شعار قسم مدونات

الإنترنت وسيلة تعليم وتواصل

blogs التعلم على الإنترنت

تطورت شبكة الإنترنت في السنوات الأخيرة (بالرجوع إلى تاريخ الإنترنت) بشكل مذهل وسريع جدا، وأصبحت بذلك كتاباً مفتوحاً للعالم أجمع باستطاعة أي مُبحر الغوص في مضامينه بحكم غناه بمصادر المعلومات. وبذلك، فإن الحديث عن التعليم بواسطة الإنترنت، أو اتخاذ الإنترنت كوسيلة تعليمية في عصر تدفق المعلومات، أمر بات بديهيا في عصر التطور التكنولوجي الحديث.

فقد أصبح الحاسوب وتطبيقاته جزءاً لا يتجزأ من حياة المجتمعات العصرية. وأخذت تقنية المعلومات تغزو كل مرفق من مرافق الحياة، بحيث استطاعت تغيير أوجه الحياة المختلفة في زمن قياسي، ثم ولدت شبكة الإنترنت من رحم هذه التقنية فأحدثت ما يمكن أن نصطلح عليه بـ "الطوفان المعلوماتي". أصبحت المسافة إذن بين المعلومة والإنسان تقترب من المسافة التي تفصله عن مفتاح جهاز الحاسوب شيئاً فشيئاً. وأما زمن الوصول فصار يُقاس برمشة العين. 

لقد كان لزاماً على كل مجتمع يريد اللحاق بالعصر المعلوماتي أن ينشئ أجياله على تعلّم الحاسوب وتقنياته ويؤهلهم لمجابهة التغيّرات المتسارعة في هذا العصر. لذلك قامت بعض الدول بوضع خطط معلوماتية استراتيجية ومن ضمنها جعل الحاسوب وشبكة الإنترنت عنصراً أساسياً في المنهج التعليمي. وتختلف خطط إدخال المعلوماتية في التعليم تبعاً لاختلاف الدول، ليبقى التوجه العام حالياً هو الانتقال من تدريس كل ما له ارتباط بعلوم الحاسب الآلي، نحو الاهتمام أكثر بالتخطيط لزيادة التدريس المعتمد على المعلوماتية عبر المناهج الدراسية.

 

كيف يمكن الاستفادة من شبكة الإنترنت في التعليم؟

أجريت دراسات بالدول المتقدمة حول مستوى التحصيل عند استخدام الحاسوب بالعملية التعليمية، فتوصلت مجمل النتائج إلى أن المجموعات التي درست باستخدام الحاسوب تفوقت على المجموعات التي لم تستخدم الحاسوب
أجريت دراسات بالدول المتقدمة حول مستوى التحصيل عند استخدام الحاسوب بالعملية التعليمية، فتوصلت مجمل النتائج إلى أن المجموعات التي درست باستخدام الحاسوب تفوقت على المجموعات التي لم تستخدم الحاسوب
 

لا يجادل أحد في أن الحاسوب يمثل قمة ما أنتجته التقنية الحديثة. فقد دخل الحاسوب شتى مناحي الحياة بدءاً من المنزل وانتهاء بالفضاء الخارجي. وأصبح يؤثر في حياة الناس بشكل مباشر أو غير مباشر. ولما يتمتع به من مميزات لا توجد في غيره من الوسائل التعليمية.

 

أيضا، التطورات الحاصلة حاليا في وسائل الإعلام والاتصال عبر التكنولوجيات الحديثة. لقد اتسع استخدام الحاسب الآلي والألواح الشخصية في العملية التعليمية، ولعل من أهم هذه المميزات التفاعلية بحيث أن كل هذه الوسائل تقوم بالاستجابة للحدث الصادر عن المتعلّم فيقرر الخطوة التالية بناء على اختيار المتعلّم ودرجة تجاوبه. ومن خلال ذلك يمكن مراعاة الفروق الفردية للمتعلّمين.

لقد تباينت وتشعبت الآراء حول استخدام الحاسوب في التعليم بصفة عامة بين ما هو إيجابي وما هو سلبي، وأجريت دراسات في الدول المتقدمة حول مستوى التحصيل عند استخدام الحاسوب في العملية التعليمية، فتوصلت مجمل النتائج إلى أن المجموعات التي درست باستخدام الحاسوب قد تفوقت على المجموعات التي لم تستخدم الحاسوب في التعلم. 

التعليم باستخدام شبكة الإنترنت 
التعليم الإلكتروني هو طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكاته ووسائطه المتعددة من صوت وصورة، ورسومات، وآليات بحث، ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات الإنترنت وبالتالي استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة.

فقد بدأت شبكة الإنترنت في الولايات المتحدة الأمريكية، شبكة عسكرية للأغراض الدفاعية ولكن بانضمام الجامعات الأمريكية ثم المؤسسات بمختلف تخصصاتها، رسمية وخاصة، في أمريكا وخارجها، جعلها شبكة عالمية تستخدم في شتى مجالات الحياة. لذا كانت بمثابة المساهم الرئيسي فيما يشهده العالم اليوم من انفجار معلوماتي. وبالنظر إلى سهولة الوصول إلى المعلومات الموجودة على الشبكة مضافاً إليها المميزات الأخرى التي تتمتع بها الشبكة، فقد أغرت كثيرين بالاستفادة منها كل في مجاله.

