شعار قسم مدونات

الدولة العثمانية.. مفتريَّة أم مفتَرَى عليها؟!

Members of Ottoman Mehter band march during an international service marking the 102nd anniversary of the WWI battle of Gallipoli at the Turkish memorial in the Gallipoli peninsula in Canakkale, Turkey, April 24, 2017. REUTERS/Osman Orsal
من الظلم الذي وقعنا فيه جميعا، سواء من كتب التاريخ التي كانت تدرس لنا وما نسمعه من كبارنا عن الدولة العثمانية، عن سياسة التتريك والغزو العثماني لمصر وبلاد شمال إفريقيا ونهب ثروات هذه البلاد وإعدام المثقفين العرب وغيرها من مظاهر الظلم التي طغت في آخر خمسين سنة لدولة حكمت العالم  لستة قرون وذلك بعد أن اجتمع العالم بأكمله لإسقاطها وتفتيتها داخليا، وتم زرع اليهود بداخلها وفي مؤسساتها لتفريق الشعوب عن قيادتها من الداخل والخارج.
 
نعم الدولة العثمانية في أواخر عهدها أصبحت مديونة لأوروبا وأحنت رأسها لبريطانيا ولكن بعد ماذا؟
– بعد أن فتح السلطان محمد الفاتح وهو بعمر ال21 القسطنطينية التي طمع بفتحها كل قادة المسلمين وذلك لنبوءة النبي صلى الله عليه وسلم: "لتُفتحَنّ القسطنطينية، فلنِعمَ الأميرُ أميرُها، ولنِعمَ الجيشُ ذلكَ الجَيش.".
– بعد أكثر من 500 عام من رفع راية الإسلام وأكثر من 100 مليون مسلم دخلوا الإسلام بسببها.
– بعد وقوفها وتصديها للمذهب الشيعي الصفوي من التمدد بالبلاد العربيه "معركة جالديران"..

بعد انتصار مهم علي مملكة الصرب والألبان في معركة كوسوفو والتي ترتب عليها دخول الدولة العثمانية بلاد البلقان وألبانيا وفتحها وانتشار الإسلام فيها وفتح بلغاريا بأكلمها.

– بعد أن أنقذت المسجونين المسلمين في الأندلس من محاكم التفتيش بل واليهود وذلك عبر معارك بحرية طاحنه بقيادة الأخوين بربروس مع الإسبان والبرتغاليين.
– بعد استسلام جيش بريطانيا بالكامل في معركة حصار الكوت جنوب شرقي بغداد – ثاني أكبر انتصارات العثمانيين- خلال الحرب العالمية الأولى وكان حصار الكوت الأطول والأشد خلال الحرب وانتهى الحصار بعد 147 يومًا بهزيمة الجيش البريطاني بالكامل وقوامه 13 ألف جندي واستسلامه للجيش العثماني ووصف المؤرخ جيمس موريس "الاستسلام الأكثر إذلالاً في التاريخ العسكري البريطاني".
 
– بعد معركة (نيكوبوليس) التي أشبه ما تكون بحرب عالمية حيث اجتمعت روسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا واسكتلندا وبولندا وبلغاريا بأمر من البابا للقضاء على العثمانيين وكانت النتيجة هزيمة ساحق لأوروبا وروسيا وانتصارا مجلجلا للعثمانيين فاتسعت دولة الخلافة من الفرات شرقا إلى الدانوب غربا..
– بعد أن كانت أمريكا بقيادة جورج واشنطن تدفع الجزية للجزائر حماية السفن الأمريكية في البحر المتوسط والحفاظ على الأسرى الأمريكيين الذين أسرتهم الجزائر في معركة بحرية ضخمة..

– بعد التصدي لأكثر من 25 حملة صليبية على العالم الإسلامي وكانت المنتصرة دائما..
– بعد أن دفع (السلطان عبدالحميد) عرشه ثمنا للتمسك بفلسطين وعدم تسليمها لليهود في ظل حملة كانت من أشرس الحملات علي الدولة العثمانية في تاريخها..
– بعد انتصار ساحق للعثمانيين على المجر وأدي لضمها إلي الدولة العثمانية وكان سبب المعركة أن قتل رئيس المجر (يسلاف جاليليو) أحد مبعوثي السلطان سليمان.
 
– بعد انتصار مهم علي مملكة الصرب والألبان في معركة كوسوفو والتي ترتب عليها دخول الدولة العثمانية بلاد البلقان وألبانيا وفتحها وانتشار الإسلام فيها وفتح بلغاريا بأكلمها وانتشار الإسلام فيها ..
– بعد أن ظلت الدولة العثمانية هي العقبة الأكبر والأوحد أمام هجرة اليهود للقدس واستيطانهم في الاراضي الفلسطينية..

