شعار قسم مدونات

القدس تغتصب.. لماذا لم نُعِد تحريرها؟

مدونات - إسرائيل ونقل السفارة
نحن الأمة التي قضيتنا الكبرى "فلسطين" منذ سنين وسنين ولكنها ميتة في قلوب وضمائر الكثيرين، وحاضرة في قلوب وعقول أهلها الصابرين والمرابطين، وفي وقت ما تزاد محاولات تغيير تاريخ القدس وأقصاها من قبل المحتلين وحتى جغرافيتها بكل جرأة بدون أي رادع، منذ أن ولدنا وأصبحنا واعون في درب الحياة نسمع أن فلسطين محتلة ونقرأ عنها القصائد والأناشيد وكنا نعلم أن صلاح الدين الأيوبي هو البطل الذي فتح القدس وحررها في القِدَم، ولكن كانت تبقى في ذاكرتنا أسئلة لم نسمع لها جوابا لا من كهولنا وأجدادنا ولا من آباءنا وأمهاتنا ولا من أساتذتنا: لماذا لم نُعِد نحن تحريرها كصلاح الدين الأيوبي؟

 

لم نسمع أي إجابة جدية، سوى أنها احتلت بعد أن تحررت علي يدي صلاح الدين الأيوبي، ولكن عندما عشنا ومضت السنين والأيام عرفنا كم هي أسئلتنا مخجلة ومحرجة لهم، ولكن بالمقابل علمنا أن الجواب سهلٌ جداً ولكنه ثقيل على الروح للقيمة الكبيرة التي نحملها للقدس والأقصى في قلوبنا، وذلك لأن لم يكن فينا صلاح لأنفسنا ولبعضنا ولا صلاحٌ آخر ليفتح ويعيد القدس، رحمك الله يا صلاح الدين فاليوم ليس القدس وحده يحتاج لتحرير بل أوطاننا العربية والإسلامية كلها باتت محتلة ومستعمرة تغرق في نزيف الدماء العربية، فَمِنْ دمشق إلى القدس ما زلنا ننتظر صلاحاً وفاتحاً آخر ليعيد التحرير وينشر السلام من جديد.

 

لا بُدَّ من روح تثور بالصوت والقلم وكل ما فيها، تثور وتغلي من جديد وتنتفض من أجل قدسنا العربية وأهلها الصابرين الصامدين بعزيمتهم التي لا تضعف ولا تموت، فما يملكه المقدسيين من عزيمه وصمود من أجل بلادهم ووطنهم والأقصى المبارك لا تملكه اسرائيل رغم كل ما تملكه من سلاح، كانت ومازالت حناجرهم أقوى من ضغط الزناد، وحجارتهم أقوى من قصف طائرات الاحتلال، وتكبيراتهم أقوى من القنابل والصواريخ، فكل التضامن مع أخوتنا المقدسيين الصناديد، والأسف على حالنا لقلة حيلتنا في نصرتهم، وأكتب هذه الأبيات البسيطة متألماً من حالنا مناشداً لأنفسنا وضمائرنا كي تصحوا وتنصر مقدسنا وأقصانا فمعناها أهم وأكبر من حروفها:

   undefined

  

