شعار قسم مدونات

كانون الأول 2016.. الأكثر سخونة وإثارة

blogs - مولود تركيا

ونحن على بعد أيام قليلة من نهاية سنة 2016 والدخول في السنة الميلادية الجديدة 2017 أبى شهرها الأخير كانون ديسمبر 2016  إلا أن يفاجئنا بأحداث مثيرة سوف تسجل في التاريخ ولكن مع الأسف في التاريخ الأسود الأكثر عنفا ودموية.

فرغم أن العرب سمّته كانون من الكينونة بمعنى الاستقرار والهدوء إلا أنه كان الأعنف والأكثر دموية. ورغم أنه شهر يمتاز ببرودة الطقس وتساقط الثلوج أحيانا، إلا أن أحداثه كان ساخنة وغلبت أجواءه المعتادة.

في كانون الأول الجاري ودعت تونس وفلسطين وكل العرب الشهيد محمد الزواري الذي سطّر حياته في الدفاع عن قضايا الأمة.

كانون الأول 2016 حمل في طياته العديد من الأحداث خلال عشرين يوما فقط؛ فيه أبيدت حلب وهجر أهلها وقيل إنها سقطت على الرغم من أنها معركة بين شعب أعزل وحاكم مدلل ومعزز بدعم أجنبي قوي جدا. كان هذا أبرز حدث في هذا الشهر هز العالم وسيسطره التاريخ كما سيسطر كل أحداث كانون الأول 2016.

في  الشهر نفسه، أشهر شرطي تركي سلاحه ضد السفير الروسي وأرداه قتيلا، وهتف باسم الإسلام وباسم حلب، فانقسم المسلمون كعادتهم بين من يعتبره بطلا ومن يعتبره إرهابيا، فزاد الطين بلة وحمل السوريين والأتراك مالا قبل لهم به في الوقت الراهن .

في تلك الأيام من شهر كانون الأول المثير كانت تونس وفلسطين وكل العرب من وراء ذالك يودعون شهيدا، سطر حياته في الدفاع عن قضايا الأمة التي أولها الأقصى محمد الزواري الذي اغتاله الموساد على أرضه وبين شعبه، وصور المعتدي المشهد وكأنه في رحلة سياحية ليضع الجميع في تونس في حيرة من أمرهم ،عن مدى توغل الموساد داخل البلد العربي الثائر؟.

أما مصر كعادتها منذ انقلاب الثالث من يوليو أبت وأبى كانون الأول أن تخرج خالية الوفاد بتفجير يهز الكنيسة الكاتدرائية بالعباسية، واختلف الجميع حول طريقته فضاعت الحقيقة كالعادة، لتبقى حقيقة واحدة أن مصر ليست في الطريق الصحيح. وقد تنجر وراء المخطط الأعنف كحال الجيران.

وأبى كانون الأول إلا أن يزيدنا خوفا على بلداننا العربية، الإرهاب يحاول أن يصل للأردن عن طريق الكرك والجيش الأردني يتصدى ويقدم الشهداء فداء للوطن، أما اليمن والعراق وليبيا فالعنف لا يزال مسيطرا كحال بقية الأشهر.

أوروبا هي الأخرى كان لها من الإرهاب والأحداث العنيفة نصيب، حيث شهدت برلين حادثة دهس تقتل العشرات كما لم تسلم مساجد زيوريخ من عنف الإرهاب.

أحداث كانون الأول 2016  كانت ساخنة جدا لا تبشر بخيروتنبئ بأن العام القادم لن يختلف عن سابقيه.

فرنسا وإن كانت سلمت من الأحداث الإرهابية، إلا أن حدثا سياسيا ساخنا ساهم في دخولها ضمن الأحداث السياسية الأبرز في شهر كانون الأول 2016  بمفاجأة الرئيس أولاند للجميع وإعلان عدم ترشحه للانتخابات الرئاسسة المقبلة وترشح رئيس وزرائه مانويل فالس لها.

أفريقيا فاجأت الجميع عن طريق حدث جلل لايحدث كل يوم فجنرال غامبيا يحيى جامي يعترف بالهزيمة أمام منافسه، وهو أمر عظيم خاصة أن الرجل حكم البلاد عقدين من الزمن والعادة في أفريقيا وأن الجنرالات لا يسقطون إلا بالطريقة التي يأتون بها ، "الانقلابات العسكرية ".

أحداث كانون 2016 التي كانت ساخنة جدا لا تبشر بخير، وتنبئ بأن العام القادم لن يختلف عن سابقيه، هذا إذا لم يكن يحمل الأسود في طياته ففي عالم أصبح يكسوه الدم ويتغشاه الإرهاب، ولا صوت فيه يعلو فوق صوت المعارك والحروب، وتعيش فيه الإنسانية أسوأ مما عاشته إبان الحربين العالميتين سيئة الذكر والسمعة.. حتى قيل من شدة الوقائع والأحداث إننا مقبلون على حرب عالمية ثالثة.

كانون الأول لم يكن له من اسمه نصيب  رغم أننا نعيب الزمان والعيب فينا  فماذا عن كانون الثاني 2017 ؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.