شعار قسم مدونات

التحالف العربي.. هكذا ينهبون ثروات اليمن ليزدادوا ثراءً

blogs تحالف سعودي إماراتي

بعد ثلاث سنوات من الحرب على اليمن.. تلك الحرب التي فرضت على اليمنيين فرضا، وقيل إنها جاءت بطلب من القيادة السياسية لمواجهة انقلاب كل من الحوثيين (في الواجهة) وعلي عبدالله صالح – (من خلف الكواليس كما كان يتظاهر حينها) – على السلطات الشرعية المنتخبة والدستورية للبلد. يبدو بعد انقضاء أكثر من ثلاث سنوات على هذه الحرب المدمرة في اليمن أنها لم تبقي حجرا على حجر، بل وبدأ يتضح يوما بعد آخر عدم جدية التحالف السعودي الإماراتي بالتحرير. في حين يراه أغلب اليمنيين يظهر أحياناً كثيرة بمظهر المعرقل للتحرير، وأحياناً كثيرة أخرى تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة ضد القيادة السياسية الشرعية للبلد ممثلة برئيس الجمهورية ورئاسة الوزراء اليمنية من خلال منعهم من التواجد داخل الوطن.

 

وكذا قيام التحالف علانية بدعم ميليشيات ووحدات عسكرية غير نظامية دربتها داخل وخارج البلد لتكون مناوئة للدولة والحكومة وفق أجندة لا تخفي تلك الميليشيات في سلوكها اليومي أنها ضد وحدة واستقرار البلد، وهي بالطبع ومنذ أول وهلة لها خارجة عن سيطرة الدولة اليمنية وتحت مسمى الحزام الأمني بل ووصل الحال إلى أن تقوم دولة الإمارات بالسيطرة على الموانئ اليمنية وتجميدها تماماً وتعطيل المطارات ووصل العته بهم إلى منع طيران اليمنية من المبيت في المطارات اليمنية أو التزود بالوقود فيها! كما قامت بإنزال قوات كبيرة على جزيرة سقطرى اليمنية وإنشاء مليشيات مواليه لها هناك وعملت على سرقة أشجارها النادرة والعبث بمحمياتها الطبيعية وبناء قاعدة عسكرية هناك.

بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب على اليمن ما تزال تتكشف حقائق فظيعة عن سجون سرية مورست فيها أبشع الجرائم ضد المواطنين اليمنيين

إن ما تمارسه الإمارات باليمن لا يختلف عن الممارسات الحوثية في الشمال كما يقول مسؤولون يمينون في الدولة، بل ويضيفون إن الوضع أدهى وأمر.. فقد عملت الدولة العضو في التحالف العربي لدعم وإعادة الشرعية في اليمن على إحياء الثارات المناطقية، وتصفية رجال الدين من الدعاة والخطباء، وأصبح رجال المقاومة اليوم المستهدفون من قبل تلك المليشيات فهم إما في سجون تديرها الإمارات مباشرة في الغالب أو عبر وكلائها، أو هم الآن موتى على أيدي القتلة الدوليون (المرتزقة) الذين استأجرتهم الإمارات كما جاء في تقرير أحد المواقع الأمريكية.

اليوم وبعد ما يزيد عن ثلاث سنوات من الحرب في اليمن والانهيار الاقتصادي الرهيب أصبح البلد في وضع مأساوي لم يسبق له مثيل، فالمواطنون في الداخل واقعين بين سندان الحوثي ومطرقة التحالف. أما المغتربون في الخارج فوضعهم في المملكة العربية السعودية في حال بلغ من السوء مبلغه، اما المغتربون في بقية بلدان العالم ففي رحلة العودة للمغترب الى وطنه يتطلب لأمر أن يمر المواطن بأكثر من دولة ومطار بسبب سيطرة الإمارات على المطارات في المناطق المحررة، والتي لا تفتحها إلا لاستخدامها الخاص أثناء استقبال مرتزقتها، أو زيارة شخصيات إماراتية أو من يواليهم.

