شعار قسم مدونات

أين أصبح الشباب بعد موجات الغلاء في دولنا؟

مدونات - الشباب

أصبح الكل يجري خلف تأمين قوت يومه ليأمن حاجته وحاجت بيته ولن يكن هناك أي تفكير بشيء آخر مثل الظلم والفساد والاضطهاد من حوله. تواجه المجتمعات بشكل عام مشكلة الغلاء المعيشي وبخاصة العربية منها، لكن أصبحت هذه المشكلة خطراً ليست فقط على المجتمع نفسه وإنما على الدول مما تسببه من آثار سلبية وبخاصة على فئة الشباب. فالكثير منهم الآن أصبح تفكيره مثل أن ينضم إلى منظمات إرهابية أو ينحرف انحراف أخلاقي كالاتجاه للمخدرات ويعتبر نفسه هكذا يعبر عن غضبه من المجتمع، أي أنه يعتبر نفسه ظُلم منه دون أدنى فكرة عمّا ينتظره من ألم في هذا الطريق المظلم الذي يرمي نفسه فيه. وهناك من يعتبر نفسه أكثر حنكة ويتجه إلى طريق السرقة هكذا يظن أنه يعاقب المجتمع، من حيث عدم توزيع الفرص بالتساوي من حيث العمل والثروات وتشجيع الشباب وإيجاد حلول ممنهجة ليستطيع العيش في استقرار فيضع كل هذه على عاتق ظلم الحكومات وعدم النظر في قرارتهم من أجل تأمين الشباب.

 

وهناك من يتجه في طريق آخر مثل: الاحتيال على الناس ويعتبر نفسه أيضاً انظلم في تقسيم لم يجد بيئة سوية تحتضنه وتساعده على تجاوز مصاعب الحياة ومتاعبها وشق طريقه إلى الأفضل بعيداً عن الجريمة، وعندما سأله المقدم: ما الذي دفعك إلى الجريمة؟ فهو يشرح بدقة ما حصل وقال: "جاءني أحد الأشخاص وكنت في أمس الحاجة إلى مبلغ من المال وعرض علي المبلغ وقبلت أن أنفذ ما طلبه مقابل المبلغ المتفق عليه وكانت من هنا أول الطريق إلى الجريمة فوجدتها أفضل وأسهل الطرق لجمع المال.

 

عندما يعيش الشباب بين الفقر والعنف والتهجير أي أفكار سلمية لن ترد إلى عقله فهو لا يفكر سوى في العنف ليحمي نفسه من المجهول القادم، فيجد نفسه في خيار واحد العنف والاستهتار

أما بعض الشباب الذي اتجه إلى المنظمات الإرهابية هنا اللغز الأكبر فهذا بعد أن يدخل في هذه الطريق ينقلب رأساً على عقب أي تراه ملتزماً من الخارج ومجرماً من داخله فهذا الشاب يعتبر نفسه يعاقب الدولة التي لم تسمح له في العيش حياة كريمة، وأصبحت مقولة عند البعض عن طريق المزاح وهو أن يقول: "أروح انضم لداعش عشان أخلص من هالحياة" فهذا طريق أصعب من كل ما سبق ترى الشباب أصبح أكثر ضعفاً وخوفاً من أي مواجهة مع هذا المجتمع الذي يعد قاسياً بعض الشيء ولكن لا يوجد أي مبرر لفعل مثل هذه الأفعال الشاذة عن أخلاقنا وعاداتنا وديننا.

 

وهناك الأسرة تعد أكبر بداية للطريق في سلوك الحياة الصحيحة، أي مثلاً انتشر بعض الفيديوهات لرب أسرة يشكي الغلاء ويصور أطفاله أمامه مجموعين في زاوية ويقول: " ماذا أفعل أقتل ولادي؟" ويفتح جرة الغاز عليهم ليقوم بقتلهم خنقاً بعد أن يرو هؤلاء الأطفال مثل هذا التصرف المتطرف كيف سينمي عندهم فكرة المجتمع الطيب والحياة الكريمة؟ فهذه هي أحد أسباب الجريمة التي تخرج من دوافع جديدة عندما تكسر معنى الشفقة والحب والحنان لدى الأسرة فيخرج منها مستعد في أول فرصة.

 

الخطف ظاهرة أيضاً يمر فيها بعض الشباب، بسبب ضيق الحياة وحاجة الشباب للزواج وعدم القدرة على التعايش في ظل الظروف الصعبة من غلاء وحروب وتهجير وقتل عندما يعيش بين الفقر والعنف والتهجير أي أفكار سلمية لن ترد إلى عقله فهو لا يفكر سوى في العنف ليحمي نفسه من المجهول القادم، فيجد نفسه في خيار واحد العنف والاستهتار بكل ما حوله لينقذ نفسه وبذلك لن يستطيع يجب أن يكون هناك حلول للشباب كتنمية ورعاية فكرية ومنهج صالح لحياة كريمة بعيدة عن الجريمة فكل هذه قدرات مبعثرة لجيل يمكن أن يكون معمر لا مدمر يدخل في ساحات الإرهاب والجريمة.

 

البعد والضعف وقلة المعرفة الدينية فهي كلها أسباب تولد هذه المشاكل، ولكن يسبقها حسن التربية والتعليم وتوجيه الأهل على بيئة صالحة من أجل جيل صالح واعي يقدر على التعامل مع كل الظروف بحذر وذكاء. الغلاء أصبح أفضل جنود الفساد بين الأمم يبثه الغرب عن طريق صندوق النقد أقرضني واحكمني وسأدمر لك مجتمع لن ينظر لإسرائيل وسيقاتل نفسه ليعيش.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.