شعار قسم مدونات

متى يقرر البوليساريو الاستفتاء؟

blogs البوليساريو

عرف العالم مؤخرا تطورا غير مسبوق بخصوص إعلان سلطات إقليمين مهمين أحدهما في قلب الصراع الشرق أوسطي وسط تكالب جميع أقطاب العالم على النفوذ والسيطرة وكذا في عقر دار الغرب نفسه ألا وهو إقليم كتالونيا، لقد تم الإعلان عن تاريخ الاستفتاء دون الرجوع والخضوع أو حتى مجرد استشارة السلطات الحاكمة مما يعد سابقة وفرضا للأمر الواقع الذي إن نجحوا في تحقيق أهدافهم سيفتح الباب على مصراعيه للبقية الباقية من الأقاليم التي لا زالت تنادي بالحرية والاستقلال.

دور من يا ترى سيأتي في الأيام القادمة؟ وهل تنتقل العدوى إلى غرب إفريقيا؟
يعد تقرير المصير بالنسبة للشعوب المحتلة حقا تكفله القوانين الدولية وخاصة المنظمات والحركات التي تدافع عن حقوق الإنسان ومنها الحكومية والأممية المنظوية تحت مظلة الأمم المتحدة، فالقارة الإفريقية أيضا ليست بمنأى عن ذلك، فقضايا تقرير المصير تلقي الضوء مباشرة على قضية الصحراء الغربية والمغرب، هذا الأخير الذي ندد وعارض بشدة قرار سلطات إقليم كردستان العراق بالانفصال.

الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب المعروفة باسم البوليساريو بالإسبانية: Polisario هي حركة تحررية تأسست في 20 مايو 1973، وتسعى لتحرير الصحراء الغربية مما تراه استعمارا مغربيا، حيث أن الأمم المتحدة لا تعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية ولا تعترف بالجمهورية الصحراوية كدولة عضو في الأمم المتحدة لكن تعترف بالجبهة كمفاوض للمغرب، وتأسيس دولة مستقلة جنوب المغرب وغرب الجزائر وشمال موريتانيا تحت اسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.

إن الوضع الدولي الراهن وفي ظل الحديث عن ظهور هذه الحركات الانفصالية الأحادية الجانب ورغم معارضتها من القوى الكبرى إلا أنها لقت صدى كبير في الوسط الإعلامي والعالمي
إن الوضع الدولي الراهن وفي ظل الحديث عن ظهور هذه الحركات الانفصالية الأحادية الجانب ورغم معارضتها من القوى الكبرى إلا أنها لقت صدى كبير في الوسط الإعلامي والعالمي
 

هذه الجبهة التي تنادي صراحة بالاستقلال النهائي والدائم لأراضيها التي تم احتلالها من طرف المغرب، كما أن هذه الجبهة تلقى دعما شعبيا كبيرا من السكان الأصليين الصحراويين رغم التعنت المخزني الذي يمضي قدما في محاولة توطين أكبر عدد ممكن من المغاربة في هذه المناطق المحتلة.

إن الوضع الدولي الراهن وفي ظل الحديث عن ظهور هذه الحركات الانفصالية الأحادية الجانب ورغم معارضتها من القوى الكبرى إلا أنها لقت صدى كبير في الوسط الإعلامي والعالمي، كما أنها فتحت الباب لبروز المزيد منها والذي سوف يعمق الصراع والمخاوف من حدوث انشطارات غير مسبوقة وخاصة في الدول التي تعاني من الحروب وانتشار الأسلحة، كما أن نجاح الإقليمين في مساعيهما سيحتم على جبهة البوليساريو الإعلان عن الاستفتاء طوعا وكرها.

وحتى إن نجحت الأقاليم في الانفصال سوف يجدوا صعوبة بالغة بالاعتراف بهم وبعث اقتصادهم وسط الحصار السياسي بالدرجة الأولى والإقليمي ثانيا، مما يضع سكانهم في موقف صعب للغاية وربما يكون كارثيا أيضا نظرا للمعارضة الخارجية والمساومات التي تمليها المصالح التي لا ترحم من لا يملك القوة ولا المال.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.