شعار قسم مدونات

أتعلم لماذا الأمل جميل؟

مدونات - رجل
إن الأمل الذي في قلوبنا نحمله جعلنا على قيد الحياة وعرفنا معنى السعادة به في كل عام..
لذلك.. أتعلم لماذا الأمل جميل؟

لأنه من الله وضعه في قلبك لأنك أهلٌ لهُ، ذلك الأمل كالروح في الجسد، نعم أنه كل شيء في الحياة، فالذين عرفوه أحيوا قلوبهم به وعرفوا معنى الحياة، هو كالوفاء الذي كان ينتظره المحب من محبه فجعل القلب مبتهجاً بهذا الوفاء فأثلجت نفسُه بالأمر.
  
نحن هكذا نعيش لكن ليسَ هكذا وُلِدنا، هكذا مرّت بِنا الأيام لكن لم تَقتُلنا، هكذا تعلّمنا الحُزن الجميل لكن لم يترُكنا، نحنُ أهلٌ لهُ لكن قد قسى علينا هذا الأمل، كشابٍّ تعلّم معنى هذهِ الحياة قَبلَ أن يكبُر، كشّابَّةٍ تَنطِقُ بالحرية كُلَ يوم دونَ أن تعيشُها.
 
نحن هكذا كبِرنا ونحن نعلّم ذلك، رافقنا أُنَاسٌ علّمونا كل خيرٍ فأنِسنَا النور منهم فأصبحت قلوبنا لا ترى إلا النور، نحن لم نُخطئ حين وَجَدناَ أنَّ الأملَ قد وَضَعَ فينا غَرسهُ، لم نخطأ حين أفاقَ الواحدُ فينا على أملٍ كانَ لهُ كل ابتسامة تخفَّت ليحيا بِها كفتاةً هادِئةٍ علمتني الحُزنَ على الفرحِ قبل الفرح..
كانَ لذلك الأملُ صوتاً لا يدركُ إلا من أهلِهِ، لا يعرفهُ إلا صحبِهِ الذي سكنَ بِهم ذلك الأمل فسكن القلب بِه..
 

الآن نحن مازلنا على عهدِ لم نتغير رغم قلة الفرح رغم كثرة الحزن، لأنا تعلمنا منه الصبر الجميل بعد كل حزن بعد كل مصيبة، فها نحن مازلنا أبناءك يا أمل نحن من حملناك في قلوبنا ومازلنا نشعر بك

فالذي ينتظر محبوبته بابتسامة ليعترف لها بحبه، وهو لا يعلم متى ستأتي، بل لا يعلم إن كان الحب أصاب قلبها أم لا، كان الأمل في قلبه، والذي انتظر الصباح بعد كل الليل الذي أذاق قلبه المر كان الأمل في قلبه، والذي أراد الخير له ولغيره في الحياة وأراد أن يصل بنفسه بعيدا، حتى يبلغ الحلم الذي تربى عليه، كان الأمل في قلبه، والذي انتظر الربيع ليهدي محبوبته ورداً، رغم أنه منذ أن عرفها ماتت كل الورود التي في نظره، وصار الربيع كل يوما وساعة وكل الحياة، كان الأمل في قلبه، والذي دعا الله يقيناً بالاستجابة منه وهو يعلم أن الله كريم رحيم، كان الأمل قد تجلى في قلبه حتى رأى نور الله بالدعاء، كل هذا كان الأمل يغير ويفعل بالإنسان حتى يدرك ما يريد.

 
لا أعلم لماذا كان الأمل يفعل ذلك ولكن هكذا حياة الأمل لا تقبل أن تكون قصيرة ولا تقبل أن تكون مليء بالفرح بل لابد الحزن والدمع معها ربما هو هكذا الأمل، أو أن الدمع والحزن مرافق للأمل لا يأبى أن يرحل ولكن مازال الأمل بجماله يملئ القلب صبرا.
 
فلا ملّت مرابِعُنا يا أمل ُكالطيرِ في ربيعِهِ يطيرُ فرحاً بهذا الربيع، لأن نفسُنا بحرٌ لَنْ تُدركَ شَوَاطِئُهُ، هذا هو داخِلنُا أحلامُنا التي نعيشُ بِها أيّامُنا بهذا الأمل.. كان ذلك الأمل مكانهُ القلوب الحية التي لا تعرف الموت ولكن كان ذاك الأمّل يُكبّل بِتلكَ الأحزان المُتتالية على نُفُوسُنا فنحنُ نحزنُ دون أنّ ندري ونفرح دون أن نعلم في بعض الأحيان، وتُرافِقُنا تِلكَ الدمعات عند ذلِكَ الفرح والحُزن.
 
لكن الآن نحن مازلنا على عهدِ لم نتغير رغم قلة الفرح رغم كثرة الحزن، لأنا تعلمنا منه الصبر الجميل بعد كل حزن بعد كل مصيبة، فها نحن مازلنا أبناءك يا أمل نحن من حملناك في قلوبنا ومازلنا نشعر بك رغم ذاك الثقل الذي في بعض الأحيان يهتك القلوب بسببه ومازلنا ننتظر منك ذاك النور الذي أضاء لمن هم كانوا من قبلنا صحبك.
 
وها نحن بعامٍ جديد أقبل علينا ونحن مازلنا نحمل صراعاً داخلنا بين هذه الحياة التي لا تعرف إلا الحزن والهم والروتين اليومي الذي لا يتغير والذي يريد أن يقتلنا وبين الأمل الذي يأبى الاستسلام في قلوبنا، واليوم نحن أهلٌ لذلك الأمل ولن نتركه ولن يتركنا ولن نستسلم لهذه الحياة.. 
 
ولا شيء سوف يتغيرُ فينا، هكذا رُبما حُكِمَ علينا مِن هذه الحياة.
في تِلكَ الأيام كُبِّلَ ذلِكَ الأملُ لَكِن لَمْ ولَنْ يَمُتْ فينا..

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.