شعار قسم مدونات

تحدي الحجاب

Blogs - hijab1
لا أظن أن أحدًا لم تمر عليه زوبعة خلع الحجاب التي انتشرت بالآونة الأخيرة، ورغم أن للموضوع تشعبات كثيرة، فقد انقسم الناس بالتعامل مع القضية بين مؤيد مشجع للفعل، مرحب بفاعلته في عالم الحرية! ومعارض تعامل مع الأمر بسلبية كبيرة جدًا، ونقد، بل وصل الأمر للتطاول بالشتم واللعن والتكفير على من فعلتها، وحيث أن معظم من شارك بهذا الهجوم أو الدفاع لم يمتلك الحجة المنطقية للحوار، فقد اكتفوا بهذا الرد المجتمعي الأهوج – بشقيه المؤيد والعارض – على ما حدث دون محاولة استثمار القضية بطريقة إيجابية، ولأن الحجاب في مجتمعاتنا العربية والإسلامية يبدو كعادة مجتمعية تفرض على الفتاة في سن معينة؛ كان موضوع خلعه انتهاكًا أثار عصبية المجتمع ونقمته.

ولست هنا بصدد الحديث عن تعامل المجتمع مع الأمر، لكنني أردت تسليط الضوء على مجموعة فتيات استطعن استغلال ما يحدث لصالحهن بطريقة ذكية، حيث بدأن بدعوة إيجابية جميلة عبر هاشتاغ تحدي الحجاب ليكون ردًا على ما حدث.

ما هو تحدي الحجاب وكيف ظهر؟

الجميل بالأمر أن جميع الفتيات بالفيديوهات ركزَّن على الحرية الشخصية في أي تصرف، وأن تمسكهن بالحجاب هو من منطلق الحرية أيضًا وليس بالإجبار أو الإكراه كما يُروج البعض

تحدي الحجاب هو هاشتاغ أطلقته مجموعة من الفتيات على شبكات التواصل الاجتماعي، يهدف التحدي لتوجيه رسالة للمجتمع بالحديث عن التجارب الشخصية في لبس الحجاب وسبب التمسك فيه، والضغوطات التي تمر بها الفتيات خاصة اللواتي يعشن في دول أجنبية، ويقوم التحدي على تصوير فيديو للفتيات المحجبات وهن يتحدثن عن حجابهن والمواقف اللاتي تعرضن لها ورسالتهن للأخريات وللمجتمع، ومن ثم تقوم المتحدثة بتمرير التحدي لثلاث فتيات أخريات..

الجميل بالأمر أن جميع الفتيات بالفيديوهات ركزَّن على الحرية الشخصية في أي تصرف، وأن تمسكهن بالحجاب هو من منطلق الحرية أيضًا وليس بالإجبار أو الإكراه كما يُروج البعض.. وعبرن في رسائلهن عن أسباب تمسكهن بالحجاب من منظورات مختلفة..

الأمر الآخر الملف للنظر في هذا التحدي هو عدم التطرق لموضوع خلع الحجاب أو من فعلتها بأي نقد أو تلميح أو تشهير، والاكتفاء بهذه الرسائل الإيجابية كنوع من التعبير عن الحرية والفخر بما يفعلن ومحاولة تسليط الضوء على هذا التحدي اليومي الذي تعيشه المحجبة للمحافظة على هويتها الدينية والتعايش مع كل الضغوطات، وإثبات ذاتها وحريتها..

ما الجدوى من هذا التحدي؟
لعل هذا السؤال الأكثر طرحًا منذ بدأ الحديث عن التحدي، ونشر الفيديوهات الخاصة به، وإذا فوضت نفسي كمحجبة بالدرجة الأولى، ومسلمة إيجابية بالدرجة الثانية، كاتبة بالدرجة الثالثة، فإنني أرى أن هذا التحدي ومثله من التحديات المفيدة الأخرى هو خطوة سابقة لتغير الفكر وطريقة التعاطي مع الأمور، ومحاولة من الجيل الصاعد لاستغلال الأمور السلبية لصالحه مهما بدا السوء فيها، وفرصة ذهبية لإيصال صوتنا لكل من يظن أن الحجاب نُكره عليه، ونجبر على التمسك به!

وإذا أردنا الابتعاد عن النقد المستمر لكل عمل يعرض أمامنا والابتعاد عن محاولات تسخيف كل الدعوات والتحديات فإنني أقول بأسوأ الأحوال؛ إذا لم يثمر هذا التحدي.. فإنه في نهاية المطاف لن يضر أحدًا !

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.