شعار قسم مدونات

آن الأوان أن يسقط طغاة أفريقيا

مدونات - حكام أفريقيا

إذا كانت أفريقيا تعتبر القارة الأكثر شبابا من حيث الموارد الطبيعية والبشرية، فإنها تقاد من قبل حكام يعتبرون الأكبر سنا من بين قادة العالم، فلا أدري إلى أين ستقودنا هذه التوابيت؟ لا شك أنهم سيقودونا إلى القبر والفقر والجهل والمرض، بل هذا ما أنتجوه خلال ستين سنة الماضية التي أعقبت الاستقلال المزيف الذي كوفئت به معظم دول القارة.
 

في شمال القارة يقبع على عرش تونس الخضراء، عجوز اختطف ثمار ثورة الشباب، ثورة الربيع العربي، التي اختلطت فيها الأوراق، فضاعت ليبيا، واختطفت مصر، ثورات قادها الشباب، فاختطفها الشياب!
 

وعلى مقربة من تونس الثورة، في بلد المليون شهيد، عربة متحركة تحمل جثة هامدة يطلق عليها الرئيس بوتفليقة، الذي لا يقوى على رفع يده لتحية القطعان من الجماهير التي تساق باسمه، بينما هو ينام قرير العين طوال سنوات!
 

في بلاد الأفوكا الجميلة الكاميرون ثمة عجوز يدعى بولبيا جاثم على صدرها منذ عقود، وعلى مرمى منه يتخبط إدريس ديبي منذ سبع وعشرين سنة، بعد أن استولى على الحكم من على ظهر دبابة قادما من شرق البلاد.

القارة السمراء، أو السوداء، أو الظلماء بها أكثر من سبعمائة مليون إنسان لا يحصل على الماء والكهرباء، بالإضافة إلى أعداد مماثلة لهذه لا تجد طاقة نظيفة للطبخ، فضلا عن الأمراض، والجهل، والبطالة التي تعشش في عموم القارة، بينما تمتلك أكثر موارد العالم، إنه القدر أن يعيش إنسان هذه الأرض المصائب.
 

ماذا تتوقع من قارة يقودها أمثال روبيرتو موغابي الذي يحتفل هذا العام الذكرى الرابعة بعد التسعين من ميلاده، ليبقى حاكما أبديا لزمبابوي، حتى وإن حكم من قبره، أو عن طريق زوجته، ولكن لسوء الحظ أن الطغاة لا يموتون، لأنهم يمتلكون سبع أرواح، ولأن الله يمهل ولا يهمل فيطول مكوثهم على صدورنا، فأمثال موغابي الذي يقضي جل أوقات الاجتماعات غاطسا في النوم هم من يتحكم بمصير قارة شابة بما تعنيه الكلمة من معنى! ولسخرية القدر هؤلاء يستمدون سلطتهم وبقائهم من الشعوب المغلوب على أمرها!
 

وفي غينيا الاستوائية دكتاتور يتحكم بمصير الشعب منذ واحد وأربعين سنة مما يعني أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يولد عندما استلم السلطة هذا العجوز الذي حول هذه البلدة الغنية إلى مملكة إقطاعية، يستغل خيراتها ويمتص دماء أهلها مكونا ثروة طائلة من الذهب والعملة الصعبة المودوعة في بنوك فرنسا وإسبانيا، بينما الشعب يذوق الويلات ويعاني سوء التغذية وصنوف التخلف!

وفي بلاد الأفوكا الجميلة الكاميرون ثمة عجوز يدعى بولبيا جاثم على صدرها منذ عقود، وعلى مرمى منه يتخبط إدريس ديبي منذ سبع وعشرين سنة، بعد أن استولى على الحكم من على ظهر دبابة قادما من شرق البلاد مدعوما من البشير، الذي فرط بسلة أفريقيا الغذائية ببتر جنوبه الذي ذهب بخيراته ونفطه، مشعلا حربا في غربها الذي طال شررها الجارة تشاد الملتهبة باضطرابات ومشاكل أتت على الأخضر واليابس في ظل فشل ذريع للنظام!
 

القارة تعيش ظلاما وتخلفا وفقرا في كل أجزائها، ولكن شرقها بدأ ينتفض ويخطو خطوات نحن التحرر محرزا نتائج جيدة في التنمية والتقدم، كروندا وكينيا وأوغندا وتنزانيا، بفعل التحول الديمقراطي الذي شهدتها هذه الدول ولو جزئيا.

في رسالة تندرية أحد الأفارقة يتساءل بماذا ينادي الرئيس ماكرون العجائز أمثال الرئيس الكميروني بول بيا؟ هل يناديهم بجدي أم أونكل؟! علما أن معظم أحفاد هؤلاء أكبر سنا من الرئيس الفرنسي الشاب!! في الوقت الذي يهاجر فيه شباب القارة إلى أوروبا عبر قوارب الموت بحثا عن الحرية من خلال رحلة الجحيم كما يطلق عليها المدون التشادي السيد الوزير، هاربين من أتون الحرب والفقر والبطالة التي تستوطن دول القارة بفعل الأنظمة المستبدة، الفاشلة التي أتت على الأخضر واليابس!

 

القارة لن تنعم برفاهية ولا تقدم ما لم تسقط هذه الأصنام المتعفنة على كراسيها، والتي نحتتها فرنسا منذ عشرات السنين لتكون وسائل لنهب خيرات الشعوب! أفريقيا يجب أن تلفظ هذه الأوثان وتدوسها إن أرادت النهوض وتوفير الحياة الكريمة لأبنائها الذين لم ينعموا بحياة كريمة بالرغم من أنهم أغنى شعوب الأرض.
 

القارة تعيش ظلاما وتخلفا وفقرا في كل أجزائها، ولكن شرقها بدأ ينتفض ويخطو خطوات نحن التحرر محرزا نتائج جيدة في التنمية والتقدم، كروندا وكينيا وأوغندا وتنزانيا، بفعل التحول الديمقراطي الذي شهدتها هذه الدول ولو جزئيا، فانتخابها لقادة عبر صناديق الاقتراع تعتبر خطوة مهمة في إنتاج حكومات مسؤولة بعض الشيء، ولاسيما رواندا التي حققت معدلات تنمية كبيرة جدا خلال فترة أقل من عشرين سنة، حتى أن العاصمة الرواندية كيغالي فازت بلقب أجمل وأنظف مدينة في أفريقيا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.