شعار قسم مدونات

أنا أَعْدَدْتُ لَكِ الحَفْلَةَ

blogs - mother
أنا يا حَبِيْبَةَ عُمْرِي …
وَيَا قَمَرَ الرُّوْحِ … يَا نَجْمَةً فِي ابْتِداءِ الغُرُوْبِ
وَيا كَوْكَباً فِي فَضَاءاتِ هَذا المَساءِ الحَبِيْبِ
وَيا زَهْرَةً فِي جَدِيبِ الدُّرُوْبِ
أُحِبُّكِ …
 

أُحِبُّكِ … عُمْرَيْنِ مِنْ أُقْحُوانٍ …
وَحَقْلاً مِنَ الأُمْنِياتِ …
وَبَحْرَاً مِنَ الذِّكْرَياتِ …
وَكَوْناً مِنَ اللّحْظَةِ الباقِيَةْ
لَقَدْ جَفَّ بِالحُزْنِ قَلْبِي
وَمَلَّ الضَّياعُ انْتِظارِي عَلَى شُرُفاتِ الذُّنُوبِ
 

أَنا عَتَّقْتُ لَكِ الخَمْرَةَ وَالأَشْواقَ … حَتَّى لا تَرَيْ مِنْ بَعْدِها شَوْقاً مَثِيلا
أَنَا قَطَّعْتُ لَكِ الأَوْصالَ وَالأَكْبادَ وَالشِّرْيانَ … حَتَّى لا تَرَيْ مِثْلِي قَتِيلا

ثَلاثُونَ عَاماً …
وَمَا ارْتاحَ هَذا الذي دَفَنَ السِّرَّ فِي الخَابِيَةْ
 

ثَلاثُونَ عَامَاً …
وَأُمِّي تُعِدُّ لِيَ السِّحْرَ كُلَّ صَباحٍ بِنَظْرَتِها الحانِيَةْ
 

ثَلاثُونَ عَامَاً …
وَسَاحِرَةٌ فِي الجِبالِ تُعَلِّمُنِي الشِّعْرَ وَالقافِيَةْ
 

ثَلاثُونَ عَامَاً …
وَهَذا الذي أَنْجَبَتْهُ جِبالُ الشَّمَالِ يَعِيْشُ
لِيُطْعِمَ مِنْ رَاحَتَيْهِ العَصَافِيْرَ كَيْ لا تَمُوْتَ مِنَ الحُبِّ
حِيْنَ يُسافِرُ … يَنْأَى …
وَكَيْ لا تَقُولَ وَدَاعَا
 

ثَلاثُوْنَ عَامَاً …
وَمَا زَالَ فِيَّ الضَّياعُ يُعانِي ضَياعَا
**********
 

هِيَ (أَرْبَعٌ) مَرَّتْ فَما مَرَّتْ …
لأَنِّي مَا وَجَدْتُ بِهَا سِواكِ عَلى المَحَبَّةِ مَوْرِدَا
هِيَ أَنْتِ : رُوْحِي …
وَالزَّمانُ الغَابِرُ المَبْكِيُّ …
وَالزَّمانُ الحاضِرُ المَرْضِيُّ …
وَالزَّمانُ القادِمُ الوَرْدِيُّ … يَجْعَلُنِي بِسِحْرِكِ مُنْشِدَا
أَنَا حِيْنَمَا سَاقَتْنِيَ الأَقْدارُ نَحْوَ حُقُوْلِكِ الخَضْراءِ …
كانَ اللهُ يَكْتُبُنِي لِيَوْمِكِ مَوْعِدَا
سَقَطَتْ عَلَى شُبَّاكِيَ الأَطْيارُ …
وَانْتَظَرَتْ أَمامَ البابِ أَزْهارُ البَنَفْسَجِ …
وَاسْتَقَى شَجَنُ القَصِيْدَةِ مِنْ يَدَيْكِ فَغَرَّدَا
آهٍ عَلَى الأَيّامِ … وَالأَحْلامِ … كَمْ ضَاعَتْ سُدَى !!
**********
 

