شعار قسم مدونات

ابدأ والنهاية في عقلك

مدونات، الحياة
ابدا والنهاية في ذهنك تعلمنا هذا المبدأ من ستيفن كوفي ولكن عندما أقرأ السيرة النبوية ألاحظ بأن الرسول صل الله عليه وسلم طبق هذا المبدأ في نشر دعوته الكريمة. فالرسول صل الله علية وسلم صبر وتحمل الألم لأجل النهاية التي وضعها في عقله. عذب الرسول صلى الله علية وسلم أشد العذاب وتحمل عندما قام عقبه من معيط ب فرغ السلا مشيمة (ولد الناقة) على الرسول صل الله عليه وسلم فأتاه فاطمة ومسحته من على جسد الرسول صل الله علية وسلم. 

 ومر عقبه بن معيط ، وخنق الرسول فنزع يده أبوبكر وقال أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله. تحمل الحبيب كل هذا العذاب من أجل الغاية التي رسمها في عقلة. فهذا بحد ذاته درس لنا لتحمل الألم والعقبات التي نواجه في بداية عملنا على تحقيق أهدافنا بأنه حتى رسولنا صلى الله عليه وسلم في بداية عمله لتحقيق هدفه تعذب.

الحياة رحلة جميلة وطويله ولكن جمالها في أن يكون لديك هدف، وجماله في أن تعبر التحدي والعقبات في تحقيق الهدف الذي تعمل عليه فكم من شخص ولد وعاش ومات ولم يترك أثرا.

أتى الكفار إلى عمه أبو طالب ليترك الرسول صل الله عليه وسلم دعوته وقال إذا أراد المال أعطيناه وإذا أراد النساء زوجناه من أجمل النساء وإذا كان مريضا عالجناه فقال الرسول (ص) والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما تركته حتى أمضي إليه أو أهلك دزنه.

قدم المشركون أكثر من عرض إلى الرسول صل الله علية وسلم ولكنه رفض لأنه ليس هدفه المال وليس النساء ولا السلطة بل النهاية الجميلة التي رسمها الحبيب في عقله. والهدف الأجمل الذي عمل عليه الرسول صل الله عليه وسلم وهو تغير الأفكار. كم من الجميل أن يكون عندك فكرة وهدف ولكن هناك الكثير من يرفضون فكرتك، ثم تجعل هؤلاء الذين رفضوا فكرتك يساعدونك في تحقيق هذا الهدف.

الرسول صلى الله عليه وسلم كان من أحد أهداف دعوته أن يجعل الناس يتركون عبادة الأصنام، وأن يعبدوا الله الواحد القهار، ولكن الرسول صل الله عليه وسلم لم يهدم الأصنام في بداية دعوته الكريمة بل جعل الذين وقفوا ضده وعارضوه أن يقوموا هم بأنفسهم بهدم الأصنام، فالذين هدموا الأصنام هم خالد بن الوليد وعمرو بن عاص وغيرهم.

علمتني الحياة بأنه إذا كان لديك هدف سيعارضك الناس في أول الأمر ويحاربونك، وهذه طبيعة الحياة. وحدث هذا الأمر مع الأنبياء والرسل، فما نحن لكيلا نواجه التحديات؟ فمن نحن لكي نحقق أهدافنا كأنه لدينا مصباح علاء الدين.

مر عقبه بن معيط، وخنق الرسول فنزع يده أبوبكر وقال أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله. تحمل الحبيب كل هذا العذاب من أجل الغاية التي رسمها في عقلة.

الحياة رحلة جميلة وطويله ولكن جمالها في أن يكون لديك هدف، وجماله في أن تعبر التحدي والعقبات في تحقيق الهدف الذي تعمل عليه فكم من شخص ولد وعاش ومات ولم يترك أثرا، علمتني الحياة أن لا أكون عاديا . يقول "سي إس لويس" (لن تكون ابدا أكبر سنا من أن تضع هدفا جديد أو تحلم حلما جديدا)
كن رجلا إن مروا يقولون مر وهذا الأثر. لكي تحقق هدفك ستعاني ولكن كلما فكرت في النهاية سوف يزول التعب ويتحول التعب إلى سعادة.

يقول غاندي في البداية يتجاهلونك؛ ثم يسخرون منك؛ ثم يحاربونك؛ ثم تنتصر. نعم هذه هي معادلة تحقيق الأهداف ستمر بكل هذه المراحل إذا كان لديك هدف تعمل من أجله، فالرسول صلى الله عليه وسلم في البداية قام المشركون بتجاهله حتى قالوا دعوه للناس أن كان بالفعل نبيا سيكون عزه عزنا وأن لم يكن سيقتلونه ونتخلص منه ثم سخروا من الحبيب صلى الله عليه وسلم وقالوا عنه بأنه ساحر ومجنون ثم حاربوا الرسول صل الله عليه وسلم ثم انتصر.  كلما أنظر إلى أهدافي في الحياة أنظر إلى هذه المعادلة وأنظر إلى تجاهل الناس إلى أهدافي كأمر بسيط وأنه سنة الحياة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.