شعار قسم مدونات

ماذا أفعل؟ مديري يرهقني بطلبات خارج مجال عملي!

blogs رجل غاضب

في كثير من الأحيان نواجه بطلبات كثيرة من رؤسائنا في العمل، بعضها في مجال عملنا، والكثير منها خارجه، وهذا يضعنا في زاوية مربكة بعض الشيء، فالرفض له تبعاته، والقبول له أضراره وإن لم تكن على المدى القريب فعلى المدى البعيد! يأتي المدير وبكل برودة أعصاب يطلب منك أداء أعمال ليست من واجبك، وليست من تخصصك في العمل، فماذا تفعل؟

 

في الحقيقة ليس لهذا السؤال جواب واضح، كأن تعترض وتقول "لا" مباشرة، أو تهز رأسك بالموافقة التي لا بديل عنها، فهذا الموقف الصعب يتطلب ذكاء عالي القدر منك، مع مرونة تختلف حدتها من موقف لآخر. قبل كل شئ، انظر إلى السياق العام وادرسه جيدا، فحجم المنظمة، وثقافتها وثقافة المجتمع تلعب دورا كبيرا في مساعدتك على اتخاذ القرار الصحيح.

 

لا تقبل بالعمل في أي وظيفة دون كتابة وصف وظيفي محدد، يحدد مسؤولياتك وصلاحياتك وأدوارك بشكل واضح لا يدع مجالا للغموض أو الالتباس، واحتفظ بهذا الوصف

فالشركات ذات الحجم الكبير، والتي تتميز بوضوح المهام وتخصصية الموظفين، تقل فيها هذه الطلبات بالأساس، ويمكن رفضها بشكل أسهل إن حصل وطلبها أحد المدراء. فوضوح إطار العمل وتحديده بشكل جيد قبل بدء العمل، ومن ثم إمكانية الشكوى والتصعيد إلى المدراء الأعلى في الهرم يعطي الموظف قدرة أكبر على الرفض، وثقة أكبر بعدم تعرضه لخطر الفصل أو التضييق.

 

بينما على العكس تماما في المنظمات الصغيرة، والتي يقل فيها عدد الموظفين عن عدد الوظائف المطلوبة، فيضطر الموظفون إلى القبول بتنفيذ مهمات كثيرة، داخل تخصصاتهم وخارجها، ولا يملكون ترف الرفض أو مناقشة تحويل المهمة إلى أشخاص آخرين أكثر تخصصا. فضلا عن عدم وجود نظام إداري يسمح بتصعيد المشكلة في حال الرفض إلى مدير أو رئيس أعلى، إذ إن المنظمة يديرها ويتحكم بها شخص واحد، هو الآمر والناهي فيها.

 

وفي سياق الموضوع أيضا، تلعب الثقافة دورا كبيرا في قدرة الموظف على الجواب بنعم أو لا، ففي معظم الدول الشرقية، والتي تقدس التقاليد وتحترم الكبير، يضطر كثير من الموظفين لقبول كل الطلبات الخارجية، حتى وإن كانت متعلقة بشخص المدير، كنقل أغراض للبيت، أو توصيل الأولاد إلى النادي! أما في الدول الغربية ذات الثقافة الفردية؛ فلدى الموظف هامش أكبر لرفض كل الطلبات، حتى وإن بدا ذلك تحديا للمدير وشخصه، فالمجتمع يدعمه ويسانده في قراره.

 

وهنا يمكنني تقديم بعض النصائح السريعة للمساعدة على اتخاذ القرار الأفضل للموظف، حتى لا يتضرر أو يفقد وظيفته لا سمح الله:

أولا: لا تقبل بالعمل في أي وظيفة دون كتابة وصف وظيفي محدد، يحدد مسؤولياتك وصلاحياتك وأدوارك بشكل واضح لا يدع مجالا للغموض أو الالتباس، واحتفظ بهذا الوصف، وأبرزه عند حدوث أي مشكلة، أو إرسال أي طلبات غير منطقية خارجة عنه، فهو سيكون المرجع والحكم في تلك اللحظة.

ثانيا: يمكنك التسامح مع بعض الطلبات الصغيرة أو غير المتكررة، فبعض المدراء يجدون أنفسهم مضطرين لبعض الطلبات، ولا يجدون أمامهم بدا من طلب المساعدة منك، وأحيانا تكون المنظمة في خطر وتحتاج منا إلى الوقوف بجانبها والمساندة بما استطعنا، خاصة في المنظمات الصغيرة ما أسلفنا.

 إذا بدأت المشاكل تظهر بينك وبين مديرك بسبب هذه الطلبات ورفضك المتكرر لها، فهنا يجب عليك التصعيد لمن هم أعلى من مديرك في السلم الوظيفي
 إذا بدأت المشاكل تظهر بينك وبين مديرك بسبب هذه الطلبات ورفضك المتكرر لها، فهنا يجب عليك التصعيد لمن هم أعلى من مديرك في السلم الوظيفي
 

ثالثا: لا تسمح لهذه الطلبات الصغيرة بأن تتحول إلى نمط أو عادة، فبعض المدراء يتمادون في طلباتهم إذا ما تم تلبيتها باستمرار، وربما يتجاوزون خطوطا حمراء تمس الكرامة وتهين الموظف، وإذا ما أحسنّا الظن فبعض المدراء لا يدركون أنهم يتمادون أحيانا ويستمرون في طلباتهم، وهنا يجب أن تكون شجاعا وترفض بشكل قطعي واضعا حدا لهذا التمادي.

رابعا: إذا بدأت المشاكل تظهر بينك وبين مديرك بسبب هذه الطلبات ورفضك المتكرر لها، فهنا يجب عليك التصعيد لمن هم أعلى من مديرك في السلم الوظيفي، طبعا هذا في حال كونك في منظمة كبيرة أو متوسطة الحجم ، ومتابعة الأمر ومناقشة الإدارة العليا بهدوء إلى حين حل المشكلة، أما إذا ما كنت في منظمة صغيرة، وقرار فصلك من العمل بيد مديرك الذي توترت علاقتك معه، وفشلت في إقناعه بأهمية إبقاء المهام في إطار عملك والحد من الطلبات الخارجية، فهنا لا خيار أمامك سوى التراجع قليلا عن قرارتك الحديّة وتقديم بعض التنازلات للحفاظ على منصبك، أو وضع خطة للخروج من العمل وإيجاد عمل آخر، فعلاقتك مع مديرك تم تسميمها، ولن يسمح لك بالاستمرار بهذا الأسلوب في العمل.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.