسالة إلى العراقيين تقول إنهم ليسوا جديرين بثقة أميركا وليسوا شركاء ولا حلفاء، "وسنستولي على نفطهم رغم أنفهم

إذا قرر ترمب الاستيلاء حرفيا على نفط العراق -يقول الكاتبان- فإن القوات الأميركية ستكون بحاجة لأن تصبح مساوية لعددها وعدتها وعملياتها في العراق وأفغانستان معا خلال السنوات السابقة، كما أن ذلك سيؤدي إلى إشعال منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وإلى توحيد العراقيين جميعهم ضد أميركا.

مخاطر عديدة
كما أن قرار حظر دخول أميركا أغضب كثيرا من نواب البرلمان العراقي الغاضبين أصلا من إعلانه السابق بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وسيتسبب في تهديد القوات الأميركية بالعراق، التي بلغ عددها الآن ستة آلاف فرد، بالإضافة إلى إضعاف مصداقية رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي تحدث بتفاؤل عن توسيع التعاون بين العراق وأميركا تحت إدارة ترمب، الأمر الذي سيترتب عليه دخول البلاد مرحلة أكثر خطورة بدفع قادة الشيعة إلى الارتماء النهائي في أحضان إيران وروسيا والابتعاد عن واشنطن، مثلما يجري في سوريا.

ولا ينتهي الأمر هنا -حسب الكاتبين- فقد أعلنت إيران أنها سترد بالمثل على القرار الأميركي، وربما يدفع ذلك المليشيات الشيعية المتطرفة بالرد بهجمات ضد القوات الأميركية في العراق، وعلقا بأنه ومنذ اللحظة التي سعى فيها ترمب لتصعيد معركته ضد تنظيم الدولة، تعاملت كلماته وأفعاله مع العراق والعراقيين كأنه لا وجود لهم في المعركة ضد التنظيم.

وانتهى المقال بالعبارة التالية: إن أقسى الضربات للمعركة ضد تنظيم الدولة وجهها ترمب نفسه، وربما تؤدي ضرباته هذه إلى إنهاء المهمة الأميركية في العراق والقضاء على نفوذ أميركا هناك.

تأثيرات عملية ومباشرة
أما صحيفة نيويورك تايمز فقد ركزت في مقال نشرته للكاتب تيم أرانغو على ما أثارته قرارات ترمب من غضب وسط العراقيين، وتأثيرها العملي على آلاف منهم وبشكل مباشر، على المستوى الفردي.

وقال أرانغو أيضا إن قرارات ترمب وتصريحاته تبعث رسالة إلى العراقيين تقول إنهم ليسوا جديرين بثقة أميركا، وليسوا شركاء ولا حلفاء، "وسنستولي على نفطهم رغم أنفهم".

ونظرا إلى أن العراقيين هم من يقومون بأغلب عمليات الحرب ضد تنظيم الدولة، فإن سياسة ترمب من شأنها أن تعيق الجهود للقضاء على التنظيم.

وأشار المقال إلى موافقة البرلمان العراقي أمس على طلب الحكومة بالرد على قرار ترمب الأخير بمنع الأميركيين من دخول العراق، وإلى تصريح المتحدث باسم حكومة العبادي بأن قرار ترمب يجب ألا يؤثر على التعاون بين البلدين.

المصدر : الصحافة الأميركية