شعار قسم مدونات

حضور عربي لافت وتباين الحظوظ بين الفرسان الأربعة

مدونات - كأس العالم 2018

اقترب شهر رمضان المعظم من الرحيل، أعاده الله علينا وعليكم وعلى المسلمين بالخير واليُمن والبركة والعافية وتقبل منا صيامنا وقيامنا بإذنه تعالى إن شاء الله. سيحل إذن عيد الفطر المبارك والذي لن يكون كأعياد السنوات الفارطة، فحلوله لن يكون الحدث المنتظر فقط هذه السنة، لكن هناك ضيف أخر قد يفتك منه اهتمام العرب قاطبة من المحيط إلى الخليج. عيد سعيد بطعم حلاوة المونديال الكروي، مونديال روسيا أين ستتوجه أعين الجماهير العربية نحو بلاد السوفيات سابقا بمدنه العريقة موسكو، سان بطرسبورغ، كراسنودار وغيرها من المدن الروسية بحثا عن مجد عربي ضائع قد تحييه إحدى منتخباتنا العربية المشاركة بأكبر محفل كروي بالكرة الأرضية.
   
فبأي وجه ستظهر المنتخبات العربية؟ وهل هي قادرة على التألق أمام عمالقة الكرة العالمية؟
تاريخيا لم يسجل العرب انتصارات كبيرة بالمونديال كتحقيق اللقب أو المراهنة عليه لأخر رمق، إذا اعتبرنا أن الترشح للدور الثاني مجرد نتيجة عادية ليست بالعظيمة لكن تظل خطوة هامة مقارنة بالإمكانيات الفنية والتنظيمية للمنتخبات العربية نظير بالأمم العظمى كرويا أوروبيا كانت أو لاتينية مثل البرازيل والأرجنتين. لغة الأرقام والأهداف لا تحتمل العاطفة أو أنصر أخاك ظالما أو مظلوم، لذلك بنظرة موضوعية نرى أن الحظوظ العربية ليست بالكبيرة وأيضا ليست متساوية بين المنتخبات الأربعة المشاركة لعدة اعتبارات تخص الجاهزية الفنية والبدنية لكل منتخب من جهة ولصعوبة المجموعات من جهة أخرى.

أعتقد أن خيط الأمل وطوق التألق العربي يحوم حول المنتخبين التونسي والمغربي مع كامل الاحترام للفراعنة بقيادة نجمهم محمد صلاح وللكتيبة الخضراء للمنتخب السعودي ممثل عرب آسيا الوحيد.

 

سأعطي قراءة سريعة وخاطفة لجاهزية وحظوظ كل منتخب عربي:

المتابع للمنتخب المصري يلاحظ غياب الجمالية والفرجة والاقتصار على تحصين الدفاعات، والأمل كل الأمل يكون عبر اقتناص فرصة بأقدام المنقذ على الدوام محمد صلاح

المنتخب التونسي

تونس موجودة في المجموعة السابعة صحبة منتخبات إنجلترا، بلجيكيا وبنما، رغم صعوبة هذه المجموعة وعراقة منتخبي إنجلترا وبلجيكا إلا أن حظوظ المنتخب التونسي وافرة من أجل تحقيق مونديال خيالي وخطف إحدى بطاقتي التأهل رغم غياب نجم المنتخب الأول يوسف المساكني. المنتخب التونسي بقيادة المدرب نبيل معلول يمر حاليا بأفضل وأزهي فتراته باحتلاله المرتبة 14 عشر عالميا لتصنيف شهر ماي الفارط وتحقيق نتائج إيجابية خلال الوديات الأخيرة بتحقيق لانتصارين أمام إيران وكوستاريكا وأكمل عقد النتائج الإيجابية بتعادل أمام بطل أوروبا البرتغال بملعب براغا الدولي قبل أن يتعادل مع الأتراك. كل الحظوظ وافرة لتحقيق المراد وإسعاد الجماهير التونسية وكتابة تاريخ جديد للكرة التونسية بالمونديال وتحقيق حلم يراود التونسيين منذ 40 عام.
 

المنتخب المغربي

شأنه شأن تونس وقع المغاربة في مجموعة صعبة صحبة الماتدور الإسباني وجاره البرتغالي بالإضافة لمنتخب إيران، على الورق الترشيحات تصب في صالح الثنائي الأوروبي إلإ أن أسود الأطلس بقيادة الأشقر الفرنسي هرفي رونارد ومجموعة من اللاعبين المحترفين بأعلى البطولات الأوربية وبأندية عريقة مثل يوفنتوس، الريال، أجاكس قادرة على إثبات علو كعبها وإقصاء زملاء رونالدو وكتابة قصة نجاح جديدة بالمونديال بعد مونديال 86.
    

المنتخب المصري

undefined

 

صاحب الرقم القياسي للتتويجات الإفريقية والعائد إلى المونديال بعد غياب دام 28 سنة منذ مونديال 1990 بإيطاليا. المتابع لمنتخب الفراعنة خلال التصفيات أو حاليا بمبارياته الودية يلاحظ غياب الجمالية والفرجة والاقتصار على تحصين الدفاعات والأمل كل الأمل يكون عبر اقتناص فرصة بأقدام المنقذ على الدوام محمد صلاح والعائد من إصابة نهائي كييف والخيبة الأوروبية، مقارنة بتونس والمغرب تعتبر مجموعة مصر سهلة نسبيا بالرغم من وجود البلد المنظم روسيا والمنتخب القوي الأورغواي بالإضافة للمنتخب العربي الثاني السعودية، في ظل الأداء المهزوز لا أرى وجود فرصة لمصر للصعود للدور الثاني.
 

المنتخب السعودي

آخر المنتخبات العربية وممثل عرب آسيا الوحيد الموجود في نفس مجموعة مصر الأولى، للأسف أراه خارج الترشيحات كليا والخوف كل الخوف أن يكون مونديال كارثي للسعودية شبيه بما قدمه الأخضر بكوريا واليابان صيف 2002 والهزيمة التاريخية أمام الماكينات الألمانية. خلال اللقاءات الودية أمام كل من بلجيكا والبيرو لاح المنتخب السعودي بعيدا على المستوى المأمول والقادر على تقديم على الأقل كرة جميلة تليق بسمعة الكرة السعودية صاحبة التألق السابق بمونديال أمريكا 1994 وبلوغها الدور الثاني بأول مشاركة لها، نتمنى كعرب ترشح المنتخب السعودي لكن وجوده صحبة شقيقة المصري بنفس المجموعة قد يلغي فرضية صعودهما الاثنان معا وهو أمر مستحيل.
 
بجميع مجالات الحياة سلك العرب طريق الفشل وفي ظل وضع سياسي وأمني متأزم من المحيط إلى الخليج وصراعات عربية عربية لا تليق بأمة محمد صلى الله عليه وسلم، نتمنى أن ترسم الأقدام العربية البهجة والابتسامة على شفاه الجماهير الكروية وتحقيق الحلم العربي ببلوغ منتخباتنا أقصى درجات التألق رغم صعوبة الطريق ببلاد أرشفين وبوتين.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.