عمر الـ٣٠ وما يقاربه هو عمر نصف الشباب الذي مر بسرعة خارقة تعجز عن تفسيره كل النظريات العلمية والرياضية المتوافرة، وهو بمثابة إنذار لكل شيء، فالأوجاع التي ما تحصل على تفسير طبي لها هي مجرد بوادر، فلا تخاف من آلام ظهرك عندما تلاعب طفلك الصغير.

 

في الأمس فقط كان شغلنا الشاغل لفت النساء لنا عندما كنا في السنوات الجامعية الأولى.. في الأمس فقط كانت تستهوينا إصدارات عمر دياب وهيفا وهبي وأليسا، وبينما تعجز الآن عن معرفة مريم كلينك وناصيف زيتون، لأنك أصبحت بكل بساطة قديما وغير قادر على اللحاق بركب الموضة بالرغم عن محاولاتك الفاشلة لمواكبة أحدث الأغاني فتفشل بتقصيها فيكون الفشل والانسحاب نحو أغاني لا يعرفها إلا أبناء جيلك فقمرين لعمر دياب، وارجع الشوق لاليسا ليستا إلا مثالين..
 

بدأ من الآن سوف يكون لك كرسيك واريكتك الخاصة في المنزل، ولا تحب أن يجلس عليهما أحد كما كان والدي من قبل، وسوف يكون شغلك الشاغل معرفة أحدث المكتشفات الدوائية والطبية .والبحث كالأبله عن كتاب غير موجود يدعى (أبواب للرجوع إلى الشباب) أمراً طبيعياً، ولن تنفع معك بعد الآن كل تسريحات (السبايكي) ومن لف لفهم فيكفيك أن تسرحهم إلى يمين لتغطي ما تبقى من شعرك .لن تعنيك الفتيات بعد الآن، ولن تضطر أبدا لقلب الخزانة عليك وارتداء أجمل ثيابك وحتى لو أرسلتك أمك لجلب أسطوانة الغاز.

 

صديقي العشريني: طاقتك العاطفية والداخلية استثمرها جيداً في سبيل عمر الثلاثين، لأنك في حال نجاحك بهذا التحدي سوف تحقق المعجزات .اكتشف ذاتك، وطور قدراتك، لأن بالطبع أقرانك سيكونون منهمكين منشغلين بتحضيرات الزواج، وتأمين مصاريف الزواج.

 

الزواج مُهم جداً لضمان الاستقرار الجسدي والنفسي في حياتك، وتكوين أسرة جديدة، والاستقلال بذاتك.. ولكن نصيحتي ألا تجعل الزواج حجر عثرة في طريقك للتميز في حياتك.. إذا كانت ظروفك المادية صعبة، وتريد أن تبدأ من الصفر، فلا بأس من تأجيل قرار الزواج إلى نهاية العشرينات، وربما بداية الثلاثينيات، والعمل الجاد -وبحرية- لتحقيق ذاتك. . استمتع بكل تقنية حديثة بين يديك واستغلها استغلالاً حسناً، وألجم شراستها حتى لا تقودك إلى الهاوية، لإن التقنية الحديثة سوف تفتح لك أفاقاً جديدة وتزودك بالخبرة النظرية للحياة.

 

يواجه إنسان العصر الحديث الكثير من أنماط الصراع النفسي وأشكاله المختلفة خاصة مع الإيقاع السريع للحياة، والتطور التكنولوجي السريع، وكثرة المشاغل والمغريات التي يتعرض لها الإنسان؛ مما يجعل الإنسان عرضة للإصابة بالكثير من الضغوط النفسية والصراعات الداخلية والتضارب بين العواطف المختلفة، وأقوى الصراعات التي تواجه الإنسان هو صراع أزمة المنتصف العمر وقد يفشل بعض الناس في التعامل مع هذا الصراع.

 

فالحل يكمن بالبحث عن السعادة الحقيقية لنا، فالرضا والتسليم لقضاء الله وسنة الكون التي تجري على كل مخلوقات الأرض تجلب السكينة والطمأنينة لنا، يقول الله تعالى: "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ"، فالإنسان هو خليفة الله على الأرض وهو الذي يعمرها، ولكل مرحلة عمرية لها دورها في هذه الدنيا.