شعار قسم مدونات

كلنا ضحايا للسوشيال ميديا

blogs - facebook
وسائل التواصل الاجتماعي، "السوشيال ميديا"، على الرغم من فوائدها الكثيرة إلا أن هناك جانب مُظلم فيها يأتينا بالكثير من المشاكل في حياتنا اليومية، إلى جانب الإصابة باضطرابات نفسية كثيرة والتي منها: تدنى مفهوم الذات، والنرجسية، وعقدة النقص، وحب الشهرة، والغيرة، والحقد، والحسد، والانطواء، لم تتوقف تلك الاضطرابات والمشاكل عند شخصية معينة إنما طالت الجميع بنسب متفاوتة؛ فعليك أن تبحث فيما يلي عما أصابك لكي تبدأ في التعافي.

الأمر يبدأ منذ اللحظة الأولى في الانضمام للشبكة العنكبوتية على حاسوبك أو هاتفك المحمول، تبدأ في إعداد بريدك الخاص ثم تدخل إلى العالم الجديد حيث يوجد الجميع من كل أنحاء العالم، تبدأ في تكوين صداقات مع الأشخاص المقربين، ثم الذين يسكنون في نفس المنطقة المكانية والذين يدرسون في نفس مدرستك أو جامعتك، ثم الإعجاب ومتابعة المشاهير، إلى أن تبدأ الصراعات الداخلية لديك ومقارنة ذاتك بالأخرين وهنا تجد نفسك أمام خيارين:

إما أن ينخفض مفهوم الذات لديك لأن الأخرين أفضل منك ولا تستطيع أن تلحق بهم، إما أن تتقمص شخصية أخرى غير شخصيتك الواقعية وتبدأ في ادعاء المثالية والنجاح ومن هنا تأتى الرغبة في الشهرة وإذ أنك فشلت في ذلك لزاد انخفاض مفهوم الذات لديك، أما لو نجحت ستبدأ في مواجهة مشاكل عديدة من بينها العُجب والغرور والكبر وستتحطم علاقاتك الواقعية، فالمشاهير لا يوجد لديهم وقت للعلاقات الجادة والعميقة، ينشغلون دائماً في كيفية زيادة الجمهور لزيادة العائد المادي.

زعمت إحدى شركات المحاماة المتخصصة في الطلاق أن ما يقرب من واحدة من كل خمس عرائض يعالجونها ذُكر فيها الفيسبوك. ويزداد استخدام البريد الإليكتروني والرسائل الغرامية.

كلنا لا ندرى أننا نسير في اتجاه المرض، كما يرى الكثيرون أن الفيسبوك وجميع وسائل التواصل أداة للمحافظة على الصداقات القديمة وتكوين صداقات جديدة، بينما تؤكد الدراسات أنه بعد الانغماس في الفيسبوك تبدأ الصداقات القديمة في الفتور لأن الفرد ينتظر أن يهتم بصفحته الجميع فإن لم يجده من صديقه يشعر بخيبة أمل ويبدأ في صداقة أخرى تهتم بصفحته.

تقول سوزان غيرنفيلد: يبدو الفيسبوك أداة لتحويل كل المعارف المقربين والآخرين غير المعروفين إلى جمهور للعروض الذاتية التي تتسم بالفردانية.. قد يمثل العرض الذاتي الجماهيري على مواقع التواصل واحدة من الطرق التي يقوم بها الشبان اليوم بتفعيل القيم المتزايدة للحصول على الشهرة والاهتمام.. تؤدي تقنيات الاتصال الجديدة إلى زيادة التركيز الفردي على الذات.

أما عن الحسد والشعور بعدم الرضا؛ فمن الملاحظ زيادتهم في السنوات الأخيرة بعد انتشار أدوات التواصل، وهذا بسبب أننا أصبحنا نعلم ما يملكه الجميع ونقارن أنفسنا بهم مثل: هذا لديه مال وسيارة أفضل مما لدي، زوجته أفضل من زوجتي، خطيبها أفضل من خطيبي، هذا سعيد ولا يعاني من مشاكل بينما أعاني أنا من المشاكل يومياً…

وغير هذا كل ذلك لا يفيدك هو فقط يحبطك يجعلك تقارن نفسك بالأخرين ويجعلك تحسدهم على ما في أيديهم، وتشعر بعدم الرضا عن حياتك وهذا بدوره يدمر في العلاقات الاجتماعية الفعلية، بالإضافة الى المشاكل الناتجة عن استخدام أدوات التواصل الاجتماعي نفسها كتدمير أُسر برمتها وزيادة نسبة الطلاق في جميع الدول.

كلنا لا ندرى أننا نسير في اتجاه المرض، كما يرى الكثيرون أن الفيسبوك وجميع وسائل التواصل أداة للمحافظة على الصداقات القديمة، وتكوين صداقات جديدة، بينما تؤكد الدراسات عكس ذلك.

كما "زعمت إحدى شركات المحاماة المتخصصة في الطلاق أن ما يقرب من واحدة من كل خمس عرائض يعالجونها ذُكر فيها الفيسبوك. ويزداد استخدام البريد الإليكتروني والرسائل الغرامية الموجودة على صفحات الفيسبوك كدليل على السلوك غير العقلاني. وفقاً لشركة الخدمات البريطانية الطلاق أون لاين كان الفيسبوك مكتنفاً في 33 في المائة من حالات انهيار الزواج "، بالإضافة إلى المحادثات الجنسية المنتشرة في كل بلاد العالم، كما إني لن أتطرق إليها كثيراً ولكن وجب التنويه عليها لكي تحافظوا على بناتكم.

الأغلبية تدمن الإنترنت؟ نعم هناك إدمان يسمى بإدمان الإنترنت وهو كما عرفه يونج: أنه اضطراب قهري لا ينطوي على تعاطي المُسْكِرات، ويشبه في ذلك القُمار المرضي. ويُظهر مدمن الإنترنت بعض الدلائل؛ كالانشغال والهوس بالإنترنت أي التفكير فيه بصفة مستمرة، والاستخدام المتكرر، والجهود غير الناجحة في ضبط هذا الاستخدام والسيطرة عليه أو التوقف عن استخدامه، والإحساس بعدم الراحة والاكتئاب والتململ أو التهيج نتيجة المحاولة للحد من استخدام الإنترنت، واستخدام الإنترنت كأسلوب للهروب من المشكلات أو التخفيف من المزاج المتعكر.

فلا يظن أحدكم أن الأمر يسير، بل هو حقا مشكلة كبيرة نعانى منها جميعًا، وطرق الحل غير فعالة حتى الأن اللهم إلا الإرادة والقدرة على التحكم وضبط الذات.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.