شعار قسم مدونات

الحروب الصليبية الحديثة

A general view of the Dome of the Rock, in the Muslim headquarter of the old city of Jerusalem, and the ancient Jewish cemetery on Mount of Olives in the background, Jerusalem 14 October 2016. UNESCO passed a resolution 13 October that denies the Jewish link to the Temple Mount and the Western Wall .

لم يستطع حكام الغرب اليوم أن يجمعوا شعوبهم لحرب صليبية في هذا الزمان لأن الشعوب الغربية درست وسمعت عن أخلاق صلاح الدين وأنهم استغلوا الدين وأسم المسيح للحرب على الإسلام، ولأنهم رأوا كيف تخلى البابا وأتباعه عن فقراء المسيحين وأسراهم في سجون المسلمين حتى إن قادة الصليبيين أخدوا كل أموالهم و لم يفدوا أسراهم من قبضة المسلمين حتى يخرجوا سالمين ويعودوا لأوروبا.

بل إن صلاح الدين فدى بماله الخاص بعض الأسرى الفقراء الصليبين. ولكن اليوم حكام الغرب استطاعوا أن يحرضوا شعوبهم على المسلمين تحت إسم مكافحة الإرهاب وبغطاء دولي وحماية حقوق الإنسان. فالمشروع الصهيوني هو ضوء أخضر من الصليبين ليأخذوا انتقامهم للحرب الصليبية التي انتصر فيها عماد الدين ونور دين الزنكي والناصر صلاح الدين والمظفر قطز و الظاهر بيبرس وغيرهم.

المسلمون اليوم ينتظرون ظهور صلاح الدين دون عمل وتخطيط إلا القليل، وأي قائد يفكر في استرجاع مجد الإسلام يقف له إخوته قبل أعدائه.

وخير دليل ما قاله الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الإبن حين انطلق في غزو العراق "هذه حملة صليبية هي حرب على الإرهاب" و هذا ما تبدي أفواههم وما تخفي صدورهم أعظم، وكذلك ما فعله الجنرال الفرنسي هنري قورو حين دخل دمشق فذهب مباشرة إلى قبر صلاح الدين فركله بقدمه وقال "ها قد عدنا يا صلاح الدين".

 لم ينسوا التاريخ وأحفاد الصليبين يعدون لحرب صليبية، فهل أحفاد صلاح الدين الأيوبي يعدون لتحرير بيت المقدس؟ وهل أحفاد الصليبين اليوم ينتظرون ظهور ريتشارد -وهو من قادة حملاتهم الصليبية بالأمس- لكي يعود ويطلق حملة صليبية لا ولا، هاهم يعدون العدة.

ولكن المسلمين اليوم ينتظرون ظهور صلاح الدين دون عمل وتخطيط إلا القليل، وأي قائد يفكر في استرجاع مجد الإسلام يقف له إخوته قبل أعدائه. للأسف فأي موقف تفاوض مع الصهاينة في الظاهر يعتبرونه موقف مصلحة لا غير. وقد قرأنا أن صلاح الدين لما تولى حكم مصر عقد صلحا لمدة عشر سنوات مع الصليبين لترتيب البيت الإسلامي من الداخل، فقام بتوحيد المسلمين حتى أصبح هو القائد الأول.

بعدها توجه لمحاربة الصليبين، فهذه نسميها في زماننا سياسة المصالح والمفاوضات ولكن الكثير منا لا يفقهها وتجده يقف في وجه أخيه المسلم بدل أن يتفرغ لمن يخطط لقتله وإفساده، والتاريخ يعيد نفسه ففي زمن صلاح الدين كذلك كان هذا النوع من الناس، نسأل الله أن يردهم لصوابهم ويرينا وإياه الحق ويرزقنا اتباعه.

وليعلم شبابنا أن صلاح الدين لم يبدأ بالتفكير في تحرير القدس فقط عندما تولى الحكم، ولكن كان شغله الشاغل قبل ذلك فلا تنتظروا تحرير القدس حتى يأتي حاكم مثل صلاح الدين حتى يتحرر القدس من الصهاينة، فكان كل تفكير نور الدين زنكي كيف يحرر بيت المقدس ومع هذا لم يحرره.

تحرير القدس يشارك فيه الجميع والله من يختار من يكون سببا في التحرير.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.