شعار قسم مدونات

أسئلة للسعودية والإمارات حول تصنيف القرضاوي إرهابيا

blogs الشيخ القرضاوي

لم يعد أحد عنده القدرة على متابعة سير الأحداث وسيلها في منطقة الخليج العربي إثر القطيعة التي قامت بها أغلب دول الخليج ضد دولة قطر، وهذا التتابع والتسارع العجيب، وهذه الإجراءات المتوالية التي تركت العقل مشلولا غير قادر على ملاحقة الأحداث فضلا عن تحليلها والوقوف أمامها.

ومن هذه الإجراءات وضع قائمة طويلة على قوائم الإرهاب تشمل 59 شخصية و12 كيانا، ومنها ثلة كريمة من علماء الأمة المشهود لهم بالوسطية ونصاعة الفكر وعمق الفقه في شريعة الله، وعلى رأسهم شيخنا الإمام يوسف القرضاوي، ومن العجيب أن الذي صنع هذه القائمة مصر والسعودية والإمارات والبحرين!!

في مصر حين صدر كتاب الشيخ عن (فقه الجهاد) نوه به وزير الأوقاف وقتها حمدي زقزوق عام 2009م الذي قرر تدريس الكتاب على أئمة وخطباء الأوقاف؛ نظرا لما يطرحه الكتاب من رؤى عميقة تتعلق بمفهوم الجهاد الذي انتابه في الوقت الراهن لبس شديد واختلط بـ "الإرهاب"، والاستعانة به في المكتبات العامة ومكتبة الأزهر، وإتاحته أمام الشباب الجامعي للاستفادة منه في فهم فريضة الجهاد وأحكامه.. فهل أصبح القرضاوي إرهابيا بعد هذا الاحتفاء والتكريم؟!

يجب أن تتنزه هذه الكيانات الإسلامية العالمية أن تسير في ركب السلطان، ولا يصح منها أن تناقض نفسها، ولا أن تصدر قرارات وتقوم بتصرفات تشينها وتفقدها ثقة المسلمين وعلمائهم

وفي الإمارات حصل الشيخ على جائزة "شخصية العام الإسلامية" وقدرها: (مليون درهم)، وكرمه حاكم دبي نفسه، ثم ها هي تضعه على قوائم الإرهاب، فهل كانت الإمارات تمول الإرهاب؟!

وفي السعودية أقرب مشهد نتذكره هي الصورة التي التقطت لمفتي عام المملكة مع الإمام القرضاوي، إضافة إلى وجود اسم الإمام القرضاوي أكثر من خمسين مرة، في أبحاث وفتاوى على الموقع الرسمي للرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء. ثم إن الشيخ القرضاوي حصل على جائزة الملك فيصل من السعودية وهي جائزة مالية، فهل كانت المملكة تمول الإرهاب، واليوم تصحح خطأها؟! وفي مارس 2017م اختتمت رابطة العالم الإسلامي ممثلة في مجمعها الفقهي أعمالها بمدينة مكة المكرمة، وها هي الرابطة اليوم تنهي عضويته في المجمع الفقهي الإسلامي دون أي أدلة أو أسباب أو بينات!!

إنه يجب أن تتنزه هذه الكيانات الإسلامية العالمية أن تسير في ركب السلطان، ولا يصح منها أن تناقض نفسها، ولا أن تصدر قرارات وتقوم بتصرفات تشينها وتفقدها ثقة المسلمين وعلمائهم، وإذا أنهت هذه الرابطة عضوية القرضاوي من مجمع الفقه، فهل ستدخل نتنياهو ضيف شرف مثلا؟! ربما.

إن ما نراه اليوم هو صحوة للثورة المضادة، وحرب على ثورات الربيع العربي التي يخشاها هؤلاء الحكام، والتي كان لقناة الجزيرة دور بارز في نقل أحداثها، وكل هذه الحرب من الثورة المضادة على ثورات الشعوب هي مقدمة للقضاء على المقاومة في فلسطين، ولكن أملنا أن تكون إطلاقا لشرارة المواجهة الموعودة مع هذا الكيان البغيض الغاصب، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.