شعار قسم مدونات

الإخفاق وسيلة نجاح

blogs نجاح

لأننا فقط نسأل الناجحين كيف نجحوا نقرأ قصصهم نتابع تحركاتهم وأخبارهم نهتم لمعرفة أبسط قراراتهم فيما يتعلق بمجال عملهم أو حتى على الصعيد الشخصي نهتم بكل ذلك ونحاول السير على خطاهم لعل الحظ يحالفنا ولو مرة كما حالفهم في كل مرة ويكون لنا نصيب من النجاح الذي حصلوا عليه بكامل الثقة بإرادتهم وطموحهم. كل هذا رائع لكن في المقابل هل فكرنا أن نسأل من أخفقوا ولم يحالفهم الحظ عن أسباب إخفاقاتهم تلك؟!

الإخفاق أو الفشل كما نسميه أحياناً يكون مشروع نجاح مُبهر عندما لا يستمر كما هو عليه بل يُستثمر بالطريقة الصحيحة لتحقيق نجاح لا سابق له. وقتها فقط ستجد نفسك وبين كفيك درس تستطيع التعلم منهُ وتعليمهُ ومشاركتهُ كأسلوب تحدي وقوة وإصرار، الإخفاق هو كالنجاح تماماً هذا ما يجب أن تدركه جيداً وتعرف بأن الحياة سلسلة مستمرة من النجاح والإخفاق تمر من خلالها في سبيل الحفاظ على توازنك وطاقتك وتجدد عزيمتك وتتخذ قرارات ربما ماكنت ستتخذها في يوم لولا تلك العثرة التي أخرجتك عن الطريق المؤدية صوب هدفك.

ولكي نحقق ذلك التوازن أول ما علينا فعله هو التوقف حالاً عن ملاحقة الناجحين لمعرفة أسباب وخبايا نجاحهم لكي نسلك طرقهم ذاتها لننضم إلى صفوفهم ونفخر بنجاحاتنا مثلهم تماماً.. نجاحات لا تغير شيء لا تساهم ولو بفكرة في ابتكار ما هو جديد أو ربما محاولة التوصل لاختراع عبقري يغير عجلة السير نحو الخراب والتدمير والاستهلاك والصناعة التي تدمر البيئة والطبيعة معاً!

نحن بحاجة لنجاحات لا تشبه أخواتها اللواتي سبقوها بل نجاحات خَلاقة حقيقية تعكس بذلك بفكرة نابعة عن تجربة ليس مجرد قواعد نشعر معها وكأن عقولنا تم برمجتها إلكترونياً لا تسمح بأن يتم برمجتك في وقت تمتلك فيه عقل وفكر حُر

لا أقول كُن نيوتن أو أينشتاين أو حتى بن حيان بل كن مثل ابن فرناس وحاول.. محاولتك للطيران نحو ما تصنعه أنت بفكرة بجهد أو ربما بكلمة تعلم أخفق وحاول لا تكف عن الفعالية في هذهِ الحياة. المحاول هي سبيلك لنجاح لم يسبق لهُ مثيل نجاح يرتبط بك ويسمى باسمك.

نحن بحاجة لنجاحات لا تشبه أخواتها اللواتي سبقوها بل نجاحات خَلاقة حقيقية تعكس بذلك بفكرة نابعة عن تجربة ليس مجرد قواعد نشعر معها وكأن عقولنا تم برمجتها إلكترونياً لا تسمح بأن يتم برمجتك في وقت تمتلك فيه عقل وفكر حُر في إطلاق العنان لكل ما هو جديد ومُبتكر خارج إطار الاعتيادية المتبعة.

باستطاعتك أن تحتج وتتبع خطط ومسارات جديدة أن تتأقلم وتتعايش مع ظروف استثنائية أن تبني من الخراب والدمار قصص نجاح لا مثيل لها قصص مختلفة في سبيل تغير حركة هذا العالم نحو إقامة حياة متجددة تتماشى مع عصرنا الحالي. اليوم بضغطة زر نستطيع أن نجد عشرات بل مئات من قصص النجاح، والكثير من الكتب والخطوات والكلمات الإيجابية التي تقودنا صوب تحقيق أهدافنا والوصول إليها .

تشبعنا من كل تلك القصص والتفاؤل الذي تحتويه حان الوقت لتنفيذهُ حان الوقت لنكون نحن أصحاب الشأن وقصة النجاح القادمة، ما زلنا نعرف كيف يتم النجاح وتعرفنا على أسباب الإخفاق أيضاً لنتجاوزها ونجتازها ونستثمرها!لما فلان يفشل لما لم يحقق هدفهُ؟ ما الذي منعه من ذلك أو كان عائقاً في طريقه؟ ماذا كان سيتغير لو غير بعض قرارتهُ الصغيرةلو تجاوز تلك المشكلات ببساطة ولم يعطها تلك الأهمية ما الذي كان سيتغير …!

لكي نستطيع أن نروي غداً للأجيال القادمة ولأطفالنا وللجميع إن النجاح الاستثنائي يولد من رحم المصاعب والإخفاقات والخيبات والمحاولات التي تكون مستعد للقيام بها في سبيل الوصول إلى قمة نجاح لا مثيل لها

ما الذي ستحققهُ عندما تصقلك الظروف والمصاعب واليأس الذي قد يحيطك من كل الجانب ومع هذا أنت خرجت بنجاح وحققت ما تصبوا اليه نفسك وعَمرت مُدنك وعادت الحياة من جديد تدب في أرضك علينا أن نبحث ونكتشف أسباب الفشل تماماً كما نلاحق النجاح وقصصهُ المُلهمة لنتعلم منها..علينا التعلم من كلا الحالتين لتكتمل بذلك مفاهيمنا.

لكي نستطيع أن نروي غداً للأجيال القادمة ولأطفالنا وللجميع إن النجاح الاستثنائي يولد من رحم المصاعب والإخفاقات والخيبات والمحاولات التي تكون مستعد للقيام بها في سبيل الوصول إلى قمة نجاح لا مثيل لها.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.