شعار قسم مدونات

تخاذل أمة وقيامة قائد

مدونات - أردوغان
– ألا يستطيع أردوغان التحالف مع إسرائيل، إنكلترا و أمريكا أو مع أي دولة أخرى ضد الإسلام والمسلمين ويعيش كالملوك؟
– ألم يكن باستطاعة أردوغان أن يبيع أراضي الوطن كما فعل السيسي؟
– ألم يكن باستطاعة أردوغان جعل تركيا محتاجة إلى الغرب في مجال الصناعات العسكرية مثلاً؟
– ألم يكن باستطاعة أردوغان شراء كل الأسلحة الثقيلة والخفيفة من أمريكا دون أن يولي أي إهتمام للتطوير والتصنيع العسكري التركي الوطني؟
 
– ألم يكن باستطاعة أردوغان أن يُنفق من خزينة الدولة ويُغني الشركات الرأس مالية بإعطائها حق إستخراج النفط بدلاً من أن تسعى الدولة لاستخراج النفط بنفسها ؟
– ألم يكن باستطاعة أردوغان جعل تركيا مديونة للبنك الدولي (İMF)؟
– ألم يكن باستطاعة أردوغان أن يسمح للقوات الكردية PYD-PKK بإنشاء دولة مستقلة لهم؟
– ألم يكن باستطاعة أردوغان عدم إيلاء أي اهتمام إلى وحدة المسلمين بدلا من محاولاته لتفعيل هذه الوحدة والدعوة لمواجهة أعداء الأمة الحقيقيين؟
 
– ألم يكن باستطاعة أردوغان أن يكون كما غيره من الزعماء أعمى عن ما يحدث في فلسطين والمسجد الأقصى؟
– ألم يكن باستطاعة أردوغان عدم دعم المقاومة الفلسطينية الشرعية؟
لماذا هذه الحرب على تركيا وعلى نظام أردوغان؟
لماذا يفعل أردوغان كل هذا إذا كان يفكر بنفسه فقط؟
 

يجب على المسلمين أن يدعو شيوخهم وعلمائهم إلى صحوة تجاه مشاكل الأمة والعقبات التي تواجهها كما الثغرات الواجب ملأها بحكمة أهل العلم

إخواني في الاسلام، نعم نعتزم ونُصر على أنه يجب أن نتحد لا محال لغير ذلك. كما دعا الرئيس أردوغان الدول الإسلامية إلى التوحد والتحرك سويا ضد إسرائيل؛ الجدير بالذكر أنه وصلني العديد من الانتقادات مفادها أن اذهبوا وأغلقوا السفارة الإسرائيلية، إنني أرى هدف هذه الانتقادات الرخيصة هي الإساءة فقط لا غير وعدم فهم الأمور بأكملها فإذا مبدأ هؤلاء المنتقدين يقف على عدم وجود السفارة الإسرائيلية في الدول فكان يجب عليهم تقديس أول من هذه الدول هي إيران ولكن إدارة الدول ومبادئها لم ولن تقف على هذا الأساس.

 

المشكلة الأكبر عند أغلقنا السفارة الإسرائيلية في تركيا ماذا تتصورون أن يحدث لتركيا بعد ذلك؟ تركيا ستكون لوحدها في مأزق وحكام الدول الإسلامية حينها سيكونون صم بكم عمي لا يعقلون. إخواني فلنعقل؛ ما يصيب أمة محمد صلى الله عليه وسلم هو التفرقة والخضوع للفتن. أريد أن أذكر لكم معلومة صغيرة وأظن أن الكثير منكم يعرفها، عند حدوث أي هجوم خارجي من قبل أي دولة لن ينجح حتى يتم تضعيف الدولة من الداخل، حينها تهاجم وتُنهب وهذا ما حدث في كل الغزوات عبر تاريخ البشرية.
 
والدور الرئيسي يعود إلى علماء المسلمين الذين يقع على عاتقهم دحر الفتن والتصدي لها. ولكن مع الأسف لا يعرفون سوى الدعاء بصوت جميل والبكاء وعندما تأتي وتسألهم عن الأفعال يجيبونك "الله المسهل أو الله الكريم" طبعا لا أقصد كل علماء المسلمين ولكني أقصد من لهم مواقع مهمة داخل السلطة ويستطيعون بها التأثير على حكوماتهم.
 
فلنعطي مثال بما أصاب أمتنا من الفتن والتفرقة: عندما دخل المغول إلى بغداد وغزوا ونهبوا بغداد أتعرفون بما كان علماء بغداد يتناقشون وعلى ماذا كانوا يختصمون!! "هل يسقط الوضوء عندما تمص الذبابة دم البشر". مثال آخر: من القرن التاسع حتى السابع عشر حكم المسلمون الهند بوقت لم يشكل المسلمين 20 بالمئة من سكان الهند فهل تعلمون ماذا حدث؟ لقد اختصم السلفيون مع الفقهاء الحنفيين بحيث وصل الخصام بينهم لدرجة أنهم أصبحوا لا يتبادلون السلام، حينها قام الإنجليز بغزو الهند واحتلالها وبذلك انتهى حكم المسلمين الذي دام 800 سنة تقريبا.

 

يجب على المسلمين أن يدعو شيوخهم وعلمائهم إلى صحوة تجاه مشاكل الأمة والعقبات التي تواجهها كما الثغرات الواجب ملأها بحكمة أهل العلم. الأمة الإسلامية ضحية الفتن، والخونة ملتفين حولها ونحن لسنا بحاجة إلى ضعف من داخلها بل الأمة بحاجة إلى حكمة المسلمين ووحدتهم في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية. فلنصحو ونفكر يا أمة محمد "صلى الله عليه وسلم" لأننا يوم القيامة سنسأل عن ما فعلنا ولأننا إن لم نغير ما في أنفسنا لن يغير الله أحوالنا.

فلا نطعن انفسنا بأنفسنا ونجعل الغرب يضحك علينا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.