شعار قسم مدونات

احتفظ بموظفيك

blogs - موعد اجتماع
من أكبر التحديات التي تواجه أصحاب الأعمال هو الوصول إلى الحد الأقصى للقدرة الإنتاجية لموظفيهم مع تقليل التكاليف إلى حدها الأدنى. يشكل الموظفون قيمة كبيرة من قيم المؤسسة ولكنهم في الوقت نفسه قد يشكلون التكلفة الأعلى على المؤسسة، من المعلوم بأن لكل موظف سقف إنتاجية محدود، قد لا يستطيع تجاوزه، الأهداف الكبرى التي تسعى المؤسسة لتحقيقها تتطلب قدرة أعلى من سقف إنتاج الموظف، خاصة لدى بعض المناصب الرئيسية والمهمة.

لذا تبدأ مرحلة اتخاذ القرارات الصعبة لأي مؤسسة، وفي طليعة تلك القرارات الاستغناء عن خدمات الموظف والذي يكون في معظم الحالات مكلف جدا ويؤدي إلى إشكالات تتعلق بخلقيات العمل والتي تكون المؤسسة في غنى عنها، مثل الاستغناء عن موظفين خدموا المؤسسة لفترات طويلة، ولا شك بأن لهم إنجازات معها.

لكن الحفاظ على هؤلاء الموظفين ذو الفاعلية المحدودة سيؤدي حتما إلى وقف النمو ويشكل عقبة كبيرة في سبيل تحقيق الأهداف المطلوبة في المؤسسة.. الحل قد يكون بجذب موظفين أكفاء ذو علم وخبرة من الشركات الأخرى، ولكن استراتيجية اجتذاب الموظفين الجدد ذوي الخبرات والمهارات الأفضل في السوق هي استراتيجية ليست مجدية بالنسبة للكثير من المؤسسات، الطريقة الوحيدة للحصول على هؤلاء الموظفين هي أن تدفع رواتب شهرية أكثر من منافسيك، قلة من المؤسسات مستعدة أو قادرة على فعل ذلك.

هل هناك حل سحري لهذه الإشكالية؟ نعم بالتأكيد هذا الحل هو تحسين أداء الموظفين الحاليين، القائد الماهر هو من يقيس أداء موظفيه ويطوره ويعمل على رفع سقف أدائهم وبالتالي زيادة إنتاجيتهم، أي بمعنى آخر الحصول على الكثير من القليل، وهناك عوامل تساعد على تحقيق هذه الاستراتيجية:

تكوين فريق عمل ناجح كبيراً كان أم صغيرا ليس بالأمر السهل، ولكنه أيضا ليس بالمستحيل، القائد هو قائد لأنه يستطيع فعل ذلك.

1- تقييم الموهبة: كما في الفرق الرياضية، كذلك في فرق العمل في أي مؤسسة، كل فرد لديه مواهب هي نقاط قوته ولديه نقاط ضعف بحاجة للعلاج، القائد الماهر هو من يكتشف نقاط قوة كل فرد من أفراد فريقه ويستفيد منها ويحافظ عليها، بل وينميها أيضاً، وهناك نقاط ضعف يجب التغلب عليها وإزالتها عن طريق تبادل الخبرة، عن طريق التدريب وبالطبع عن طريق برامج تطوير الذات.

2- المشاركة: أثبتت الدراسات بأن مشاركة الفريق في اتخاذ القرارت تساهم بشكل كبير في ولائهم للفريق وللمؤسسة وبالتالي للهدف العام، القائد الناجح هو من يستأنس بآراء فريقه عند اتخاذ قراراته، الفريق ينفذ القرار ويعمل على نجاحه لأنه يشعر بأنه شارك في اتخاذ ذلك القرار حتى ولو لم يكن كذلك.

3- الحفاظ على الاستقلالية: لا يمكن لكل فرد في الفريق أن يكون نسخة عن المدير، هذا سيؤدي حتما إلى الفشل، يجب الحفاظ على شخصية استقلالية لكل فرد في الفريق والاستفادة منها، تقدير الإنجازات لا الأشخاص.

4- الاحترام والولاء: كسب ولاء واحترام فريق لا يكون إلا باحترامه والولاء له، الوقوف مع أفراد الفريق في الأوقات الصعبة وتقديم المساعدة لهم حينما يحتاجونها، يشكل سببا كبيرا لكسب احترامهم وولائهم، الموظف مستعد لتقديم كل ما لديه لأشخاص يحترمونه ويقدرون ما يقوم به ويثقون به، وقد قيل عمل صعب مع مدير جيد أفضل من عمل سهل مع مدير سيئ.

هناك الكثير من العوامل الأخرى ولكن في أغلبها تأتي في إطار النقاط الرئيسية المذكورة أعلاه، وتكوين فريق عمل ناجح كبيراً كان أم صغيرا ليس بالأمر السهل، ولكنه أيضا ليس بالمستحيل، القائد هو قائد لأنه يستطيع فعل ذلك، وفي النهاية الموظفون الذين لا يتجاوبون مع خطة التطوير هذه، عندها يمكن الاستغناء عنهم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.