شعار قسم مدونات

هل يستوي الذي يعمل والذي لا يعمل؟

blogs- العمل
قبل كل شيء، إذا تحدث عملك ونطق عن نفسه لا تقاطعه.. لكن إن كنت غير ناشط وكسول وخامل لماذا تتجه لتسقط غيرك؟.. لماذا تتعدى على الآخر وتسيء له وتشوه سمعته؟ لأنه سبقك؟ لأنه تفوق عليك؟ لأنه أحرز ما لم تحرز؟ هذا لا يخول لك ولا يبرر لك الاعتداء عليه.. فالصراع السلبي من جانب يؤثر على الجهة نفسها لم تقتل نفسك؟ لا لشيء.. ماذا لو نافست العامل منافسة شريفة، "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون".


تعاليم الإسلام تشجعك على التنافس وتدفعك إلى العمل وفي مختلف المجالات، 
ما ذنب الذي يعمل ويسهر ليجني كي تعاديه وتكون عدوه المرافق"شيطان إنسي" تفوق عليك لأنه لا يرضى بكل متاح، همته عالية للأفق، لا يحسد فلان ولا يقارن نفسه بفلان هو يعمل ليعلو.. يعمل مقتديا بالإمام علي الذي قال (خير الهمم أعلاها).


إذا كنت تحب أن تتقدم ولا يتفوق عليك الآخرون عليك أن تأخذ بالأسباب وتتوكل على الله، تضاعف جهدك وتطور عملك وإنجازاتك فهذا هو السبيل وهو الحل الأول والأخير لراحتك وهو الطريق للنجاح.. كن منافسا إيجابيا وكن في عون أخيك يكون الله في عونك.

التفاوت بين الأشخاص شيء لا يغيب عن مجتمعاتنا في كل المجالات، فلا ننسى مقولة الإمام علي (الناس بخير ما تفاوتوا فإذا تساووا هلكوا) بعض الناس ليس لديهم طموح فتراه يراوح مكانه فيقبل بأقل مستوى دراسي وأقل مستوى وظيفي وأقل مستوى معرفي، وهذه طبيعة الإنسان الخامل.. بينما الإنسان السوي يتطلع لأعلى مستويات الطموح في مختلف المجالات.


كراهية المنافس وقطعته سنة في كون الله، نذكر كلنا قصة ابني آدم وكيف أن أحدهما وهو " قابيل" قرر قتل أخيه "هابيل"، لا لشيء إلا لأن الله تقبل قربانه.. أيها العدو إذا كنت تحب أن تتقدم ولا يتفوق عليك الآخرون عليك أن تأخذ بالأسباب وتتوكل على الله، تضاعف جهدك وتطور عملك وإنجازاتك فهذا هو السبيل وهو الحل الأول والأخير لراحتك وهو الطريق للنجاح.. كن منافسا إيجابيا وكن في عون أخيك يكون الله في عونك.


وعلى العامل والناشط أن لا يعبئ بما يشغله عن إنجازاته وتقدمه وإن واجه من يعرقل طريقه للتقدم فعليه أن يتمسك بهذا النهج "سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين
وأن يكمل مشيه وسيره قائلا"لنا أعمالكم ولكم أعمالكمأيها المنافس العدو المعرقل، أعلم أن الذي يعمل قد ضحى بنهاره وليله ليصل إلى ما هو عليه من مراتب ودرجات ومناصب، لم يأتيه التفوق من فراغ.


أخيرا، تعالى أخبرك بقصة من التراث، 
يقول الأصمعي: كنت أطوف بالبيت فوجدت شخصاً متعلقاً بأستار الكعبة وهو يدعو بإلحاح ويبكي: اللهم إني أسألك ميتة أبي خارجه، ويُكرر هذا الدعاء ببكاء، يقول: تساءلت في نفسي ما هي ميتة أبي خارجة! فهل هو حقق فتحا كبيراً واستشهد، أو قام بإنجاز علمي ضخم ومات؟؟ يقول: بعد أن أكملت طوافي، جئت عند ذلك الرجل وتركته يهدأ قليلا من بكائه وتضرعه وتهجده، ووجهت السؤال إليه: كيف كانت موتة أبي خارجه؟! قال: ألا تعلم؟ قلت: لا! قال: إن أبا خارجة أكل حتى أمتلئ، وشرب حتى ارتوى، ونام في الشمس. فمات شبعان، ريان، دفآن!!!!


العامل الناشط لا يفنى عمره في توافه الأعمال إنما في أعظمها!! 
فهل يستوي الذي يعمل والذي لا يعمل؟.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.