بعد معركة (نيكوبوليس) التي أشبه ما تكون بحرب عالمية حيث اجتمعت روسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا واسكتلندا وبولندا وبلغاريا بأمر من البابا للقضاء على العثمانيين لكنهم هزموا.

– بعد أن تصدت دولة الخلافة حتى وقت ضعفها للتمدد الاقتصادي الرأسمالي الغربي وفي هذا يقول المؤرخ دونالد كواترت: “في نهاية القرن التاسع عشر امتدت السيطرة السياسية الأوروبية في مناطق كثيرة للمرة الأولى وفي الشرق الأوسط تمكنت الامبراطورية العثمانية من الحفاظ على استقلالها السياسي وقاومت بفعالية ملحوظة التمدد الاقتصادي الأوروبي"..

– بعد أن أنشأت سكتي حديد لم يكن لهما مثيلا حينها سكة حديد الحجاز وسكة حديد بغداد..
– بعد أن وفرت التكامل الاقتصادي الصناعي التجاري الدفاعي الزراعي التام لأراضيها، يقول الجنرال النمساوي كونت فارسكلي الذي أمضى حياته كلها في محاربة العثمانيين، يقول: "وصل التنظيم الاقتصادي العثماني إلى درجة عالية بحيث لم يكن يعادلها نظير في الحكومات (الغربية) .. من أسباب القدرة على الحركة العسكرية الموفقة للجيش العثماني هي جودة الأطعمة وعنايتهم بالحيوانات وهذه كلها أكثر دقة مما هي عليه عندنا وهي أكثر جودة في التنظيم…".
 
– بعد أن أثبتت للعالم أن الإسلام يمكنه التعايش مع كل البشر وكانت حينها مثالا ضخما لهذا التعايش يقول أيضا كواترت في كتاب الدولة العثمانية: “قدمت الدولة العثمانية للعالم نموذجا للتعايش بين مختلف الطوائف والأعراق .. هذا لا يعني أن رعايا الدولة من مسيحيين ويهود لم يضطهدوا من حين لآخر بالرغم من مبدأ التسامح الثابت الذي أصرّت الدولة على التقيد به، والحق أن هذا المبدأ العام بقي لعدة قرون يحكم العلاقات بيين مختلف شرائح المجتمع العثماني” ويقول فيليب كورتن في كتاب (الغرب والعالم): إن كل الدول الكبرى تعد متعدّدة القوميات إلى حد ما، لكن الإمبراطورية العثمانية كانت أكثر تنوعا من معظمها”.
 
– بعد أن هزمت الدولة العثمانية الدولة البرتغالية في محاولتيها لاحتلال جدة والدخول منها إلي الحرمين بل إنها أغلقت خليج عدن في وجههم وصدتهم عن الدخول إلي شبه الجزيرة العربية ..
– بعد أن كانت المدفعية العثمانية حتى عام 1700 كانت المدفعية العثمانية هي أقوى مدفعية في العالم بلا منازع وقد صنع العثمانيون زمن محمد الفاتح مدافع جبارة تستطيع خرق سور من الحجر سماكته إثنا عشر مترا واخترع العثمانيون المدافع المتحركة ومدافع الهاون واستعملوها لأول مرة زمن السلطان سليم الأول وكان هناك في الجيش العثماني الواحد ما لا يقل عن إثني عشر ألف جمل لجر المدافع الثقيلة جدا.. وصناعة السفن كانت متقدمة أيضاً والأسطول العثماني ظل حتى عام 1868 ثالث أقوى أسطول في العالم بعد الأسطولين الإنجليزي والفرنسي ..

بعد أن دفع (السلطان عبدالحميد) عرشه ثمنا للتمسك بفلسطين وعدم تسليمها لليهود في ظل حملة كانت من أشرس الحملات علي الدولة العثمانية في تاريخها.

– بعد أن انشأت الدولة العثمانية أول جامعة للطب في أواخر 1400 ميلاديه سموها (دار الطب) ثم تم إنشاء المجمع الطبي في القرن الخامس عشر، في ذلك الوقت الذي كان الأوربيون يحرقون المرضى العقليين والنفسيين بالنار بحجة إخراج الشيطان منهم بل استمروا في ذلك حتى القرن الثامن عشر. يقول الدكتور الفرنسي (آبينج كرافت) في كتابه عن علم الأمراض العقلية الصادر في باريس سنة 1898: (إن أوروبا قد تعلمت من العثمانيين معالجة المصابين بالأمراض العقلية) وفي القرن الخامس عشر بدأ الأطباء العثمانيون في معالجة المرضى النفسيين والعصبيين بالموسيقى، وهو أمر لم يقم به الأطباء في عصرنا إلا في الولايات المتحدة بدءاً من سنة 1956. هذا غيض من فيض وقليل من كثير ولكن ما ذكرته هو الأبرز وليكن لنا بقية لهذا الموضوع باذن الله..

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.