شعار قسم مدونات

حقيقة تنظيم ضباط الإخوان وتزوير التاريخ

مدونات - عبد الناصر والضباط الأحرار

نبذة تاريخية
عاشت مصر تحت الاحتلال الإنجليزي المسيطر على التعليم والجيش وغيره من الأماكن الحساسة في الشئون المصرية لينفذ صبر المصريين وخصوصا الفئة الوطنية من الجيش المصري، من ضمن هؤلاء الشباب من حملوا الخير لمصر وللإسلام، شخصيات إخوانية شوهها تاريخ عبد الناصر لينكر فضلهم بعد الله سبحانه وتعالى على انقلاب 23 يوليو وتجنيد الضباط الأحرار ومن ضمن هؤلاء الضباط:
اللواء الطيار عبد المنعم عبد الرؤوف
الضابط حسين حمودة
حسن توفيق

 

التاريخ المزور

التاريخ لا يرحم والواقع لم ينس والمستقبل لن يسامح، بعض الوثائق والحقائق تجعل الناصريين يحملون العداوة لكل من يحمل الحقيقة في الوثائق والكتب فتراهم ينكرون أن عبد الناصر كان من الإخوان بل إنه بايع التنظيم الخاص في حارة الصليبة بالسيدة الزينب، فتراهم يقولون أنه تبرئ من هذا التنظيم بعد المبايعة ولكن كيف وقد أخذ عبدالناصر يدرب شباب التنظيم الخاص على حمل السلاح في عام 1946 و1947 للاستعداد لحرب فلسطين والجهاد ضد الإنجليز؟

 
يقول اللواء عبد المنعم عبد الرؤوف أنه كان دائما ملازما لعبد الناصر وكان صديقه المقرب في الجيش، ولم يكن ليتوقع أبدا أن تصل بعبد الناصر الخيانة حتى بأن يجعل شمس بدران يتجسس على صديقه الحميم عبد الحكيم عامر. لقد برز دور الإخوان في انقلاب يوليو ضد الملك فاروق، ففي الحقيقة أن تنظيم الضباط الأحرار كان اسمه ضباط الإخوان وهذا ما اتفق عليه المرحوم الشهيد حسن البنا مع الصاغ محمود لبيب وعزيز باشا المصري.

 

كان عبد المنعم عبد الرؤوف أحد الضباط السبعة ممن بايعوا الإمام البنا على السمع والطاعة، وكان لعبد المنعم عبد الرؤوف الدور الأكبر في تجنيد عدد كبير من الضباط في تنظيم ضباط الإخوان

تغير اسم تنظيم ضباط الإخوان إلى تنظيم الضباط الأحرار على أيدي زغلول، الاسم الحركي لعبد الناصر بعد أن حقق معه إبراهيم عبد الهادي رئيس وزراء مصر وصاحب خطه اغتيال الإمام البنا ليقنع الصاغ محمود لبيب بتغيير اسم ضباط الإخوان إلى الضباط الاحرار، ولكن اتفق معه الصاغ محمود لبيب وعبد المنعم عبد الرؤوف قبل وفاة الأول (11- 3- 1949) على شروط وهي:
– الثأر لمقتل حسن البنا.
– الحذر من أفرد الحرس الحديدي.
– التخلص من النظام الملكي.
– الاستمرار في مد الإخوان بالأسلحة حتى طرد الإنجليز.

 

وكل هذا حدث واعتقل إبراهيم عبد الهادي بعد نجاح الانقلاب وكل من خطط لقتل الإمام البنا، إلا أن عبد الناصر خان العهد دون احترام للقضاء وأحكامه وأفرج عن قتلة البنا جميعا عنداً في حسن الهضيبي والإخوان. ونسى عبد الناصر أن في فترة التحقيق معه والمراقبة عليه وتوقف راتبه كان الإخوان المسلمين تحت قيادة الصاغ محمود لبيب يصرفون من فلوس الإخوان على زوجة عبد الناصر وتوفير مرتب شهري لها.

