شعار قسم مدونات

رسائل تنظيم الدولة بسيناء في "المجابهة الفاشلة"

مدونات - سيناء11

ركز الإصدار الذي جاء في 26 دقيقة و16 ثانية على تصدير فشل العملية العسكرية للجيش المصري "سيناء 2018″، وأن العملية لم تؤثر على انتشار التنظيم وعملياته ضد الجيش والشرطة، ونشر مقاطع مصورة لعدة عمليات اقتحام لكمائن ثابتة، وإغارة على كمائن متحركة، ونصب كمائن على الطريق الدولي وتصفية لجنود الجيش والشرطة ومواطن مسيحي تم القبض عليهم في هذه الكمائن، يعود بعض من هذه العمليات المصورة لعام 2017.

 

الإصدار لم يركز هذه المرة على معاناة أهل سيناء بشكل كبير كما كان يحرص التنظيم في كل إصداراته، ولكن لم يخل الإصدار من لقطات قليلة لعملية التهجير التي يتعرض لها الأهالي في مشهد واحد من الإصدار، وأيضا لقطات اعتاد التنظيم على تصديرها في كل إصدراته لمذبحة رابعة العدوية فيما يبدو أنها مغازلة لأنصار الإخوان المسلمين، ولكن في المقابل ركز الإصدار على تصوير جانب إنساني يظهر للمرة الأولى لحياة اعضائه، فأظهرهم أثناء إعداد الطعام وترديد الأناشيد الحماسية خلال استراحتهم في ثكناتهم.

 
ومن خلال الاستماع للهجة الأعضاء الذين ظهروا في الإصدار، يتضح أنهم خليط من أهالي سيناء وأبناء محافظات وادي النيل والدلتا. من أبرز اللقطات التي ركز عليها الإصدار هي عملياته التي وصفها بالأمنية داخل مدينة العريش نفسها، وأبرزها اغتيال ضابط ومرافقه داخل سيارة مدنية، وسيطرة 4 من مقاتلي التنظيم على مدرعة لقوات الشرطة والطواف بها داخل شوارع المدينة في لقطة الغرض منها إظهار ضعف الشرطة وقوة التنظيم أمام أهل المدينة.

 

في نهاية الإصدار تظهر مشاهد لعدد من أفراد التنظيم مع تعليق صوتي يحث جنود الجيش والشرطة على الفرار والانضمام لصفوف التنظيم وحديث مقتطع لأحد أفراد التنظيم يبدو منه أنه كان فرد من الجيش المصري وانضم للتنظيم، فيما يبدو أن الإصدار القادم سيتضمن لقاءات مع جنود فروا من صفوف الجيش والشرطة وانضموا للتنظيم، وهو ما يعزز ما بثته بعض وسائل الإعلام الأجنبية من تقارير تؤكد انضمام العشرات من الضباط والجنود لتنظيم الدولة الإسلامية في مصر.

 

 

ومن خلال التعليق الصوتي المصاحب للإصدار وتصدير مقاطع من خطب أبو مصعب الزرقاوي أحد مؤسسي التنظيم في العراق، والشيخ أبو العلي الأنباري نائب زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي وهو من مؤسسي التنظيم في العراق أيضاً، ركزت رسائلهم على رفض الديمقراطية وكفر كل من آمن بها وأيدها، في رسالة واضحة للانتخابات الرئاسية التي ستشهدها مصر نهاية الشهر الجاري.

 

ويعد هذا الإصدار هو الثاني في التهديد باستهداف العملية الانتخابية التي تستعد لها الدولة المصرية، وتحشد لها في وسائل الإعلام لحث المواطنين على المشاركة، فيما يعلن التنظيم عن كفر كل من يترشح ويشارك وينتخب، فيما يتوقع باستهداف التنظيم لمقار الانتخاب أو قوات الأمن أو القضاة المشاركين في الانتخابات المقبلة، وبخاصة في المناطق التي ينشط بها التنظيم في شمال سيناء، وقد يمتد الأمر لبعض المدن في وادي النيل والدلتا.

 

الملاحظ أن هذا الإصدار أيضاً تجاهل مذبحة مسجد الروضة التي راح ضحيتها المئات من المصليين من قرية الروضة في شمال سيناء، ولم يتحدث بالسلب أو الإيجاب عن هذا الأمر، فيما يبدو أن خلاف داخل التنظيم حول راي التنظيم الفقهي من هذا الأمر، فبحسب متخصصين فبعض أفراد التنظيم المتشددين هم منفذي عملية الروضة، وكان من المقرر أن يتبنى التنظيم العملية في إطار محاربته لما يسميه مظاهر الشرك، ولكن الأعداد الكبيرة للضحايا جعلته يتراجع خوفاً من خسارة تأييد بعض أنصاره الذين غضبوا من الأعداد الكبيرة للضحايا وخاصة من الأطفال، وحدث خلاف داخل التنظيم ما بين مؤيد ومستنكر، ولكن يبدو أن قيادة التنظيم قررت في النهاية تجاهل الأمر تماماً.

 

ويأتي هذا التجاهل في ظل التقارير التي تتحدث عن سيطرة الجناح العراقي المتشدد للتنظيم الفار من مدينة الموصل العراقية، معقل التنظيم الأول وأكثر أجنحة التنظيم تشدداً وتكفيراً لعموم المسلمين، والذي اصطدم مع طبيعة التنظيم في مصر والذي يأتي من خلفية جهادية مختلفة تكفر وتستهدف الدولة ومؤسستها المناصرة للاحتلال الصهيوني، فيما يبدو أن الأيام المقبلة حبلى بالأحداث.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.