ْأَيْنَ نَحْنُ .. نَحْنُ الشَّبَابُ والرِّجالُ والشِّيَابُ العَرَب
ْالقُدْسُ الأَقصى أَرضُنَاْ أَرضُ اللهِ تُـغْتَصَب
ْفْلَاْ واللهِ لا خَيْرَ في مَنْ سَيَصّمُتَ ويَنْسَحب
أَمَا آنَ لِتَسْريَ الشّجَاعةُ فينا ونَعْصُرَ الخَوْفَ الَّذي فينا انْسَكَبْ
ِبِلادُ المُسْلِميْنَ كُلُّهاْ تَدَمّرَتْ بين الإٍسْتِنْكار والشَّجَبْ
ِاغْضَبُوا اغْضَبُوا فَوَ اللهِ لآنَ لا وقْتَ للرَّقْص والطّرَبْ
ْفَقَدْ حَانَ وقْتُ الغَضَب
ِفا اليَومُ يَومُ الغَضَبْ وإِعْلانُ النَفيرِ مِنْ مَنَابِر الخُطَبْ
مُقَدْسَاتُنا تارِيخُنا آثارُنا كُلُّها تُمْحىْ ولَمْ يَعلوا فينا صَخَبْ
ِاغْضَبْ اغْضَبْ مِنْ أَجلِ العراقِ والشامِ من أَجل القُدسِ والأَقصى اغْضَبْ
ِقَضِيَّتُنَا قُدسُنا فِلَسطينُنَا لا تَتْرُكوها كَتَرْكِ الشَجَر للخَشَبْ ليُصّبِحَ حَطَبْ
يا أُولى القِبْلَتَينْ وثالِثَ الحَرَمينْ فلا نَنْساكَ ولا نَتَخلَّىْ فَلا بَيِّعَ حَتى ولو قَيّمُوكَ بالذّهبْ
َساحاتُكَ وبَواباتُكَ وقِبَةُ الصَّخرة وقِبَتُكْ أنت أغلى من كُلِّ البِلادِ والسِّيطِ والنَّسَبْ
مِنْ جِوَارِكَ عَرَجَ الرَّسُول فَبِأي قُدْسيّةٍ نحن نَتَهَاوَنْ ونُضَحْي يا إِخْوَتِ العربْ
مُحْتَلٌ أَنْتَ مُحْتَلْ مِنْ كُلِّ نَاحٍ إِلا السماءْ فا الله خَيرٌ لَكَ مِنّا ولَكَ أَقْرَبْ
فَلا آذانٌ تَسّمَعْ ولا ألّسِنَةٌ تَصّرَخْ مِنْ أَجْلِكْ فَكُلُّها مُنْشَغِلَة بِغَفَوةِ الثَّرثَرة والطَرَبْ
َأَقْدَامُ الثّائرينَ إليّكَ تَشَتَّتْ واخْتَلَفَتْ
أَمْ أَنها مِن الخَوْفِ أَصْبَحَتْ إِرَبَاً إِرَبْ
ِنَصّرُ القُدسِ بالكَلِمة والحَرفِ والقَلَمْ بِالصِّدق والإيمانِ ولو تَطَلَّبَ عَزْمٌ على الحَربْ
َدعَواتُنا وصلاتُنا إليّكَ يارَبِ السماءْ بأنْ تُعيد للقُدسِ والأقصى عِزَّهُ بِوَعْدِكَ المُرْتَقَبْ
بِتَخَبُطٍ وضَياعْ وخِلافٌ هُنا واخْتلافٌ هُناك سَتَضيعُ قُدْسُنا ويُنتَهكُ أَقْصانا مِنْ كُلِّ حَدْبٍ وصَوبْ
ُيا قُدسُ معذرةً فلا حيلة لَنا إِلا بِدُعاءٍ يُعيد سُكُونُكَ المُضطرِبْ
ِأَعيدوا مَجْدَنا ومْجْدَها أخرِجُونا مِنْ حُفَرِ الآلام عَلَيْهَا والكِرَبْ
ْتَلاحَموا وتَعَاضَدوا واتركوا الجُروحَ التي بَيْنَكُم تَلْتَأم ولو احتاجت آلافَ القِطَبْ
ِأرُونا الخَيرَ الَّذي فيكمْ لِدِينِكُمْ وأُمَّتِكُمْ مِنْ أَجل حُرُماتِ مُقَدَساتِنا وإسلامِنا أرُونا نَخْوَتَكُمْ يا إِخْوَةَ العَرَبْ
فلسطين القُدس الأقصى …أَينَ نَحْنُ مِنْها .. نحن الشَّبَابُ والرِجالُ العَرَبْ

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.