هاتِ كَفّيْكِ فَإنّي …
كُلَّ عامٍ يُوْقِدُ الحُبُّ بِقَلْبِي أَلْفَ شَمْعَةْ
كُلُّها تَشْتاقُ أَنْ تَنْظُرَ فِي عَيْنَيْكِ …
أَنْ تَغْرَقَ فِي بَحْرَيْهِما شَوْقاً وَلَوْعَةْ
 

كُلَّ عامٍ يَتَمَنَّى القَلْبُ …
أَنْ يَذْهَبَ فِي سِرَّيْهِما مِنْ دُوْنِ رَجْعَةْ
لَكِ هَذا الشِّعْرُ غَنَّى
أَنا قَدْ خَبّأْتُ فِيْهِ لِلْهَوى مِلْيُونَ مَعْنَى
كُلُّها تَنْسِجُ أَوْ تَنْشِجُ لَحْنَا
لَكِ يا عُصْفُورَتِي …
يا مَنْ بِها شِعْرِي غَدا أَحْلَى وَأَغْنَى
هُوَ حُبٌّ …؟! هُوَ عِشْقٌ …؟! هُوَ عِتْقٌ …؟!
هُوَ … أَسْنَى
 

سَيَقُولُ النّاسُ عَنْ شِعْرِي …
لَقَدْ كانَ قَدِيْماً باهِتاً لَفْظاً وَمَعْنَى
وَعَلَى كَفَّيْكِ صَارَ الشِّعْرُ فَنَّا
كَيْفَ كُنْتُ … كَيْفَ صِرْنا
سَكَنَ القَلْبُ إِلى قَاتِلَتِي … مُسْتَرِيْحاً … وَاطْمَأَنّا
**********
 

أَنا أَعْدَدْتُ لَكِ اللَّيْلَةَ شَوْقاً
مَهْرُهُ: كُلُّ دَمِي … عُمْرُهُ: بِضْعُ سِنِيْنْ
مُذْ تَوَضَّأْنَا بِمَاءِ الحُبِّ فِي الخامِسِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ تَمُّوْزَ لَيْلاً
وَتَنَشَّفْنا بِزَهْرِ الياسَمِيْنْ
مُنْذُ تاهَ القَلْبُ فِي سَيْناءِ كُلِّ العاشِقينْ
وَاهْتَدَى لِلْحُبِّ قَبْلَ الأَرْبَعِينْ
 

أَنا أَعْدَدْتُ لَكِ الحَفْلَةَ … وَالشَّمْعَةَ … والدّمْعَةَ … وَاللَّوْعَةَ …
وَالزَّاوِيَةَ السَّكْرَى … وَأَصْداءَ الحَنينْ …
أَنَا مَنْ جَهَّزَ هَذا الوَرْدَ … وَالشِّعْرَ …
وَهَذا الأُقْحُوانَ الثَّرَّ …
وَالبَسْمَةَ في كُلِّ عُيونِ العابِرينْ
 

أَنا مَنْ أَفْشَى لِكُلِّ الطَّيْرِ سِرَّ المَوْعِدِ اليَوْمَ
وَمَنْ أَخْبَرَ أَنْسامَ الصَّبَا وَالحُبِّ …
فَاسْتَرْخِي ولا تَسْتَغْرِبِي
 

أَنا مَنْ قَالَ لِهَذِي الأَنْجُمِ السَّبْعِ ….
بِأَنْ تَبْدُوَ أَبْهَى فِي المَسَاءِ الذَّهَبِي
وَدَعَا لِلْقَمَرِ الفِضِّيِّ أَنْ يَسْقُطَ فَوْقَ العُشُبِ
آهِ لا تَسْتَغْرِبِي
إِنْ غَادَرَ الأَقْمارُ وَالأَنْجُمُ كُلٌّ فَلَكَهْ
هَذِه الأَقْمارُ حَطَّتْ بِبَلاطِ المَلِكَةْ
اجْلِسِي فَوْقَ شَرايِيْنِ فُؤادِي
هَا هُنا … شِعْرِي وَقَلْبُكْ
 

