شعار قسم مدونات

هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ

blogs إسرائيل

تعيش أمتنا العربية والإسلامية حالة من التيه، كما لم تعشها من قبل، فقد للبوصلة عند تحديد اتجاهات السير نحو المستقبل، معاداة لشعائر الإسلام يبديها بعض قادة المسلمين عن قصد أو غير قصد، اختلاق أعداء وهميين والغفلة عن العدو الطاعن في الخاصرة، تشرذم وتفكك الأمة لا أقول إلى دول حد حدودها سايكس وبيكو بل إلى مجموعات عرقية ومذهبية وطائفية داخل كل دولة من دول المسلمين لتتحول هذه الدول إلى برميل بارود جاهز للانفجار في أي وقت.

عند قراءة عنوان المقال يقفز إلى الذهن فوراً أن الحديث سيكون عن المنافقين، هؤلاء الذين ورد عنوان المقال في سياق آية كريمة تحذر من خطرهم على الأمة في سورة كاملة سميت باسم (سورة المنافقون)، لكن لأن الأمة في حالة من الاضمحلال جعلتها لا تستطيع رؤية العدو الأول والأخطر والأوضح، الذي تقطر يداه من دماء هذه الأمة المسكينة، لذا وجب أن نعلي صوتنا باسم هذا العدو لتسمع الآذان الصماء وترى القلوب العمياء وتخرص ألسنة السفهاء عن التزلف إلى الأعداء.

يا قوم إن عدوكم الأول هو الصهيونية لا أقول الدولة العبرية بل أتحدث عن حركة وفكر، هذا الفكر المقيت الذي ينبني على استحقار كل مخلوق غير منتمي إلى الديانة اليهودية بل العجيب استحقار حتى اليهودي غير المؤمن بالفكرة الصهيونية، هذا الفكر الذي يعمل لإشعال الحروب ويسعى في الأرض الفساد وليس لديه مانع أن يسفك دم اليهود أنفسهم في سبيل نجاحه وتحقيق مآربه الشيطانية وأدل شيء على ذلك تفجير فندق الملك داود الذي قضى فيه سبعة عشر يهودياً وكان من أعطى أوامر العملية هو مناحيم بيجين الذي كان قائداً لجماعة الأرجون الصهيونية آنذاك وكان ذلك في العام 1946.

عدونا الأول هو الصهيونية وليست الصهيونية بدولة أو أشخاص يحملون جنسية معينة، بل كل من تبنى الفكر الصهيوني وشجع عليه حتى لو كان مسلما ً من أبناء جلدتنا

إن هرولة بعض المسئولين – لا أقول الدول لأن هؤلاء لا يقودون دولاً بل يجلسون على عروش من ورق صنعها لهم الأعداء – هذه الهرولة باتجاه إعلان العلاقات الخفية مع الدولة العبرية لا تقلقني في شيء لكن ما يثير القلق لدي هو محاولات تطبيع العلاقات الشعبية مع الكيان الغاصب، لأن الاتفاقيات تبقى حبراً على ورق مالم تجد قبولاً شعبياً، لذا فمن الضروري العمل على تشكيل رأي عام رافض للصهيونية، على دراية بخطورتها وهذا الأمر ينبغي ألا يتوقف عند شعوبنا العربية المسلمة بل ينبغي أن يغرس في الضمير العالمي والوجدان الإنساني والاستهانة بمثل هكذا خطوة هي الحماقة بعينها، فيجب أن يكون في العالم ملايين راشيل كوري، هذه الأمريكية الشجاعة التي وقفت أمام جرافة صهيونية كانت تعمل على هدم بيوت الفلسطينيين في رفح، فقتلها جنود الاحتلال لتصبح أيقونة للدفاع عن الحقوق والوقوف في وجه الظلم والظالمين .

لندعم الإعلام المقاوم وحركات المقاومة التي تواجه الصهيونية، لتكن في كل دولة قناة تلفزيونية هدفها الرئيس نشر فظائع الاحتلال الصهيوني والتحذير من خطورة الصهيونية وكشف وجهها القبيح، لتكن كل قناة متحدثة بلغة الدولة التي تبث منها ويكون مقدمي البرامج في أغلبهم من مواطني الدولة حتى يتمكنوا من فهم عقلية المشاهد وبالتالي سهولة توصيل المعلومة إليه. الاهتمام باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا في معركة نشر الوعي بخطورة الصهيونية، حيث أن هذه الوسائل تمتاز بسرعة الانتشار وكثرة الإقبال عليها وانخفاض التكاليف. تشكيل مجموعات ضغط على الحكومات لتستمع لصوت الشعوب الرافض للصهيونية. دعم العمل الاجتماعي – سواء كان طلابياً أو نقابياً أو مجتمعياً – الرافض للفكرة الصهيونية والمحارب لها وعقد الندوات والمؤتمرات وإلقاء المحاضرات بما يساهم في إبقاء الوعي يقظاً لدى الجماهير.

إن عدونا الأول هو الصهيونية وليست الصهيونية بدولة أو أشخاص يحملون جنسية معينة، بل كل من تبنى الفكر الصهيوني وشجع عليه حتى لو كان مسلما ً من أبناء جلدتنا فهؤلاء الكتاب والإعلاميين وبعض من يمثلون النخبة الثقافية في بلادنا لابد من مواجهتهم الحجة بالحجة والفكر بالفكر، ليبين كل مختص أباطيلهم ويشرح للناس خطورة دعوتهم إلى الرضا بعلاقات مع الدولة العبرية.

ينبغي إفشال مخططات الدولة العبرية في زرع العملاء بين من يوجهون الرأي العام عبر فضح هؤلاء العملاء وفضح علاقتهم بالكيان الغاصب وبيان أثر أفكارهم وما يبثونه من سموم تسمم عقول شعوبنا وتصنع روحاً انهزامية في الأمة. لست قائداً لحركة ولا موجهاً لجماهير وإنما مسلم لديه خاطرة حاول أن يشاركها القارئ العربي عل هذه الخاطرة تقع موقع القبول والرضا في نفس تملك أدوات التأثير.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.