بعد أكثر من ثلاث سنوات لا تبدو اليمن بخير مقارنة ببدايات تدخل التحالف في الحرب، ولا تبدو المناطق المحررة تنتمي لجغرافيا متماسكة كما كانت قبل ثلاث سنوات. شعبيا يتشبث اليمنيون بوطنهم مهما كلفت التضحيات.. وعمليا يجري برعاية أطراف خارجية فصل الأرض ونشر عداوات وبث فرقة مصطنعة بين أبناء البلد الواحد، ومن ثم تغذية النزعات المناطقية والعنصرية، والبحث حتى خلق أو إحياء نزعات جغرافية اندثرت واختفت منذ أزمان بعيدة وتغذيتها وتفعيلها من جديد لتقوم بدور مطلوب في أجندة التدخل الذي يكشف اليوم بصورة أوضح عن وجه قبيح للمطامع أو حتى استخدام أدوات وقفازات معقدة التركيب أجنبية وعربية ومحلية لأجندات استعمارية تاريخية أو جديدة لا يهم.. فكلهم أعداء لليمنيين، يراهم جيدا بعين ذكية، لكن ما يزال الشعب يتسامح معهم حتى الآن، وما يزال حلمه وصبره الأسطوري يدهش حتى أفراده.. لكن غضبته مجربة يتحدث عنها التاريخ.. فقط يريد أن يحرج جميع من تكتل ضده أن يستكمل رقصات التعري شديدة القبح فوق أرضه الطاهرة، بثورة مباغتة فريدة، تحير كل تكنولوجيا التنصت والتسلط.. ليصدق معها وعد وحي الله.

فبعد أكثر من ثلاث سنوات تحولت اليمن بالرغم من زعم دعم الجيران الأغنياء الأكثر ترفا في العالم، والتحالف المزعوم لدعم وإعادة الشرعية في اليمن، إلى أكبر سجن لشعب في التاريخ، وأكبر كارثة إنسانية على الكوكب، وأكبر تجمع للجياع الذين تغزوهم أمراض من المفترض أنها اندثرت منذ قرابة النصف قرن من الزمن، وما يزال القتل والتهجير واغتصاب الأرض والقهر والفقر والمرض والجهل كلها أدواء تدمر وتسمم حاضر ومستقبل اليمنيين الذين يشعرون اليوم بالمرارة والأسف وهم يرون مآسيهم تزداد كل يوم دون أن يلمسوا أي أثر من المعلن في وسائل الإعلام عن دعم بمليارات الدولارات في حين يزدهر اقتصاد الانقلابيين والانفصاليين والعملاء والفاسدين داخل البلد وخارجها وتزيد أرصدتهم البنكية وممتلكاتهم وسط بؤس شديد القتامة يواجهه الشعب.

بعد أكثر من ثلاث سنوات ما تزال أراضي وخيرات وثروات البلد تنهب وتورد إلى الدول الغنية التي من المفترض أنها جاءت لإنقاذه وتحريره من الوصاية الإيرانية والمطامع الاستعمارية الفارسية
بعد أكثر من ثلاث سنوات ما تزال أراضي وخيرات وثروات البلد تنهب وتورد إلى الدول الغنية التي من المفترض أنها جاءت لإنقاذه وتحريره من الوصاية الإيرانية والمطامع الاستعمارية الفارسية
 

كما يشعر الشعب اليمني بعد انقضاء أكثر من ثلاث سنوات على هذه الحرب الخبيثة وهو يشهد ويشاهد كل هذا التدمير الممنهج والمتعمد لاقتصاد البلد وعملته الوطنية، وترك الشعب اليمني يواجه مصيره البائس، في تملص عن كل الالتزامات الدولية القانونية والأخلاقية المفترضة من قبل المجتمع الاقليمي والمحلي ونوادي الاغنياء التي تتفرج. ولا تحرك ساكنا بفعل فيتو خفي يكبت أي جهود ويخفي كل صوت يتحدث عن معاناة وبؤس شعب وأُمة.

بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب على اليمن ما تزال تتكشف حقائق فظيعة عن سجون سرية مورست فيها أبشع الجرائم ضد المواطنين اليمنيين – ومازال يمارس في المناطق المحررة بالتوازي مع المناطق الواقعة تحت سلطة الانقلابيين – أبشع أنواع الجرائم وفنون التعذيب والقتل والسحل والقهر، والمستهدفون أبطال التحرير وعلماء وخطباء ومثقفو ومعتدلو المناطق المحررة تباعا، والادوار التخريبية والقمعية والإجرامية لم تعد خافية وتحدثت عنها وسائل إعلامية عربية وعالمية ولكنها لم تتوقف بالرغم من ذلك.

بعد أكثر من ثلاث سنوات ما تزال أراضي وخيرات وثروات البلد تنهب وتورد إلى الدول الغنية التي من المفترض أنها جاءت لإنقاذه وتحريره من الوصاية الإيرانية والمطامع الاستعمارية الفارسية. شعبيا الجميع يطلب إنهاء الدور السافر من تلك الجهود ضمن التحالف، والصدق مع الشعب أو إنهاء دور التحالف في اليمن للعودة إلى نقطة الصفر، هذا بالطبع خيار لم يختره اليمنيون، بل اختاره أصحاب القرار في التحالف لأنه أصبح نتيجة مستحقة لمقدمات هم صنعوها ولم يصنعها شعب اليمن المغلوب على أمره.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.