ما هي الطريقة التي يمكن أن نتحرر فيها من وهم الخوف؟ ربما يعتقد البعض أن التحرر من وهم الخوف هو مهارة صعبة المنال؟ وأنهم لن يستطيعون تحقيقها خاصة وأنها أصبحت جزءاً من كيانهم. لا يا صديقي! إن أول خطوة للتغلب على الخوف الذي في داخلك والذي يسبب لك تلك الفوضى العائمة في حياتك هو الوعي والفهم ثم التركيز وصولا إلى الجرأة الإيجابية.
هل سمعتم بالمثل الإنجليزي الذي يقول: "الفضول قتل القطة"؟ إنه مثل يتم استحضاره للتحذير من الفضول الذي يقود إلى الضرر، ولكن هنا فإنه يتوجب علينا استخدام الفضول لقتل الخوف، يجب علينا أن نكون مراقبين جيدا لما يجري حولنا وأن نتمرد على الخوف إياه.
ربما يفهم البعض أن سيطرة الخوف عليه هو نهاية العالم، ولكنه في الحقيقة مجرد نقطة انطلاق نحو النجاح والتميز، فالخوف ليس عار بل إن الإنسان حينما يتلبّسه الخوف يكون في تلك اللحظة غير مستعد للنجاح. |
لا نريد الوصول إلى خاصية التنويم المغناطيسي الذي يتحدث عن البرمجية الدماغية للقضاء على المعتقدات السلبية التي منها الخوف، بل ما نريد الوصول إليه هو تحقيق درجة متقدمة من الجرأة المعقولة والمهذبة، فعندما يتحدث الإنسان بلا خوف، فإنه بذلك يُفرّغ قلبه من الأحمال والأثقال التي لطالما سببت له كبت النفس وكآبة المنظر وسوء المزاج.
يقال إن الخوف هو مجرد إحساس يتكون في الخيال والباطن، ويتكرّس عند الصمت والامتناع عن الكلام في مواقف معينة، فيتراكم ذاك الخوف حتى يكبُر ويصبح عبارة عن "بُعبُع" في داخل النفس، فيهددها مرارا ويضع أمامها الحسابات والعقبات التي تؤخرها عن غيرها سنوات ضوئية طويلة.
كلما زادت معدلات ضربات قلبك كلما تغيرت ملامح وجهك، هكذا أنت أصبحت منقادا تماما، فالخوف يقودك إلى الأشياء السلبية وإلى المرض والتقوقع والانهزامية المقيتة القاتلة، يجب عليك أن تقوم بتفجير مكامن القوة في داخلك، وأن تعبر عما تريد لمن تريد وقتما تريد، وحينها ستندهش من قوة أداءك وكيفية الاستجابة نحو التحرر من وهم الخوف.
ربما يفهم البعض أن سيطرة الخوف عليه هو نهاية العالم، ولكنه في الحقيقة مجرد نقطة انطلاق نحو النجاح والتميز، فالخوف ليس عار بل إن الإنسان حينما يتلبّسه الخوف يكون في تلك اللحظة غير مستعد للنجاح.
الجميل في الأمر هو أن التحرر من وهم الخوف عبارة عن مهارة مكتسبة، وبكل سهولة يمكن أن يصل إليها الإنسان الحر الذي يُفضّل الطلاق من داء التقوقع والانفصال عن مرض الانقياد والسيطرة الخارجية.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.