شعار قسم مدونات

نجوم اليوتيوب العرب.. بين حلم الشهرة وغياب المحتوى!

blogs - youtube

يبدو أن حلم الشهرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أصبح هوساً وهدفاً منشوداً في وقتنا الحالي لدى الكثير من الشباب، إذ تحول أيضاً إلى عمل مربح عند البعض، ففي السنوات الأخيرة نعيش انتشاراً واسعاً لهذه الظاهرة أي ما يعرف بنجوم اليوتيوب أو مشاهير اليوتيوب بمختلف جنسياتهم، أعمارهم، لغاتهم، وثقافاتهم، وكذا أفكارهم، وإبداعاتهم.

إذ نشأت هاته الظاهرة في بدايتها لدى شباب المجتمعات الغربية كرسالة تحمل وراءها هدفاً ومغزاً معين من خلال تقديمها بفيديو قصير، فمنهم من وضعها في قالب كوميدي عبقري وبطريقة هزلية تعكس المحتوى وتجلب المتابع، وهناك من جعل مشاهديه يحرصون على متابعته بناءً على شخصيته الفريدة من نوعها، وكذا حضوره المميز.والملفت الذي كسر به حاجز الخوف أمام عدسات الكاميرات التي تعتير محل خوف للكثيرين.

 

كثير منهم عانوا التهميش ليلجأوا إلى إمكانياتهم الخاصة وبفتح حساب خاص على موقع اليوتيوب فرضوا أنفسهم عن طريق فيديوهات كثيرة تحاكي مبتغاهم.

كذلك نجد فئة المبدعين من مهندسين ومخترعين ممن هم مولعون بعالم التكنولوجيا إذ عملوا على تقديم برامج مستعملين فيها الخدع البصرية بتقنيات متطورة جداً. هؤلاء الشباب وأمثالهم إستطاعوا في سنوات قليلة أن يتربعوا على عرش اليوتيوب ويكوِّنوا أسماءً تضاهي وزن بعض المشاهير، بحيث لفتوا اهتمام شركات ومؤسسات كبرى ذات وزن ثقيل ليصبحوا الوجه الإعلاني لها، وهذا ما عاد عليهم بأرباح مالية تقدر بملايين الدولارات إزاء خدماتهم.

انطلقت هذه الحُمّى لتصل فتغزوا الشباب العربي مؤخراً، ربما لأسباب تختلف عن غيرهم من الشباب الغربي فمنهم من لم تسعفه الظروف ليلج عالم الإعلام والاتصال ويداعب الميكروفون والشاشة، ومنهم من أغلقت في وجهه أبواب المسارح ولم يمنح الفرصة لإظهار موهبته، ومنهم من لم يجد متنفسا لأفكاره، ومنهم من وضعها للتسلية.. إلخ.

فكثير منهم عانوا التهميش ليلجأوا إلى إمكانياتهم الخاصة وبفتح حساب خاص على موقع اليوتيوب فرضوا أنفسهم عن طريق فيديوهات كثيرة تحاكي مبتغاهم، فأبدعوا بطريقتهم الخاصة في تقنية تركيب المشاهد والدوبلاج وكذا العرض، كلٌ قدّم لمسته الخاصة، اكتشفنا خلالها إرادة شباب يصنع من اللاشيء مادة متداولة تجلب له محبين ومعجبين ومتتبعين يصلون بها إلى أرقام مرتفعة تتخطى المليون مشاهدة ومتابع.

طبعاً كل هذا يعكس طاقة شبابية رائعة لكن الملفت للانتباه في فيديوهات شبابنا العربي وبنسبة أكثر من ثمانين بالمائة هو محتوى هذه الفيديوهات التي لا تحمل رسالة أو فكراً، فمعظمها عبارة عن تصوير ليومياتهم سواء أثناء التسوق أو السياحة أو حتى داخل الجامعة مع التكرار الواضح للمشاهد في كل مرة.

السؤال المطروح بما أن شبابنا يلقى متابعات خالية عبر حساباتهم لماذا لا يستفاد منهم في إنتاج مادة إعلامية وبطريقتهم الخاصة المبسطة في بعث رسائل هادفة ومربية ومسلية في نفس الوقت؟ هل هو تخوف منهم لخسارة متتبعيهم؟، لأن وللأسف الملاحظ أصبح المعجبون ينفرون من الأشياء والمعلومات التي تحتوي على قيمة مضافة.

كما هو السؤال موجه للمتلقي ألِهذه الدرجة أصبح العقل الشبابي العربي يهتم بتفاصيل حياة أناس لا يقربونهم من قريب ولا من بعيد مع أن كل واحد منا يعيش يومياً وتقريباً نفس التجربة التي يعيشها مشاهير اليوتيوب من تسوق وسياحة وذهاب إلى الجامعة أو مكان العمل!، تبقى الفكرة الوحيدة والمختلفة هي التصوير.

في الأخير لابد لنا أن ندرك مدى تأثير هؤلاء الشباب على فئات المجتمع المختلفة واحتوائهم بما يفيد عالمنا العربي، لأنه من الواضح أن هناك فهم خاطئ من طرف مشاهيرنا ونجوم اليوتيوب لأهداف الفيديوهات التي يصورونها وتنتشر بسرعة في أوساط مختلف الأجيال، فعليهم تدارك المغزى الحقيقي إن كان فعلاً مبتغاهم إيصال رسائل توعوية وهادفة وليس فقط السعي وراء كسب المال أو التسلية.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.