شعار قسم مدونات

لن تنجح لأنك مختلف!

BLOGS تفكير

‏أفعل الأشياء التي تحب فعلها حقاً أبحث دائما عن رغبتك الحقيقية اصنع الاختلاف والتميز.
‏الطريقة الوحيدة لعمل أشياء عظيمة هي أن تحب ما تفعله.
‏- ستيڤ جوبز

من منا لم يسمع عن منصة TED Ex والتي تعتبر من المنابر المهمة على الصعيد العالمي والعربي حيث تستعرض تجارب حياتية ومفصلية في حياة العديد من الأشخاص الذين استطاعوا تحقيق ذاتهم، يقف الشخص على المنصة ويسرد للجمهور خلال عشر دقائق حياة كاملة قد تكون حصيلة عشر سنوات خاض غِمارها!

تغيرت خلالها حياة الشخص جذرياً بسبب التفكير التخطيط والتنظيم الإبداع والقدرة على الابتكار، لتكون لديه قصة مُلهمة ومحفزة يشاركها مع الآخرين لكي تدفعهم ليعيشوا تجاربهم الاستثنائية والعمل نحو تحقيق أهدافهم وطموحاتهم أغلب القصص تركز على مواجهة الصعوبات والتحديات، ويخبرنا أصحابها كيف استطاعوا التغلب عليها ليكون لديهم تجارب تستحق المشاركة.

الإبداع يولد من رحم الأفكار غير العادية تلك الأفكار غير المألوفة التي يمتلك أصحابها القوة والجُرأة للبدأ بها، وخوض غِمار التجربة في سبيل تحقيقها وجعلها قابلة للحياة، لكن قبل تحقيق أي نجاح عليك المرور بالكثير عليك تجاوز الكثير والأهم، أن لا تسمع تلك الأصوات محبطة التي تصادفك في طريقك نحو أُولى خطوات نجاحك أو فشلك!

سوف نفشل نخفق نتعثر، وهذا لا يعني أن نخشى التجربة سنجرب ونخوض أشرس الحروب لأننا لم نعتاد على التراجع أو الاستسلام وعدم المواجهة

عليك أن تسمع صوت نفسك أن تُدرك أن الإلهام الداخلي فيك هو بمثابة قوة كامنة تدفع بكَ نحو الأمام، وباتجاه الأفضل وأنت فقط من تقرر هل تغتنمها لتنال نجاحاً كاملاً، أم تتجاوزها لتعيش في خوف من التجربة مهما كانت قابلة للتحقق والنجاح بامتلاكك كافة المقومات والأسباب لتنفيذها وجعلها أمراً واقع تُخرس فيه تلك الأصوات التي رَددت مراراً وتكراراً على مسامعك لن تنجح لأننا لم ننجح من قبلك تلك الأصوات التي تجعل من ذاتها مقياس لتجارب الآخرين وطموحاتهم وتُساهم بالإدلاء بآرائها كلما سمحت الفرص بذلك، ببساطة أنا لست أنت، تعالوا لنكتشف معاً سَبيلنا نحو نجاحٌ أساسهُ الإيمان والثقة بما تملك وبما لديك.

الأن لا بد من معرفة هذا الكلام موجه لمن تحديداً؟!
إنه يا أصدقاء لي أنا من أُشرع في الكتابة بينما منغمسة في عدة أعمال وأفكار ومهام وكأن في رأسي ومخيلتي أذرع أخطبوط تنتقي الأفكار وتُرغمني على القيام بها، كتابتها تدوينها العمل عليها الركض نحو محرك البحث والقراءة والمعرفة أكثر عنها، كل ذلك وهنالك في المقابل مسؤوليات والتزامات في الحياة يجب السيطرة عليها. ومن ثم لمن يقرأون هذهِ السطور وفي المقابل يخططون ويفكرون ويعملون جاهدين لينالوا حياة أفضل تليق بهم. جميعنا نَدور في مدارٌ نسعى فيهِ نحو تحقيق أحلامنا اهدافنا طموحاتنا، وكلما تمسكنا بالصدق والمسؤولية فيما نعمل حققنا نتائج تفوق توقعاتنا وتتفوق عليها.

لكن ذلك لا يعني إلغاء وإبعاد مفهوم الفشل..! سوف نفشل نخفق نتعثر، وهذا لا يعني أن نخشى التجربة سنجرب ونخوض أشرس الحروب لأننا لم نعتاد على التراجع أو الاستسلام وعدم المواجهة. كل أولئك الذين حذروك ووضعوا لكَ عشرات الأسباب كي تتوقف حيث توقفوا، وتكتفي بما لديك كان الخوف يُسيطر عليهم، الخوف من النجاح أو الفشل لا فرق بينهما لمن قرر أن يقطع أقصر الطرق وأقلها خطراً.

لماذا نخاف التجربة ؟
بينما التجارب هي من تُعزز قُدراتنا وتمنحنا الخِبرة، النجاح لا يعني أن تبدأ من القِمة، من وصلوا القِمم لم يكن طريقهم هَين ابداً، كانت أمامهم مصاعب وتحديات وكان هنالك من يشكك في قُدراتهم، ولكنهم لم يسمعوا تجاهلوا تلك الأصوات التي لا تمنحهم الثقة والدعم الكافي للاستمرار، تسلحوا بالإيمان بأنفسهم وبقدرتهم على قطع شوط تلو آخر بقوة.

قابلوا الهزيمة عدة مرات، حالفهم الإخفاق، أرهقهم التفكير، ونسيو أن الوقت يمر والعمر يمضي بينما هم مُنهمكين في إيمانهم بأن الوصول حيث لم يصل الكثير يحتاج شجاعة، شجاعة تواجه بها نفسك ثم العالم ثم تنال شرف تحقيقها.

خِتاماً عزيزي القارئ لا تتخلى عن اختلافك، لا تتخلى عن أحلامك، لا تسمع نصائح المُشككين والمُحبطين، حافظ على شغفك اتجاه الحياة بعَملك وتفكيرك وكل ما يجعل أفكارك على قيد التكاثر والتجدد والتغير والتلون بألوان غير الرمادي والأبيض والأسود، ألوان تحيط أيامك بهالة من الفرح بينما أنت تُخطط لتلوين الواقع بها، تلك الألوان هي أفكارنا، خُططنا مشاريعنا التي تبدو مستحيلة أو عديمة الفائدة أو بعيدة.

لكل هؤلاء المُحذرين من الفشل والإخفاق أقول سيكون بمقدورنا أن ننجح أن نواجه العالم، أن نتقدم ونُقدم على مالم يسبقنا إليه احداً من قبل، عندما نمتلك جُرأة التجربة وعدم الخوف من النتائج مهما كانت فهي أولاً وأخيراً ستعلمنا درساً للنجاح أو أخر لعدم تكرار الفشل.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.