شعار قسم مدونات

وأتممتها عشرة (2) فقهُ النجاح كقانونٍ للحركة

blogs - human

حسنًا وبعد الحب يأتي النجاةُ بالحياة إلى برِ الحركةِ، إلى نقطةِ التفاعل العظمى لكون الإنسان موجوداً بكل كينونته في النقطة التي يتحرك بها، يأتي النجاحُ كورقةٍ أخرى، ومفهوم أعمق لتغطية احتياجات الشغف الإنساني في هذه الحياة، وكمحورٍ لتوازن الراحة التي تحدثت عنه في المدونة السابقة، والتي تعتبر شيء غيرَ مطلق في هذه الحياة.
 

ولأن إعادة النظر بالمفاهيم -من وجهة نظري على الأقل- أمر لابد منه، على مستوى المحتوى وآليات التفاعل بجوهرنا، كان لزامًا عليَّ تشريحُ النجاح ككلمة ومفهوم عميق يسعى الكثيرون نحوه، لابد من تشكيله وعجن حروفه ليتقدَ تفاعله بشكل أكبر مع غاية وجودنا، ومبتغى راحتنا وتوازنه، لذا أمعنتُ في التشريح، وكتبتُ عشرَ خصال أتممتُ نسخها لتكون منصة انطلاق في النجاح، إلى أبعد نقطة ممكنة من قدرتنا البشرية وطموحاتنا الروحية:

أولًا: النجاح بدايةً هو حب، فاتقادُ التفاعلِ بينَ رغبةِ النجاحِ واقتطافِ ثمرته يحتاجُ لقلبٍ يحمل الحبَ والشغفَ للمجال الذي تُحرثُ أرضهُ بجهدُ الرغبةِ واليقين، ولا شيء دون الحبِ والشغف من يهيئ البيئة ويخلق التوازن بينَ الرغبة والثمرة وبينَ أدوات النجاح كلها.

أعظم صيغة للنجاح يمكن أن تحققها هو النجاح خاصتكَ الذي لا ترويه أنت، هو النجاح الذي يبقى متقداً بعد وفاتكَ وانتقالكَ إلى عوالم غير هذه العوالم.

ثانيًا: النجاحُ بذرة موطنها الوعي الداخلي والقلب السليم، النجاحُ فكرةٌ قبل أن يكونَ فعلًا يُسارُ بهِ ويُنجز، فترتيب الفكرةِ في الداخل الإنساني ضرورةٌ لانتقالها وفقًا لمسار الفعل والنتيجة: "الفكرة فالشعور فالفعلٌ النتيجة".

ثالثًا: النجاح هو إرادتكَ الحاضرة بتجسيد البذرة أو الفكرة، ونقلها من حيز الداخل لديكَ إلى حيز الواقع المعاش والملموس، وهو إصراركَ نحو المبتغى بعزيمة المتيقن، للذهاب بعيداً والتخطي (بقوة) لكل عقبةٍ وحاجز يعترض طريقكَ.

رابعًا: النجاح ليس نقطة وصول (نهائية)، حيث لا يمكننا القول أنه تم الوصول النجاح -كمرحلةٍ نهائية- وتوجنا المسير بالنجاح كأكليلٍ نهائي، النجاح طريق معبدة بالتحديات والصعوبات بكل ما تحويه من نقاط ومنعطفات وإشارات إلهية تستحق الإمعان والتبصر بها.

خامسًا: فالنجاح سلسلة متعاقبة من الأحداث، ورتم متسق من الحلقات المتتالية، التي تجعل حركة الإنسان جارية ومستمرة في هذه الحياة، وتشكل كل نقطة وصول نافذة عبور للنقطة التي تليها، ليتحقق،

سادسًا: أن النجاح هو الحركة الدائمة، وهو الديمومة الأبدية لتفاعل الإنسان نحو غايته، فهو فيض الحركة الدائم الذي يجعل من الإنسان قدرة معطاءة وناتجة في الوسط الكائن به.
 

سابعًا: النجاح ليس قيمة يمكن قياسها كميًا، فنحنُ لا نستطيع القول أننا وصلنا إلى قيمة مقبولة أو جيدة للنجاح، أو أننا حققنا قدراً كافٍ منه، وهذا يفضي بنا إلى النقطة التالية،

ثامنًا: أن النجاح لا يتمتع بالأنانية، أي ليس ذو قيمة دونية أو ذو عائد شخصي (فقط) -وإن كان لابد من ذلكَ- فهو أمر يتم على مستوى المجتمع فالأمة فالبشرية وذلك بالشكل التصاعدي المذكور.
 

تاسعًا: والنجاح كما هو الحب يحتاج إلى قدرٍ كبير من الطاقة وقدرة عظيمة على الاحتواء، لأن تمازجَ الأدوات والأفكار والمفاهيم حول النجاح، يتطلب وسطًا فاعلًا قادرًا على احتواء المشهد وعظمة تفاعله.
 

عاشرًا: أعظم صيغة للنجاح يمكن أن تحققها هو النجاح خاصتكَ الذي لا ترويه أنت، هو النجاح الذي يبقى متقداً بعد وفاتكَ وانتقالكَ إلى عوالم غير هذه العوالم. هو ديمومتكَ بعد الموت.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.