 

من هو عبد المنعم عبد الرؤوف

بدأ عبد المنعم عبد الرؤوف يشعر بنوع من خيانة العهد بعد أن قرر عبد الناصر أن يجند كل أنواع الضباط الملتزم دينيا والغير الملتزم حتى الشيوعيين أيضا، دخلوا في تنظيم الضباط الأحرار المسمى في البداية تنظيم ضباط الإخوان المسلمين. بدأ الصراع بين عبد الناصر وضباط الإخوان أمثال حسين حمودة، ورفض هذا الفعل من عبد الناصر ولكن كان عبد الناصر دائما يقول ويراوغ بأن لا وقت كافي لكي يختاروا ضباط ذو خلق وتدين وكان عبد الناصر قد أنشأ حوله ضباط ممن جاهدوا معه في فلسطين ليضمن ولائهم له هو فقط، وجند ضباط كانوا معروفين بتدني الأخلاق أمثال شمس بدران وعبد الحكيم عامر وغيرهم. 


عبد المنعم عبد الرؤوف (مواقع التواصل)
عبد المنعم عبد الرؤوف (مواقع التواصل)

دور الإخوان في انقلاب يوليو
عبد المنعم عبد الرؤوف واحد من أشهر الضباط المصريين في القرن الماضي، فقد أشتهر في حادثة هروبه عام 1941 مع عزيز باشا المصري الأب الروحي للضباط الأحرار وصديق الشهيد البنا، والضابط حسين ذو الفقار عندما سقطت الطائرة بهم وهم في طريقهم للهروب من مصر، وأعلنت الحكومة المصرية مكافئة كبيرة لكل من يدلي عليهم وأعلنت وأنذرت الحكومة على كل من يساعدهم سوف يلقى القبض عليه ويسجن.

 

أرغم عبد المنعم عبد الرؤوف الملك فاروق على التوقيع على تنازله عن العرش ليرحل الملك فاروق عن مصر ويترك مصير مصر في سواد قادم إلى وقتنا هذا

كان عبد المنعم عبد الرؤوف أحد الضباط السبعة ممن بايعوا الإمام البنا على السمع والطاعة، وكان لعبد المنعم عبد الرؤوف الدور الأكبر في تجنيد عدد كبير من الضباط في تنظيم ضباط الإخوان مثل جمال عبد الناصر وحسين حمودة وغيرهم. جاهد عبد المنعم في فلسطين وكان قائدا لبعض كتائب الإخوان والجيش في آن واحد، ورأى بعينه استشهاد ونبالة شباب الإخوان في الجهاد، ورأى بعينه عصيان الليبيين لأوامره حتى استشهدوا جميعا.

 

كان عبد المنعم عبد الرؤوف مساعدا لكل أصدقائه، فقد كانت روح الإخوان تعيش بداخله حتى إنه يقول في مذكراته أن رئيس مصر السابق أنور السادات والضابط حسن عبد العظيم حضروا إليه في بيته يطلبون مساعدته المالية وأن يأويهم في مكان آمن. ووافق اللواء عبد المنعم عبد الرؤوف وأعطاهم مبلغ 70 جنيها. وكانت زوجة عبد المنعم تعطيهم الأكل حتى أن السادات قال أن هذا جميل لن ينكره، ففي الحقيقة أن مبلغ الـ 70 جنيها لم يرد إلى عبد المنعم عبد الرؤوف حتى كتابته لمذكراته في الثمانينات من القرن الماضي.

 

دور عبد المنعم في انقلاب يوليو

كان عبد المنعم عبد الرؤوف يخدم في حدود فلسطين ويدرب الكتائب وقت وقوع الانقلاب، وذهب إلى القاهرة بعدها مباشرة إلى مجلس قيادة الجيش ليرى عبد الناصر نائما ويردد وهو نائم (الجيش الملك إسكندرية)، ليعود عبد المنعم أدراجه ويعود إلى بيته ليتلقى طلب من الضباط الأحرار ضباط الإخوان سابقا بأنه على رأس كتيبة ستذهب لمحاصرة الملك فاروق في الإسكندرية، وحاصر عبد المنعم الملك فاروق وحدثت مناوشات بين الطرفين وإطلاق نار، إلا أن الملك فاروق طلب وقف إطلاق النار ورفض هذا ويذكر التاريخ مقولته أنا اضحي بألف عرش ولا أسمح لأى كلب إنجليزي يحط رجله في مصر مرة ثانية بعد طلب الإنجليز التدخل لحماية فاروق.
 
في ذاك التوقيت كان الإخوان المسلمين على حدود القنال يتربصون ومستعدون لقتال الإنجليز في حالة التدخل لحماية الملك فاروق، وقد أرغم عبد المنعم عبد الرؤوف الملك فاروق على التوقيع على تنازله عن العرش ليرحل الملك فاروق عن مصر ويترك مصير مصر في سواد قادم إلى وقتنا هذا.
يُتبع..

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.