شعار قسم مدونات

اغتيال واختطاف وتعذيب.. لهذه الأسباب تسعى الإمارات للسيطرة على جنوب اليمن

أطماع الإمارات في المحافظات اليمنية

في 2017/4/27م منعت القوات الإماراتية المرابطة في مطار عدن الدولي قائد اللواء الرابع حماية رئاسية العميد مهران القباطي، السلفي الموالي لهادي، من دخول عدن واحتجزته لساعات، ومن ثم أجبرته على مغادرة المطار إلى الرياض، والسبب أن مهران القباطي رغم أنه سلفي، لكنه مواليا لهادي وليس للإمارات. وفي ليلة التاسع والعشرين من ديسمبر 2015م حاول مرتزقة أمريكان جلبتهم الإمارات إلى عدن اغتيال شخصيات سياسية كبيرة من خلال زرع عبوة ناسفة، ومن ضمن تلك الشخصيات القيادي في حزب الإصلاح بعدن إنصاف مايو حسب موقع بزفيد نيوز الأمريكي.

وقال أبراهام غولان، المتعهد الأمني المجري الإسرائيلي الذي نفذ بعض مهمات الاغتيالات في عدن ومؤسس شركة Spear Operations Group لموقع بزفيد نيوز: كان هناك برنامج اغتيال مستهدف في اليمن، وقد كنت أعمل على إدارته، ولقد نفذناه، بعد أن أقرَّته الإمارات العربية المتحدة. وأضاف غولان: إن شروط الاتفاق نصَّت على أن يحصل الفريق على 1.5 مليون دولار أميركي شهريا من دولة الإماراتً، بالإضافة إلى مكافآت مقابل نجاح عمليات القتل.

وأوضح غولان كذلك أنه تم الاتفاق في على عمليات الاغتيالات في الأسابيع التي تلت مأدبة غداء أقيمت في مطعم إيطالي بقاعدة عسكرية إماراتية في أبو ظبي، جمعت بين إسحاق غيلمور الذي عمل سابقاً في القوات الخاصة في البحرية الأميركية، ومحمد دحلان، رئيس الأمن السابق للسلطة الفلسطينية، الذي تفيد المعلومات المختلفة بأنه مستشار مقربٌ من ولي العهد محمد بن زايد آل نهيان.

أسَّست الإمارات في محافظة حضرموت قوات خارجة عن القانون اليمني تتبعها مباشرة أسمتها "قوات النخبة الحضرمية"، وقد تم تدريب هذه القوة من قبل الإمارات سابقا لتنفيذ مخططات إماراتية خطيرة

أحكمت الإمارات قبضتها على عدن، وقد اغتالت آياديها هناك مئات أئمة المساجد والدعاة والعسكريين والصحفيين والسياسيين، خصوصا الموالين لحزب التجمع اليمني للإصلاح الذي تصنفه الإمارات على أنه أهم معرقل لها في عملية توسعها في اليمن. لم يكن هناك وقتًا كافيًا أمام الإمارات، فهي تريد أن تلتهم كل شبر في اليمن يأتي منه مردودا، فسابقت الزمن، وسابقت حليفتها السعودية، وذهبت لبسيط نفوذها والتهام حضرموت بكل ما فيها.

في 2016/4/30م أعلنت دولة الإمارات تحرير مدينة المكلا عاصمة حضرموت من عناصر تنظيم القاعدة، وذلك بعد إلحاح شديد من دولة الإمارات على استقدام قوات أمريكية رسمية للمشاركة في تحرير المكلا من الإرهاب، الأمر الذي رفضه هادي، وجعل الإمارات تضطر للدخول بنفسها إلى حضرموت، وتحريرها من القاعدة خلال ثلاثة أيام تقريبا بدون أي اشتباكات، في الوقت الذي أعلنت فيه وسائل إعلام إماراتية بأن قوات دولتها قتلت ما يقارب 2000 من عناصر القاعدة، والواقع أنه لم تحدث أي اشتباكات باعتراف التنظيم نفسه في بيان له نشره على تويتر قال فيه أنه انسحب من مدينة المكلا لتفويت الفرصة على العدو، كي لا يدخل إلى منازل ومحلات ومساجد المواطنين، وقد أطلق بعض الإعلاميين على هذه المعركة آنذاك "معركة الطلقة الواحدة"، في إشارة إلا أنه تم إطلاق رصاصة واحدة فقط ليتم إخلاء المكلا من عناصر التنظيم.

أسَّست الإمارات في محافظة حضرموت قوات خارجة عن القانون اليمني تتبعها مباشرة أسمتها "قوات النخبة الحضرمية"، وقد تم تدريب هذه القوة من قبل الإمارات سابقا لتنفيذ مخططات إماراتية خطيرة. ففي 2016/6/22م قتلت قوات النخبة الحضرمية التابعة للإمارات المواطن حسين سعيد الكلدي بمنطقة الريدة الشرقية بالمكلا، كما تم تنفيذ العديد من عمليات الاختطاف والقتل والاغتيال في حق مناهضي التوسع الإماراتي غير المشروع في المحافظة بعد سيطرة الإمارات على المحافظة.

كما اتخذت الإمارات من بعض المناطق العسكرية معتقلات سرية لها في حضرموت، أبرزها مطار الريان وهو المعسكر الرئيسي في المكلا، ووفق تقارير عديدة فإن الإمارات تخفي فيه معتقليها وترفض فتحه رغم مطالبات حكومية، وكذا معسكر الربوة بالمكلا اتخذته الإمارات لتدريب قوات جديدة، وكذلك القصر الرئاسي الذي بات قاعدة عسكرية للقوات الإماراتية، حيث ترفض الإمارات أي إشراف حكومي عليه حتى الآن.

