شعار قسم مدونات

السعادة..كيف نُعيد الحياةَ لأنفسنا؟!

blogs سعادة

لِمَ فقدنا متعة الحياة؟ لِمَ لَمْ نَعُدْ نستمتع بأيامنا! أهُوَ بُعْدٌ عن ديننا أمْ ماذا؟ أين السعادة؟ سؤال يراودني كل صباح، ما إن أفتح عينايَ معلنةً عن بدء يومٍ جديد بأملٍ جديد، إلا ويخطر هذا السؤال بعقلي؛ تُرى هل هذا الشعور هو من علامات الساعة أمْ ماذا! أمْ نحن موجودين بمجرة الدوامة بعالم مزيف لَمْ يَعُدْ كما عهدناه!؟ أمْ أننا امتلكنا ملذات الحياة فأصبحنا معتادين عليها، ولَمْ نعُدْ نشعر بقيمتها؟

 

لَمْ يكن ما أعانيه شعورٌ باليأس والإحباط!، بل ولم يكن حالة من حالات الاكتئاب، ولكن ما كنت أفكر به هو مجرد حالة من عدم الرضا لِمَا يمُرُّ به معظم النّاس من حولي، بل أغلب الناس إن لم يكن كله! تبادر إلى ذِهني سؤالٌ ذات يوم بينما كنت أتصفح الموقع الاجتماعي! المدعو بالفيسبوك "لِمَ لا نبحث عن السعادة من داخل أنفسنا قبل البحث عنها من الخارج؟".

يبدو أنه حان الوقت لأنفض الغبار المتراكم عن روحي! واستعد، ووجدت نفسي أتساءل في حيرة، "هل هذا هو كذلك؟"، ووجدت نفسي كذلك أجيب عن سؤالي: "نعم إنه كذلك". وحينها تذكرت جملة الأديب الشاعر جون ميلتون حين قال: "إن العقل في مكانه وبنفسه يستطيع أن يجعل الجنة جحيماً، والجحيم جنة"!.

تأكد بأن حياتك لن تتغير قط ما لم تغيرها أنت بنفسك، غيّر منظورك للحياة، لِمَا لا تنظر لحياتك بمنظار آخر فحتماً ستجد شيئاً مميزاً عندك لا يمتلكه غيرك

سَيقولُ لي أحدهم الآن، إني أعاني فلست خالٍ من الهموم فكيف سأجعل جحيمي جنة! وكيف سأبتسم وقد باتَ أمسِ كَكُحلِ العين!؟ هَلْ يا تُرى يقف أمامك مجنوناً فقد عقله ليضحك في دنياه وقد أنْتُهِكَ قلبه بها! أنت بالذات اسمعني جيدا فحتماً ستحاول جاهداً تغيير رأيُكَ بعد اليوم: "إن كنت كذلك مهما كانت همومك ومهما كانت حياتك فاطمئن".

 

أولاً وهو الأهم: فأنت ها هنا لست دائم وما هي إلاّ حياة قصيرة فاصنع حياتك لآخرتك، علاوةً على ذلك؛ اشكر الله على ما أنت به من حال الدنيا فغيرك يمتلك من المصائب ما يشيب له الرأس، فنحن في زمنٍ كثُرَ بِه الحروب واستاء الحال لمن حولنا. إن كنت بصحة وعافية فغيرك يتمنى ذلك، وإن كنت تمتلك عائلة فأحدهم قد خسرها في حرب واحتلال، وغيرها الكثير! حاول أن تلتفت إلى ما يدور حولك وستعي ما أقوله لك. وكما قال سقراط "السعادة هي القناعة". فالسعادة ليست حلماً ولا طيفاً، وثق دائماً بأن اليد المُمتدة إلى الله لا تعود فارغة أبدًا! لقوله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) صدق الله العظيم.

ثانياً: تأكد بأن حياتك لن تتغير قط ما لم تغيرها أنت بنفسك، غيّر منظورك للحياة، لِمَا لا تنظر لحياتك بمنظار آخر فحتماً ستجد شيئاً مميزاً عندك لا يمتلكه غيرك، وكن على يقين تام بأن الرضا بقضاء الله وقدره بحد ذاته راحة لا توصف، جاهد أن تبحث عما يُسعدك مهما كان صغيراً أو بسيطاً. ولا تستهين بأصغر الأمور فبسمتك بوجه أخيك سعادة لك أولاً قبل أي شيء.

امنح نفسكَ فرصة أن تكون سعيداً، ربما لو التفتَ حولك ستجدها هُنا أو هنالك، قد تكون سعادتك مع شخص معين أو عمل معين أو… وربما تكون بعمرٍ معين فتفاءل وواصل البحث.. "حياتنا ما هي إلاّ بضعة أيامٍ فكلما انقضَ يومٌ؛ انقضَ بضعٌ منك". أدرك ذاتك قبل فوات الآوان.. إنْ كنتَ بخير فلنفسك، وإن كنتَ غير ذلك فلنفسك أيضاً ما أنت به لا يهم أحداً، تدارك مركبتك قبل أن تغرق وعش بروح مبتهجة وكن لنفسك كل شيء.

ابحث عن سعادتك من داخل قلبك وامنح نفسك فرصة التغيير، وحارب فأنت قادر والقاعدة الأساسية لكل ذلك والأهم لا تحزن على ما مضى فقد انقضى
ابحث عن سعادتك من داخل قلبك وامنح نفسك فرصة التغيير، وحارب فأنت قادر والقاعدة الأساسية لكل ذلك والأهم لا تحزن على ما مضى فقد انقضى
 

حاول أن تحلم وخصص وقتاً لذاتك، صدقني إن خططت وأشغلت نفسك بإسعاد ذاتك فستعتاد على شعورك بشكل إيجابي وستتخلص من الأفكار السلبية وستسيطر عليها، ولا تتصوّر بأنّ هناك شيئاً راسخاً وثابتاً في هذه الحياة، لأن ذلك قد يصدمك عند أول تغيير بشيء ولو كان بسيطاً، تأكد بأنه لا وجود للمستحيل في عالمنا فأنت مهما كانت عادتك ومهما كانت حياتك! حتماً أنت قادرٌ على تغييرها كما قلنا سابقاً لا وجود للمستحيل! كرّرها مراراً وتكراراً لتحفظ ذلك جيداً.

حسناً لَمْ ينتهي الوقت بعد.. سأركض وأسابق تلك العقارب التي تصارعني على المضي.. مِنْ أين أبدأ؟ "ابحث عن سعادتك من داخل قلبك" وامنح نفسك فرصة التغيير، وحارب فأنت قادر والقاعدة الأساسية لكل ذلك والأهم لا تحزن على ما مضى فقد انقضى، ابدأ الآن وافتح باباً جديداً لكل شيء، حاول أن تتطلع للأفضل فأنت تستحق. "لَا تَدْري لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً"، "إنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً"، هُنَالِكَ مِنَحٌ رَبانيّة لحياتنا؛ فابحث عنها، ولعَلَّ القادم أجمل بإذن الله.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.