من جملة هؤلاء، التربويّون الذين تقدّموا باستخدامها في مجال التعليم. حتى أن بعض الجامعات الأمريكية وغيرها، تقدم بعض موادها التعليمية من خلال الإنترنت إضافة إلى الطرق التقليدية.

 

صارت الإنترنت الآن بمثابة ثورة تعليمية إلكترونية، وهي بذلك أصبحت من أقوى الوسائل التعليمية تأثيرا لتفردها في سمات البحث والتخزين والاسترجاع والعرض والتوضيح
صارت الإنترنت الآن بمثابة ثورة تعليمية إلكترونية، وهي بذلك أصبحت من أقوى الوسائل التعليمية تأثيرا لتفردها في سمات البحث والتخزين والاسترجاع والعرض والتوضيح
 

ولعل من أهم المميزات التي شجعت التربويين على استخدام هذه الشبكة في التعليم:
 1- الوفرة الهائلة في مصادر المعلومات
ومن أمثال هذه المصادر:
– الكتب الإليكترونية Electronic Books
– الدوريات Periodicals 
– قواعد البيانات Date Bases 
-الموسوعات Encyclopedias 
– المواقع التعليمية Educational sites 

2- الاتصال غير المباشر:
يستطيع الأشخاص الاتصال فيما بينهم بشكل غير مباشر ومن دون اشتراط حضورهم في نفس الوقت باستخدام:
– البريد الإليكتروني E mail حيث تكون الرسالة والرد كتابياً. 
– البريد الصوتي Voice mail حيث تكون الرسالة والرد صوتياً. 

3- الاتصال المباشر:
وعن طريقه يتم التخاطب في اللحظة نفسها بواسطة:
– التخاطب الكتابي Relay Chat حيث يكتب الشخص ما يريد قوله بواسطة لوحة المفاتيح والشخص المقابل يرى ما يكتب في اللحظة نفسها، فيرد عليه بالطريقة نفسها مباشرة بعد انتهاء الأول من كتابة ما يريد. 

– التخاطب الصوتي Voice Conferencing حيث يتم التخاطب صوتياً في اللحظة نفسها هاتفياً عن طريق الإنترنت. 

– التخاطب بالصوت والصورة المؤتمرات المرئية Video Conferencing حيث يتم التخاطب حياً على الهواء بالصوت والصورة. 

صارت الإنترنت الآن بمثابة ثورة تعليمية إلكترونية، وهي بذلك أصبحت من أقوى الوسائل التعليمية تأثيرا لتفردها في سمات البحث والتخزين والاسترجاع والعرض والتوضيح، فهي بمثابة بنية تحتية تجمع الوسائل والأدوات والتقنيات والمعلومات في آن واحد، مما يضاعف القدرات البشرية ويحفزها على التعلم.

إن العملية التواصلية الطبيعية كما هو متعارف عليها في أدبيات وتقنيات الاتصال، تتطلب وجود عناصر أساسية لنجاحها وتحقيق المبتغى المرجو منها: توفر الرسالة والمرسل ووسيلة الاتصال ثم المستقبل أو المرسل إليه

ومن المؤكد أن ثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصال، دفعت العديد من الدارسين والباحثين في مجال الإنترنت وعلاقته بالاتصال، دفعتهم إلى إعادة التفكير في كل ما له علاقة بهذه العملية الثنائية التواصلية، بل ومنهم، حسب الدكتور السيد بخيت "الإنترنت وسيلة اتصال جديدة" من ذهب أبعد من ذلك بـ "إعادة قراءة المفاهيم الاتصالية والإعلامية التي سادت على مدار العقود الماضية، حيث بدأ النقاش الإعلامي التقليدي حول حقوق الإنسان والتنمية والمعلوماتية والتدفق المعلوماتي وحرية التعبير وحرية الإعلام وصناعة الأخبار". فإضافة إلى السؤال المطروح حول مدى وجود أبعاد جديدة للاتصال عبر الإنترنت، يمكن أن نضيف تساؤلا آخر يطرح إشكالية مدى إمكانية الحديث عن ثورة المعلومات وعولمة الإعلام.

إن العملية التواصلية الطبيعية كما هو متعارف عليها في أدبيات وتقنيات الاتصال، تتطلب وجود عناصر أساسية لنجاحها وتحقيق المبتغى المرجو منها: توفر الرسالة والمرسل ووسيلة الاتصال ثم المستقبل أو المرسل إليه. وعند قراءتنا للعملية التواصلية الإلكترونية، فإننا نجد أنفسنا أمام هذه العناصر الأساسية كلها، وأكثر من ذلك نجد أننا في خضم تلك العملية، لكن بتقنيات حديثة لعبت وتلعب دورا كبيرا في إنجاح عملية الاتصال الجماهيري إلكترونيا، وباتت الإنترنت وسيلة مساعدة في ذلك، إضافة إلى كونها مصدرا وموردا للباحثين الإعلاميين.

في إطار هذا التحول الحاصل، وبالنظر إلى الانفتاح الإعلامي باعتماده على وسائل الاتصال الإلكتروني، بات الحديث أكثر عن دور الإنترنت في إنجاح العملية التواصلية، وصرنا نلاحظ العديد من الدراسات التي تتطرق للإنترنت والأبعاد الجديدة للاتصال من جهة، وعولمة الإعلام من جهة أخرى، الأمر الذي فسح المجال أيضا أمام وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، للغوص في العملية التواصلية المباشرة وغير المباشرة من داخل العالم الافتراضي.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.