شعار قسم مدونات

إن كنتم تعانون من زواج فاشل.. توقفوا عن الإنجاب.. أرجوكم!

BLOGS حامل

لا أستطيع أن أفهم سيكولوجية المرأة العربية! تلك التي تتزوج وبعد مرور فترة من الزواج تكتشف أن الزوج معدوم الأخلاق.. فاسد أو غير متدين مثلاً وهي من تمنته متديناً صدوقاً فاضل الأخلاق ثم اصطدمت بواقع مختلف لا تستطيع أن تغيره لكنها تَجلب إليه المزيد من الضحايا الضعفاء! على سبيل المثال تقول إحداهن: أن زوجي يضربني ضرب مبرح بشكل دائم وأمام أولاده.. أخرى تقول أنه بخيل في العواطف وفي المال ولا ينفق عليها وعلى أولاده ولا يحترمها أبداً.. وغيرها تشتكي من علاقات زوجها المتعددة والخيانات المتكررة وأنها هددته بطلب الطلاق لكنه لم يستجب وأنها ما زلت تعيش معه والحال في حاله.. وغيرها من المشاكل الزوجية المتعددة..

حسناً عزيزتي المرأة، أنا لا يهمني إن كنتي أدمنتي الضرب والإهانة أو البخل وقلة القيمة ولا يهمني إن كنتي راضية بتعدد علاقات زوجك وخيانته لك.. ولا إذا ما كانت أخلاقه محترمة أم لا فأنتي بالتأكيد امرأة بالغة راشدة مسؤولة عن قراراتك واختياراتك سواءً كانت بكامل إرادة أو مجبرة عليها.. فالنساء المترددات أمثالك تضيع سنينهن في انتظار معجزة إلهية تحدث التغيير الذي تتمنينه وغالباً لا تستجيبين لمحاولات المساعدة من الناس حولك وتعتبرينها رغبة منهم في خراب البيت المخروب أصلاً.. فما علينا.. أسبابك لا تهمني حالياً فما يهمني عزيزتي الزوجة هو أن تتوقفي عن إنتاج الأطفال وجلبهم لمؤسسة فاشلة منهارة تماماً من الداخل فالأطفال ليسوا رؤوس أموال ولا أسهم تصعد بتلك الشركة وتنقذها من انهيارها..

 

الأطفال لن ينقذوا حياتك من الفشل ولن يكونوا أبداً سوبرمانات التغيير لحياتك فلا تصدقي خرافة الإنجاب لينقذوك وزواجك من الفشل

الأطفال بشر لا ذنب لهم أن يعيشوا طفولة مؤلمة بذكريات صعبة لأنه سعادتك ممتنعة عن تنظيم الحمل ومقتنعة بالجملة التي أكرهها (أولادك حينفعوكي) والتي أجدها جملة تعبر عن الاستغلال كونك تريدين أن تُنجبي لتنتفعي منهم مستقبلاً.. والأولى بدل أن نفكر في استغلالهم أن نتجنب إحضارهم من الأساس إلى عالم بلا مستقبل لهم وتحت ظروف أسرية عنيفة وكراهية متبادلة بين الزوجين.. صحيح أن الأطفال رزق لكنه رزق نسعى إليه بكامل إرادتنا وكما أنعم الله على الكثيرين منكم بنعمة الإنجاب من غير حول ولا قوة فالأولى أن تحافظوا على هذه النعمة ولا تحولوا حياة أطفالكم لنقمة بوجودهم في ظروف لم يختاروها بل أنتم من فرض عليهم وجودهم فيها أنانيةً واستغلالاً!

معظم المشاكل في القروبات النسائية هي لنساء يعشن ظروف زوجية مسيئة ومهينة منذ بداية الزواج وكما يُقال في المثل الشهير "المكتوب كان مبين من عنوانه" لكن الزوجة خشيت الطلاق أو أخذ موقف حازم يحفظ كرامتها وغضت الطرف لأنها ما شاء الله خلفت في بضع سنين زواج من ثلاثة إلى سبعة أطفال على الأقل وأصبح الهروب من جحيم الزوج مع هذا العدد من الأطفال شيء مستحيل بالذات في ظل الظروف الاقتصادية الحالية لمعظم الأسر.. وحيث أن أهل الزوجة في كثير من الحالات يصعب عليهم دعم ابنتهم بهذا العدد من الأطفال إلى جانب صعوبة أن تبدأ حياة جديدة بسبب القوانين الجائرة التي تحرمها من حضانة اطفالها في حال الزواج يكون مصير الاطفال غالبا التشتت بين أبوين يتبادلان العداء والكراهية ومعروف أن الرجل العربي حين يطلق زوجته "إلا من رحم ربي" يطلق أطفاله معها ويتنصل من جميع مسؤولياته تجاههم أو يعتبرهم ورقة ضغط لإذلال طليقته كي ترضخ لقوانينة الجائرة.

الخلاصة.. زواج فاشل من بدايته مع عدم استقرار ورؤية ضبابية لمستقبل العلاقة وعدم تحسن في أخلاق الزوج مع غياب القوانين والعادات الاجتماعية المنصفة للمرأة ومع ذلك تستمر الزوجة في الإنجاب فاصلة تماماً بين وجود مزيد من الأطفال وبين علاقتها بهذا الزوج الـ" مش نافع"!.

عزيزتي السيدة المتزوجة من أحد أشباه الرجال المذكورين سابقاً أرجوكي توقفي عن الإنجاب إلى أن تأخذي قرار حاسم في حياتك يضمن لهم حياة نفسية صحية مع أبوين متفاهمين وإذا كنتي ممن يعشن لسنوات طويلة على أمل أن تتحسن أخلاق وسلوكيات الزوج ففكري ألف مرة قبل أن تنجبي لأن احتمال أن يُثمر صبرك بنتيجة جيدة هو ضعيف جداً وأحكمي العقل قبل العاطفة في قراراتك.. وعزيزتي الفتاة المقبلة على الزواج.. الرغبة في الإنجاب هي فطرة وسنة الله في الأرض وغريزة الأمومة بداخل كل أنثى منذ الصغر ولكن أرجوكي إذا ما أصبح التفاهم معدوماً وكثرت النقاشات بعد إنجاب الطفل الأول فاسعي جاهدة أن لا تتكرر حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.. الخلاصة عزيزتي أن الأطفال لن ينقذوا حياتك من الفشل ولن يكونوا أبداً سوبرمانات التغيير لحياتك فلا تصدقي خرافة الإنجاب لينقذوك وزواجك من الفشل.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.