بعد نجاح الجزء الأول؛ أعلن توم هاردي والقائمين على المسلسل؛ أن ردود أفعال جمهور المسلسل؛ شجعتهم لإنتاج جزأين آخرين للمسلسل.
وهذا أمر انتظرته كثيرًا، خاصة كلما شاهدت فيلم يشارك فيه هاردي البطولة؛ وأشعر أن هناك المزيد من الطاقة بداخله من أجل هذا الدور ولكنه لم يجد الوقت والمساحة الكافية لإظهار تلك الموهبة؛ والدليل على هذا؛ هو دوره في فيلم برانسون؛ والذي جسد سيرة ذاتية لواحد من أشهر السفاحين في العالم.
وفي هذا الفيلم؛ الذي تم إنتاجه عام 2008؛ وجه هاردي صرخة للعالم وكأنه يقول «اكتشفوني.. هناك موهبة بداخلي لا يجب أن تًهدر»، تلك الصرخة التي وصلت لآذان المخرج الأمريكي المتميز جدًا كريستوفر نولان؛ فقام بتقديم هاردي للجمهور الأمريكي.
تلك الجرأة؛ التي دفعت هاردي ليصنع مسلسل يليق بموهبته؛ هي سبب كاف لأن يكون هاردي نجم شباك هوليوود؛ خاصة وأن تلك الجرأة أظهرها في أكثر من موقف فني وشخصي، فعندما ظهر هاردي في فيلم Inception أمام النجوم ليوناردو دي كابريو؛ كانت يتمتع بالثقة الكافية التي جعلته يقدم دور مميز؛ لم يخشى فيه مواجهة نجم شباك هوليوودي كـ دي كابريو؛ وأثبت هذا مرة أخرى عندما ظهر مع ليوناردو في فيلم The Revenant ولكن في هذا الفيلم كان يقدم دور رجل شرير لا يهمه سوى المال؛ وعلاوة على ذلك؛ قتله لأبن ليوناردو ومحاولة دفن الأخير حيًا. دون أن يخشى هاردي رد فعل جمهور هوليوود؛ عندما يأتي ممثل دخيل يؤذي نجمهم المحبوب.
شخصية توم هاردي القوية والحاسمة؛ لم تتجلى في أعماله فقط، بل كان كان له أكثر من موقف إعلامي أو على مواقع التواصل الإجتماعي، تجعل منه نجم صف أول؛ وربما المؤتمر الصحافي الشهير؛ حين قام أحد الصحفيين بتوجيه سؤال إلى توم هاردي؛ مستوضحًا معلومات عن حياته الجنسية؛ فكان رد هاردي صارم؛ وفي نفس الوقت شكر الصحفي وابتسم؛ ثم نظر إلي صحفي آخر؛ معلنًا نهاية الحديث بينه وبين الصحفي الأول.
ويعتبر فيلم The Legend الذي قدمه هاردي عام 2015؛ من أكثر الأفلام التي أثبتت موهبة في هاردي في طريق مغاير؛ فمعظم أدوار هاردي تميل إلى الشر و القتامة؛ ولكنه في هذا الفيلم، قدم الشر بشكل كوميدى ومختلف؛ وكانت قصة الفيلم تدور حول أخوان توأم يقوم بدورهما هاردي.
فيلم Dunkirk للمخرج كريستوفر نولان، والذي من المقرر عرضه خلال هذا العام على شاشات السينما العالمية؛ يعتبر من العوامل التي تنبئ بانطلاقة جديدة لتوم هاردي؛ لتعاونه للمرة الثالثة مع مخرج يُعرف عنه أنه يقوم بثقل ممثليه، واكتشف أبعاد مختلفة في ابداعهم، ويقوم توم هاردي في هذا الفيلم بدور طيار في الحرب العالمية؛ وعلى الرغم من أن الفيلم بطولة مشتركة؛ إلا أن الكثير من محبي ومتابعي توم هاردي؛ يتوسمون بأن يكون هذا الفيلم بداية جديدة للتعاون مع نولان؛ حيث يظهر هاردي معه كنجم شباك أول، ليكون نولان هو من قدم هاردي إلى العالم؛ وهو أمر يستحقه هاردي مع موهبته غير المحدودة والمميزة.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.