شعار قسم مدونات

الحزب الجديد.. وإخوان الأردن

مدونات - الإخوان المسلمين بالأردن
كنت قد كتبت مقالة قبل عام ونيف تقريباً، بعنوان "إخوان الأردن.. الحزب الجديد والموقف المطلوب" ذهبت فيها إلى أنه من المناسب أن تنطلق قيادة جماعة الإخوان في تعاملها مع الحزب الجديد من المصلحة العامة، التي كان أصل وجودهم قائماً عليها، ومستنداً إليها، بعيداً عن النظرة التنظيمة الحزبية الضيقة، التي تعكس ضيق النفوس، وحشرجتها، فمن الجميل أن تتعامل معه على أساس التنافس والتكامل في خدمة الأمة والوطن، لا على أساس التنازع والتصارع. 

فتؤكد الجماعة على أن الحزب الجديد، بوجود هذه الثلة من الشخصيات المعتبرة، والقامات الوطنية الكبيرة، المعروفة بحرصها على الأردن، وصدق انتمائها ونصاعة تاريخها، والذي يشهد لها به على امتداد ساحات الوطن كله، أنه سيكون بالتأكيد إضافة كبيرة على طريق الإصلاح، وتصحيح مسيرته، وأنه سيشكل مظلة لشخصيات وطنية، كثير عددها، مهم حضورها، وضروري تنظيم صفوفها وجهودها، وأن الأمل معقود على أمثال هؤلاء الذين آثروا أن يخوضوا ساحات العمل وميادين الإصلاح، ولا ينتظر من أمثال هؤلاء إلا رفداً للمسيرة، وعوناً على أداء الأمانة، وحمل أعبائها.

وأكدت فيه على ضرورة عدم فتح جبهات متوترة مع الحزب الجديد، تستنزف الجهود والأوقات، وتضيع فرصة الاستفادة من الجميع، وتعمل على تضييق الفجوات، وتجسير الهوة، ففي الوقت الذي تحرص فيه الجماعة على فتح قنوات الحوار، وصنع التحالفات، مع الجميع، فلا يليق بها أن تضيق ذرعاً بمجموعة من رموزها اختطوا لأنفسهم خياراً سياسياً، بغض النظر عن السبب الذي دعاهم لمثل هذا الأمر، فلا أقل من احترام خيارهم، ومد اليد إليهم، والتأكيد على أن ساحة الوطن أكبر من التنظيمات والأشخاص على حد سواء، وأنها تستوعب الجميع، وبحاجة لجهود الجميع والتعاون معهم.

إن حزب الإخوان الجديد في الأردن سيكون بالتأكيد عضداً وطنياً بامتياز، خاصة أن رموزه وعلى رأسهم الأستاذ سالم الفلاحات هم من قادوا مسيرة الإصلاح زمن الربيع العربي!
إن حزب الإخوان الجديد في الأردن سيكون بالتأكيد عضداً وطنياً بامتياز، خاصة أن رموزه وعلى رأسهم الأستاذ سالم الفلاحات هم من قادوا مسيرة الإصلاح زمن الربيع العربي!
 

واليوم وبعد حصول الحزب الجديد على التراخيص الرسمية اللازمة فعلاً، وأصبح حقيقة على أرض الواقع، ونقطة واعدة وجديرة بالاهتمام على خارطة الأحزاب الأردنية، ويضم في صفوفه الأولى نخبة كبيرة من كبار الرموز الوطنية والإسلامية، الذين كان لهم سبق قيادة في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، وعلى رأس هؤلاء الأستاذ سالم الفلاحات المراقب العام السابق للجماعة، ومعه نفر ممن تبوؤوا مواقع قيادية متقدمة في الجماعة في فترات سابقة، الأستاذ أحمد الكفاوين، النائب وعضو المكتب التنفيذي للجماعة لعدة فترات، والمهندس حسان ذنيبات الذي شغل عضوية المكتب ومجلس شورى الجماعة لفترات، والمهندس خالد حسنين الذي شغل موقع أمين السر العام للجماعة، وغيرهم ممن شغل مواقع قيادية متقدمة في شعبهم الإخوانية، ومجموعة كبيرة من شباب الإخوان ونشطائهم، بغض النظر عن أعدادهم التي بالتأكيد ستكون محل خلاف، بين الأطراف، مع تمنياتي أن لا يكون.

ورأيت من المناسب التأكيد مرة أخرى على ما تم اقتراحه في مقالنا السابق، بضرورة الانطلاق من المصلحة العامة في كيفية التعامل مع الحزب الجديد، بعيداً عن النظرة الحزبية الضيقة، التي من شأنها أن تضيق واسعاً، وتهدم بناء شامخاً، وكلما كان المنطلق بعيداً عن تشنج الأعصاب، وحشرجة النفوس، كلما كانت النتائج أفضل. وباعتقادي أن الميل للأخذ بهذا الاتجاه في التعامل مع الحزب الجديد، يقويه أن الحزب الجديد سيكون بالتأكيد عضداً وطنياً بامتياز في مشاركة كل القوى الوطنية منها والإسلامية في حمل أعباء الإصلاح ورفع رايته، خاصة أن رموزه وعلى رأسهم الأستاذ سالم الفلاحات، هم من قادوا مسيرة الإصلاح زمن الربيع العربي، وكان لهم دور مشهود في ميادينه المختلفة، فالحزب الجديد لن يكون بعيداً عن جماعة الإخوان المسلمين في وطنيتهم الحقة، ومسيرتهم الطويلة في خدمة وطنهم وأمتهم، والجماعة اليوم باعتقادي أنها بحاجة ماسة لمزيد من اللافتات الوطنية المخلصة التي تلتف حول المشروع الوطني، خاصة في هذه الأوقات التي تشهد المزيد من الأزمات.

وقد لا أتجاوز الحقيقة إن قلت إن جماعة الإخوان المسلمين في الأردن قد تجد ضالتها في هذا الحزب، أكثر من غيره، في التعاون وتنسيق الجهود، وهذا يقويه حسن ظننا بالطرفين، ومعرفتنا الحقة بهما، التي تؤكد أنهما منحازان دائماً للمصلحة العامة في خدمة أمتهما ووطنهما. وما يؤكد حسن ظننا بحكمة من يتبوؤون قيادة الجماعة وإدارة شأنها في مرحلة من أصعب مراحلها، أن التوجه العام لدى الأغلبية منها كما تسنى لنا الاطلاع على بعض مؤشراته، يذهب بالاتجاه الصحيح، في العمل السياسي، بعدم احتكاره في لافتة واحدة، وفتح باب التعاون مع كل اللافتات السياسية المتوافقة مع برامج الجماعة وأهدافها الوطنية، وجهودها الإصلاحية. وبالطبع نأمل أن يكون الحزب الجديد، حزب الشراكة والإنقاذ بمستوى حجم الوطن، وأن يكون إضافة حقيقية على الساحة الحزبية، وصاحب مبادرات رائدة، وخطوات واثقة، تترك بصمتها في تصحيح البوصلة الوطنية، بعيداً كل البعد عن المناكفات الحزبية الضيقة، والمهاترات الكلامية، التي لا تجدي نفعاً، وأن يسجل حضوراً دائماً في ميادين العمل، وساحات الإنجاز.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.