عَدِّدي فِي صَفَحاتِ الحُبِّ يَا حُبِّي حُرُوْفِي:
كِلْمَةٌ في أَوَّلِ السَّطْرِ : أُحِبُّكْ
كِلْمَةٌ ثَانِيَةٌ فِي وَسَطِ السَّطْرِ: أُحِبُّكْ
كِلْمَةٌ ثالِثَةٌ فِي آخِرِ السَّطْرِ: أُحِبُّكْ
كِلْمَةٌ في أَوَّلِ السَّطْرِ الذي مِنْ بَعْدِهِ … كانَتْ: أُحِبُّكْ
كِلْمَةٌ في أَوَّلِ الأَوْراقِ … فِي أَوْسَطِها … آخِرِها …
كُلُّها تَصْرُخُ في وَجْهِ البِداياتِ … النِّهاياتِ … أُحِبُّكْ
حَيْثُما وَجَّهْتَ وَجْهَ الحَرْفِ لا بُدَّ بِأَنْ …
تَقْرَأَ فِيْهِ: كَمْ أُحِبُّكْ
**********
 

انْظُرِي حَوْلَكِ يَا فَاتِنَتِي …
وَاسْأَلِيْنِي: نَحْنُ مَاذا؟ نَحْنُ أَيْنْ؟
نَحْنُ لَسْنا فِي الوَرَى طَيْراً … وَلا رَوْضَاً …
وَلَكِنْ زَهْرَتَيْنْ
 

نَحْنُ لَسْنَا أَحْرُفاً صَمَّاءَ …
لَكِنْ شاعِرَيْنْ
 

نَحْنُ لَسْنا وَسَطَاً فِي الحُبِّ …
لا نَرْضَى بِأَنْصافِ الهَوَى فِيْنا …
وَلَسْنا بَيْنَ بَيْنْ
نَحْنُ رُوْحٌ سَكَنَتْ في جَسَدَيْنْ

نَحْنُ لسنا أَوَّلَ العُشّاقِ …
لَكِنْ عاشِقَيْنْ
لَمْ يَمُرَّا في فَمِ الدَّهْرِ كَمَا مَرَّا … وَلا فِي المَشْرِقَيْنْ
 

نَحْنُ لَسْنا وَسَطَاً فِي الحُبِّ …
لا نَرْضَى بِأَنْصافِ الهَوَى فِيْنا …
وَلَسْنا بَيْنَ بَيْنْ
نَحْنُ رُوْحٌ سَكَنَتْ في جَسَدَيْنْ
**********

فَاعْذُرِيْنِي إِنْ تَأَخَّرْتُ عَلى الحُبِّ قَلِيلا
وَاعْذُرِيْنِي …
إِنْ أَنا مَا كُنْتُ فِي كُلِّ سِنِيْنِ العِشْقِ والحُبِّ (جَمِيلا)
أَنا خَبَّأْتُ لَكِ الأَشْعَارِ …
كَيْ تَحْكِي حَكايا حُبِّنا دَهْرَاً طَوِيلا
وَفَرَشْتُ الأَرْضَ قَلْبِي …
وَسَتَرْتُ الشَّمْسَ عَنْ عَيْنَيْكِ حَتَّى
تَسْتَقِلّي فِي الهَوَى ظِلاًّ ظَلِيْلا
 

أَنا عَتَّقْتُ لَكِ الخَمْرَةَ وَالأَشْواقَ …
حَتَّى لا تَرَيْ مِنْ بَعْدِها شَوْقاً مَثِيلا
أَنَا قَطَّعْتُ لَكِ الأَوْصالَ وَالأَكْبادَ وَالشِّرْيانَ …
حَتَّى لا تَرَيْ مِثْلِي قَتِيلا
سَوْفَ تَبْقَيْنَ بِقَلْبِي زَهْرَةً زَهْرَاءَ
لا تَذْبُلُ مَهْمَا أَوْغَلَ الدَّهْرُ
وَلَنْ أَرْضَى لها يَوْمَاً بَدِيْلا

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.