شعار قسم مدونات

الكيان السياسي الجنوبي وتأثيره على مجرى عمليات التحالف العربي

مدونات - الهاشمية

أصبح أغلب سكان الجنوب اليمني يحملون السلاح بفضل الدعم الذي قدم لهم من قبل عاصفة الحزم. تمتلك المليشيات التي تُسمى بالحزام الأمني في عدن سلاحا لا بأس به مما شجعهم على القيام بإعلان ما سمي بالكيان السياسي لتمثيل الجنوب اليمني في المحافل الدولية.

كأن يظن من مول، وساند، وشجع لهذا الإعلان أن السلاح وبحكم تواجدهم على الأرض سيرغم المملكة العربية السعودية والحكومة الشرعية بالاعتراف بهم. تناسوا أن في الجنوب عشرات الألوية العسكرية التابعة للشرعية اليمنية. كما تناسوا أن هناك قوات الحماية الرئاسية موجودة في عدن وبقوة. ولذلك، لغة القوة لا تجدي، مالم تكون مسنودة بإرادة الجماهير.

نريد أن نركز في هذا المقال على النقاط التالية: أولا، إعلان ما سمي بالكيان السياسي هو انقلاب بكل ما تحمله الكلمة من معنى. ثانيا، يمثل هذا الانقلاب فصيل عيدروس الزبيدي ولا يمثل أبناء الجنوب وقد رأينا كيف كانت ردود افعال من أعلنت اسمائهم ضمن هذا الكيان.

تجنب البيان ذكر دولة الإمارات، والذي كان يتردد ذكرها مقرونا مع المملكة العربية السعودية في كل البيانات السابقة الصادرة من رئاسة الجمهورية اليمنية.

يتضح أن هذا الاعلان تم بطريقة ارتجالية واتخذ على عجل وبطريقة عاطفية، وبدعم ومساندة دولة الإمارات العربية المتحدة. ثالثا، ينتمي عيدروس الزبيدي لمديرية الضالع وهذه منطقة صغيرة، وتاريخها معروف منذ أحداث يناير1986، ولذلك رأينا تباينا في المواقف من قبل أبناء المحفاظات الكبرى كحضرموت، وشبوة والمهرة، وسقطرة.

يرفض أبناء هذه المحافظات هذا الإعلان. لا يمكن لهذه المديرية الصغيرة أن تمسك بزمام الأمور في الجنوب. رابعا، لا يمكن لمشروع السيد عيدروس الزبيدي أن يمرر وهو غير مسنود بإرادة شعبية من كل محافظات الجنوب، وكذلك دول الإقليم غير مرحبة بذلك.

ولذلك تم استدعائه بالأمس من قبل قوات التحالف فهرول وقد ربما لن يعود إلى عدن. كم تم استدعاء هاني بن بريك، الذي بدأ يتعنتر ويدعي أنّه يمثل دولة الجنوب وقراره بفصل الجنوب عن الشمال قد أتخذ ولا رجعة عنه. جاء الرد صارم من قبل أولياء نعمته، يأمرونه بالتوجه فورا إلى الرياض.

ونظرا لخطورة الموقف، فقد خرجت الرئاسة اليمنية بعد الاجتماع الطارئ للرئيس اليمني بهيئة مستشارية منتصف ليل الجمعة الماضي ببيان شديد اللهجة، يرفض هذا الكيان جملة وتفصيلا، ومن خلال البيان شكرت الجمهورية اليمنية قوات التحالف العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية.

وتجنب البيان ذكر دولة الأمارات، والذي كان يتردد ذكرها مقرونا مع المملكة العربية السعودية في كل البيانات السابقة الصادرة من رئاسة الجمهورية اليمنية. لكن، لم يذكر اسم الإمارات مقرونا مع المملكة العربية السعودية في البيان الأخير، مما يدل على أن من خطط، ومول للانقلاب بقيادة الزبيد في عدن هو دولة الامارات.

خرج اليوم الثاني رئيس الوزراء اليمني أحمد بن دغر ببيان يحذر فيه دول الخليج من التقاعس حيث قال بالحرف الواحد "أن الأشقاء في التحالف والعرب جميعاً لا يمكنهم أن يمضوا صامتين وهم يراقبون الأحداث في المناطق المحررة من اليمن وهي تنتقل من حالة إلى أخرى، هناك كلمة حق لابد أن تقال الآن، فإن تأخرت فلن تكون ذات نفع غداً.

بعض مظاهر الأزمة في عدن يستطيع التحالف السيطرة عليها. وعدن وأزمتها اليوم أما أن تكون بداية لمعالجة المشكلات، أو بداية لهزيمة سوف تكبر مع الأيام. وتكبر معها الروافد التي ضاعفت من عمق أزمة الأمة العربية كلها." هذا التصريح الواضح والصريح جعل الدول الخليجية تتحرك وبشكل فوري وتصدر بيانها الصريح انها مع وحدة اليمن وسلامة أراضيه. ولذلك، البيان الذي صدر من قبل مجلس التعاون الخليجي بالأمس كان قويا، ويصب في صالح الشرعية اليمنية.

إعلان ما سمي بالكيان السياسي هو انقلاب بكل ما تحمله الكلمة من معنى. ثانيا، يمثل هذا الانقلاب فصيل عيدروس الزبيدي ولا يمثل أبناء الجنوب.

يبقي على دول التحالف ان تنهي التمرد الذي حصل في عدن في اليومين الماضيين وتنهي المشكلة بشكل جذري وليس وضع حلول ومهدأت. فالنتائج ستكون كارثية، وقد ربما يتفجر الصراع وتدخل المنطقة في دوامة عنف أخرى في الجنوب اليمني. لذلك لو نجح هذا الكيان فسيكون تأثيره على مجرى عمليات التحالف العربي خطير جدا وسيصب في صالح المحور الايراني، مما يعرض دول المنطقة لسيناريوهات مخيفة.

كما لو نجح هذا الكيان فسيؤثر سلبا على شرعية التحالف، وقد ربما ينهي شرعية التحالف، وذلك بسبب مواقف الإمارات الضبابية، وهنا لا بد من اتخاذ خطوات قوية على الأرض. كما ينبغي على الإمارات أن تتوقف عن دعم المليشيات المسلحة في الجنوب اليمني، ويجب عليها أن تتصرف كدولة شريكة في إزالة التمرد والانقلاب وليس كمحتل.

كما ينبغي دمج ألوية الحزام الأمني التابعة لعيدروس الزبيدي بقوات الشرعية اليمنية وإخضاعها لتوجيهات الشرعية اليمنية وليس لتوجيهات أشخاص مسنودين من قبل جهات خارجية. أعتقد لو نفذت هذه الخطوات فالمشروع الإيراني في اليمن سينتهي في أقرب وقت.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.