شعار قسم مدونات

الحجاب من دين الفقهاء وليس من دين الإسلام!

blogs حجاب

هكذا يرددون من يقمن بخلعه، لم يذكر لفظ الحجاب في القرآن ولا في أي حديث نبوي، إنما هو إجماع الفقهاء. ولا يدركون انهم حين يأتون بمبرر كهذا، يثبتون فرضية الحجاب، لأن إجماع الفقهاء أحد مصادر التشريع في الإسلام. الإجماع ينقل تأويل اللفظ من حيز الفرضية إلى حيز القطعية.

خلع الحجاب من جانبين:
الجانب الأول: من خلعت الحجاب.

والثاني: المجتمع من حولها.

في الجانب الأول: أعلم أن الأمر ليس حدثاً ولا طارئاً ولا مغامرة قررتِ الخوض فيها، الأمر نتيجة والأحرى أن نعود إلى الوراء ونتتبع أسباب الوصول لنتيجة كهذه وندرك أي خلل الذي أوصلنا إليها. لا أقول ولا أعلق ولا أبيح التعليق على من خلعته بأنها سافرة أو كافرة او أي من هذه التعليقات الجاهلة، ولكن أتألم فعلاً حين أرى إحداهن تخلعه، لا تهمني مبررات الحرية التي تطلقها، ولا هالة الجدل التي تحيط بها حين تخلعه، بالمناسبة هي ومن حولها يغرقون في تلك الهالة ويتركون صلب الموضوع والسؤال الجوهري.. لمَّ خلعته؟!

تخبرني بأنه كأي قطعة قماش يرتديها الشخص ولا داعي للإكثار من الجدل، ثم أنها حرة فيما تفعل وفيما تقول وفيما ترتدي.. ليس قطعة من القماش ولم يكن قطعه ولن يكون! الحجاب بالنسبة للمسلمين يُعبر عن هوية، لا داعي للتسطيح والتمييع وجعل الدين كوب ماء نشربه حين نعطش ونتركه جانباً حين نرتوي.. الحجاب الهوية يفرض على المسلمة سلوك محدد ويفرض على من يتعامل معها أسلوب محدد ويُعبر عن كيان إسلامي، أعلم أن الكل يسخر عن أي كيان أتحدث، كيان وهوية تعطي من يحملها احتراماً وتكسبه شأناً ولكنها علاقة طردية بيننا وبين ذلك الكيان إذا نقص أحد أطرافها نقص الطرف الآخر بالضرورة، عندها يجب أن نبحث من الذي بدأ بالنقصان نحن أم الكيان!

علينا أن نبحث وندرك ونُعَلم فتياتنا كل ما يخص فريضه الحجاب على الوجه الذي يجب، أما من خلعته فارحموا زلة أختكم، كفوا عن ترديد عبارات التنزيه الأمر ببساطة فتنة

أما الجانب الثاني: المجتمع حول من خلعت الحجاب.. ينقسم انقسام عجيب إلى فريقين!

الفريق الأول: المهاجم: يغفل عن الدين عقود ويستفيق ويدرك أنه مسلم فقط حين تخلع إحداهن الحجاب، ولأنه فارغ فضحه لسانه وكشف خبيئه قلبه، وكل إناء بما فيه ينضح وهو لم ينضح إلا بكل سوء. بديهي جداً أن تجد في هذا الفريق من لم تلمس جبهته الأرض لسنوات لكنه وبكل جسارة يُكَفر ويشتم من خلعت الحجاب، لا أقول أنه لا يبادر بالنصح إلا أهل التقوى ولكن النصح من هذا الفريق الله الغني عنه، يزيد الوضع سوءاً ويزيد الطين بلة.

الفريق الثاني: الليبرالي.. فيتخلف موقفه باختلاف جنسه، أي يختلف موقف الأنثى الليبرالية عن موقف الذكر الليبرالي. يفتتح حديثه البطولي وخطبته النارية بعبارة "يا أخي هي حرة، سيحاسبها الله بمفردها"… كلاهما يستخدمان البداية ذاتها.. الذكر الليبرالي متناقض هي حرة تفعل ما تشاء، هذا مجرد كلام ظاهري وباطنه يقول عديمة مبادئ ويحلف ويتوعد بأعلى صوته لإخواته وزوجته إن قمن بفعل كهذا. والأنثى الليبرالية ذات وجهان ولا تعلم أهي مؤيدة حقاً أم معارضة، تقول ذلك في وجه من خلعت الحجاب، وفي ظهرها تردد ما كان يجب أن تخلعه.

كلا الفريقين المهاجم والليبرالي أفقدوا الأمة خيريتها، نحن خير أمة أخرجت للناس نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، إذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أخذ إحدى الصورتين، أي خير بقي للأمة بل أي خير بقي في الأمة! بالتأكيد يوجد من يتعامل الأمر بحكمة ويقوم بدور النصح وهم قلة، كثر الله اعدادهم وزادهم حكمة.. على أية حال لست بصدد الحديث عن رد الفعل المثالي.

أخيراً.. جمعينا نعلم أن الحجاب فرض وعبادة حتى من خلعته تعلم، وعلينا أن ندرك أن تكميم أفواه فتياتنا لن يجدي نفعاً بعد الآن كم عدد الفتيات في المجتمع يرفضن الحجاب وينتظرن إحداهن لتتجرأ وتقوم بخلعه حتى يخلعنه أيضاً؟ عددهن كثير، كثير جداً والخوف من ألسنة المجتمع هو الذي يجعلهن ملتزمات بالحجاب حتى اللحظة! الحل أن نبحث وندرك ونُعَلم فتياتنا كل ما يخص فريضه الحجاب على الوجه الذي يجب، كي نٌنجي وننجو. أما من خلعته فارحموا زلة أختكم، كفوا عن ترديد عبارات التنزيه "لا يمكن أن أفعل فعلتها وأخلع الحجاب" الأمر ببساطة فتنة ولا أحد معصوم منها، وأعينوها على أن تعود وتثبت، ثبت الله قلوبنا جميعاً على دينه.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.