ميناء الضبه لتصدير النفط أيضا حولته الإمارات إلى معسكر، وقد استقدمت إليه الإمارات فريق من القوات الخاصة الأمريكية بحجة حمايته من الإرهابيين، بالإضافة إلى معسكر بضة في دوعن لبسط نفوذ أكبر على مديريات الوادي ومعسكري الخالدية والقيعان وتسيطر منهما قوات النخبة الحضرمية التابعة للإمارات على مديريات وادي حضرموت. وبذلك أصبحت حضرموت تحت السيطرة الإماراتية بأقل تكلفة، وخلال وقت قصير لا يخطر ببال أحد.

في الثاني من أغسطس 2017م أعلنت جماعة مسلحة أطلقت على نفسها النخبة الشبوانية _ على غرار النخبة الحضرمية- بدء عملية واسعة لتحرير مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة من تنظيم القاعدة، ساعدتها في ذلك قوات جوية إماراتية وأمريكية، وتعتبر هذه التشكيلة المسلحة موالية للمجلس الانتقالي الذي يطالب بالانفصال، والذي تدعمه الإمارات لضرب نفوذ الرئيس هادي في جنوب الوطن، حيث تم تدريب هذه القوات من قبل الإمارات للسيطرة الكاملة على محافظة شبوة الغنية بالنفط. وكعادة دولة الإمارات، فقد استهدفت معظم من يقف أمامها ومعارضيها من خلال أتباعها في محافظة شبوة "النخبة الشبوانية"، التي تدين بالولاء الكامل للنظام الإماراتي بقيادة محمد بن زائد، وقد نفذت هذه النخبة العديد من أهداف الإمارات في المحافظة.

ففي يوم الخميس 2018/3/29م توفي المواطن محسن الميدعي باقطمي متأثرا بالتعذيب في سجون النخبة الشبوانية الخارجة عن سيطرة الحكومة والتابعة للإمارات، وذلك بعد اعتقاله بأسبوعين في مديرية ميفعة رضوم بشبوة، بذريعة ممارساته السياسية الرافضة للسياسات الإماراتية في اليمن. وفي يوم الأحد 2018/9/9م قتل مسلحون من النخبة الشبوانية بمدينة عتق المواطن أحمد محمد الطولسي في حي النصب بعد سلب أمواله، وكذا قتل المواطن يسلم عمر سعيد المعزف من قبل النخبة الحضرمية في شبوة، أمام صمت مريب من نظرائهم في النخبة الشبوانية. كما تم اغتيال رئيس عمليات الأمن بمديرية عسيلان الموالي لهادي الرائد علي صالح الجلالي وذلك في 2018/7/28م.

لم تتوقف الإمارات عند ذلك، ففي الثاني من مايو 2018م اقتحمت قوات إماراتية رسمية مطار سقطرى اليمني، وقامت بطرد القوات اليمنية منه أثناء وصولها على متن أربع طائرات بصحبة مدرعات وشحنات أسلحة متنوعة
لم تتوقف الإمارات عند ذلك، ففي الثاني من مايو 2018م اقتحمت قوات إماراتية رسمية مطار سقطرى اليمني، وقامت بطرد القوات اليمنية منه أثناء وصولها على متن أربع طائرات بصحبة مدرعات وشحنات أسلحة متنوعة
 

وفي 2018/7/8م فشلت الإمارات في اغتيال قائد محور عتق واللواء 30 مشاة العميد الركن عزيز ناصر العتيقي، وذلك أثناء مروره قرب نقطة تفتيش لقوات النخبة الشبوانية المدعومة من الإمارات. وتمتلك القوات التابعة للإمارات في شبوة عددا من السجون الخاصة بها في بعض المدارس وفي خزانات مياه كبيرة في منطقة الجابية المجاورة للنقطة العسكرية تقوم بتعذيب السجناء وممارسة الانتهاكات، وإخفاء المختطفين قسرياً عن ذويهم.

لم تتوقف الإمارات عند ذلك، ففي الثاني من مايو 2018م اقتحمت قوات إماراتية رسمية مطار سقطرى اليمني، وقامت بطرد القوات اليمنية منه أثناء وصولها على متن أربع طائرات بصحبة مدرعات وشحنات أسلحة متنوعة، الأمر الذي أزعج الحكومة، خصوصا مع تواجد رئيس الوزراء آنذاك أحمد عبيد بن دغر في الجزيرة، والذي بدوره انتقد الإمارات بشكل لاذع، وخرج في اليوم التالي بكلمة ألقاها على الحاضرين، وتعهد بعدم مغادرة جزيرة سقطرى إلا بعد مغادرة القوات الأماراتية منها، ليتلقى بعدها بأشهر رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر قرارا بإقالته وتحويله إلى التحقيق. 

في الخامس من مايو وبعد يومين، أجرت قناة البي بي سي مداخلة مع رئيس مركز الإمارات للدراسات، ابتسام الكتبي حول سبب إرسال دولتها قوة عسكرية إلى سقطرى بالتزامن مع تواجد رئيس الوزراء هناك، فكان رد الإماراتية ابتسام الكتبي وبكل بجاحة: لماذا بن دغر يذهب إلى سقطرى أصلا؟، وكأن سقطرى إماراتية وليست يمنية.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.