شعار قسم مدونات

بنزيما أم موراتا؟ العدل يا زيدان!

Soccer Football - Club America v Real Madrid - FIFA Club World Cup Semi Final - International Stadium Yokohama - 15/12/16 Real Madrid's Alvaro Morata comes on as a substitute to replace Karim Benzema Reuters / Issei Kato Livepic
بنزيمه تحت الضغط أكثر من أي وقت مضى.. لأن الصحافة المدريدية تواصل دعمها لمنافسه الاسباني ألفارو موراتا بشكل مستمر وقوي، لسببين أولهما أنّ بنزيمه يعيش منذ أكثر من عام دوامة من الضغوط والأوقات العصيبة التي أثّرت بشكل واضح على أدائه داخل الملعب. والسبب الآخر أنّ موراتا كلما أشركه زيدان، يتألق بشكل لافت منذ بداية الموسم الحالي.


على الصعيد الفني، هناك اختلاف كبير بينهما.. رغم أنهما يلعبان في نفس المركز تقريبا. 
موراتا أقرب إلى مهاجم كلاسيكي، يجيد تسجيل الأهداف، ويضرب بشكل قوي عبر الفراغ الذي لا يخلقه، بينما بنزيمه قيمته أنّه يخلق الفراغات لغيره، ويفعل كل شيء من أجل أن يسجّل رونالدو، لذلك رونالدو عليه أن يُدين بالكثير للمهاجم الفرنسي كريم بنزيمه-تكتيكيا- يصعب تصنيف بنزيمه لكنه يبدو أقرب إلى مزيج بين الـ TargetMan على طريقة كرة السلة، وبين الـ False9 الذي لا يطمح إلى تسجيل الأهداف، من ناحية التكنيك والمهارات الفردية الخالصة، بنزيمه يفوق موراتا، رغم الجهود الكبيرة التي بذلها ألفارو خلال الفترة الماضية في سبيل التطور من هذه الناحية، لكن بشكل عام لا يزال بينهما فارق.


فيما يخص ممارسة الضغط، بنزيمه كسول، لا يضغط ولا يبالي بشيء، ولا أحد يستطيع أن يعكّر صفوه، بينما يضغط موراتا بشكل ممتاز، ويلعب بحماس شديد، مع رغبة كبيرة في إثبات ذاته وإقناع مدربه زيدان، إضافة إلى ذلك أنه يعرف كيف يجري بالكرة أثناء الهجمات المرتدة.


يجب التذكير أنّ المفاضلة بين بنزيمه وموراتا لم تعد محل نقاش بين اثنين يعيش أحدهما أسوأ أيامه والآخر يعيش أفضل أيامه.

هل تذكرون مباراة بايرن ويوفنتوس الموسم الماضي في ميونخ، عندما تلاعب ألفارو موراتا بدفاعات البفاري، وقد استطاع أن يجري بالكرة لمسافة طويلة قبل يمررها لكوادرادو الذي تلاعب بفيليب لام ومانويل نوير في مشهد دراماتيكي! أثناء تلك المباراة ارتكب مدرب يوفنتوس أليغري، ذنبا لا يغتفر، عندما أخرج موراتا وأدخل مكانه ماندزوكيتش، مما أدّى إلى السماح لدفاعات بايرن ببناء اللعب الخلفي بشكل أفضل، أكثر سلاسة وأكثر سرعة. لقد كان خروج موراتا في ذلك التوقيت بمثابة قُبلة الحياة بالنسبة لمدرب بايرن ميونخ آنذاك بيب جوارديولا.


بشكل عام يجب التذكير أنّ المفاضلة بين بنزيمه وموراتا لم تعد محل نقاش بين اثنين يعيش أحدهما أسوأ أيامه والآخر يعيش أفضل أيامه. لكن السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه هو: 
أين زيدان من كل هذا؟ 
 

من الواضح أن موراتا مظلوم، مظلوم بشكل وبآخر، كما أنّ بنزيمه يُشارك بفعل واسطة، لا أكثر ولا أقل. لسبب ولآخر، السبب الأول أنه يحظى بدعم من بيريث وزيدان، والسبب الآخر أنّ رونالدو يُرِيده بجانبه، لأن كريم يمرر كثيرا لرونالدو، بخلاف موراتا الذي لا يهمه سوى تسجيل الأهداف.

في النهاية، يُمكننا أن نتساءل، أيهما أهم: كريم بنزيمه من أجل إرضاء رونالدو، أم موراتا من أجل مصلحة الفريق ككل، في ظل اقتراب مراحل الحسم ونهاية الموسم الكُروي؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.