شعار قسم مدونات

الجامعة.. ليست أجمل سنين العمر

bolgs-student

دخلت إلى مرحلة الجامعة والجميع يؤكد أن الحياة الجامعية هي أحسن وأسهل المراحل التي ستمر عليّ؛ علّها ليست كذلك!  حين تدخل الجامعة وبعد فترة تكتشف أنها مجتمع صغير ناتج من مزيج بين مجتمعات كبيرة بطوائف مختلفة.. حقًا الأمر مخيف، فمجتمع المدرسة الذي كنت تألفه سابقًا انتهى فكنت مع من يشبهونك في التربية والسلوك والبيئة لكن في هذا "اليخني" الوضع يجعل صدرك يضيق من الخوف أنت طفل يجهل ما حوله يستكشف ويبدأ ليمشي أو لنكن أدق يحبو لكي يعرف ما هذا؟ وما تلك؟ وماذا إن لم أفعل كذا؟ وماذا سوف أفعل إن حدث كذا؟ الكثير من الأسئلة حاضرة بالذهن -لكن- دعنا نعترف أن الجامعة هي أسوء المراحل وأحسنهن فيها تعرف نفسك وتكتشف ما تجهله عنها تحاول أن تبني وجهة نظر مؤقتة إلى أن تحتك بالمجتمع الكبير فلنبدأ. 

السنة الأولى "الفرح الأهوج بدخولها " :-

كُن مدرك أن ما تدرسه على المنصات التعليمية الحرة هو ما يفيد مستقبلًا عمليًا لكن ما تدرسه بالجامعة هو مَسلك للفرار من الأمر المحتوم بأسهل الطرق وفقط فإياك والجدال فأنت مُخطئ وإن كنت صاحب حق

كما سبق أن ذكرت أنك ستكون ذلك الطفل الذي يحبو ويهوى الاستكشاف لكن عليك أن تكون حذرًا فقليل من الجهالة ينجي .وتأكد أنه إن لم تكن صداقاتك بالجامعة هم أصدقاء المراحل السابقة في الدراسة فيجب أن تكون على يقين أن هؤلاء العشوائيين محض مرحلة قصيرة أو طويلة فأجلها بيد علّام الغيوب . أما عن العلم أو الهدف الدراسي ففي كل الجامعات سنة تسمى "بالعام" "الإعدادي" أيًا كان المسمى فالهدف واحد هو التعريف بكل مجال ستدرسه وهذا عن طريق كتاب يشرحه لك دكتور أو عدة دكاترة وفي كل الحالات أنت المسئول عن نفسك أمام الله في شأن الدراسة فالمعلم بالجامعة دوره وضع الخطوط العريضة "إن وجدت " ولا أقصد بهذا جميعهم لكنهم أغلبية؛ و عليك البحث والتنقيب لتنجى بنفسك للتأهل لمصيرك الذي ينتظرك.

السنة الثانية " اعتمد على عقلك ولا تستفتي قلبك ":-
هذه السنة يظهر تنسيق الأقسام في معظم الكليات كالهندسة والإعلام مثلا . تأخذ أنت في محاولات متعثرة للجمع بين المتعة والنجاح دراسيًا؛ وإن كنت من محبي الاستطلاع وتطوير الذات فأهلًا بِك يا صاح في موطن المتاعب مع الأساتذة… كُن مدرك أن ما تدرسه على المنصات التعليمية الحرة هو ما يفيد مستقبلًا عمليًا لكن ما تدرسه بالجامعة هو مَسلك للفرار من الأمر المحتوم بأسهل الطرق وفقط فإياك والجدال فأنت مُخطئ وإن كنت صاحب حق. وأما عن العلاقات الإنسانية كُن مدركًأ أنك إلى حدٍ ما فهمت لكنك لم تنضج. ستفهم أنه لابد من تواجد أشباه ودّ بينك وبين الزملاء خصوصًا وإن تشارك في عمل طلابي أو مجموعات دراسية وعساها تربي بعض التفاهم ليصبح أحدهم زميل مقرب.

السنة الثالثة " ما قبل الطحن يا فلفل":- 

"البكالوريوس" تلك الكلمة الجميلة الرنانة صاحبة الطرب العظيم على القلب والنفس التي تتراقص لها طبلة الأذن الوسطى لها فرحًا .لكن ثمنها غالِ فستجدها تأخذ من وقتك النظري والغذاء النفسي؛ ستبدأ تألف طابع العمل أنك لست الحر ولست السجين

في تلك السنة تشعر أنك هذا المجند الذي يهيأه رئيسه للدخول إلى الحرب أو كمحاور بمناظرة يستعد ليغلب نظيره ويكسب المعركة بشكل دبلوماسي وهذا عساه أفضل من التشبيه السابق .عليك أن تدرك أن أهم أسلحة تلك المعركة هو العقل والصبر معًا أن تكون صابرًا صامدًا كالقناص هدفه يقترب لكن بإتباع الحنكة. والصدقات في تلك المرحلة تكون واضحة شيئًا ما بمعنى؛ أنك تكون مستعدًأ للنضج قادر على تجاوز معنى ألا تلاقي أصدقاء القدامى إلا في العطلات كل منكم يتحدث عن صولاته وجولاته مع كليته وعن همومه، كل منكم يتحدث عن الأيام السالفة من الدراسة معًأ باشتياق وألم وستتحدث عن زملاء الجامعة أنهم محض مرحلة فمبارك قد كبرت.

السنة الرابعة "على أعتاب الخروج منها ":-
"البكالوريوس" تلك الكلمة الجميلة الرنانة صاحبة الطرب العظيم على القلب والنفس التي تتراقص لها طبلة الأذن الوسطى لها فرحًا .لكن ثمنها غالِ فستجدها تأخذ من وقتك النظري والغذاء النفسي؛ ستبدأ تألف طابع العمل أنك لست الحر ولست السجين لكنك مطالب بدقة العمل وسرعة التنفيذ مطالب أن تتعرف أن هؤلاء العشوائيين دور في بدايتك مع الحياة العملية .ستبدأ إدراك أن العلاقات الإنسانية من المتغيرات ستعلم أن القاعدة الثابتة بالحياة العملية والإنسانية أن الثابت بالحياة هو التغيير ذلك الوحيد وعلى أعتاب الجامعة ستواجه الحياة بعقلك وعلمك ومن ساندوك قبل الجامعة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.