شعار قسم مدونات

سيناء تناشد المجتمع الدولى!

blogs العملية العسكرية الشاملة في سيناء

نقترب الأن من إتمام 5 أشهر منذ قرار بدء العملية الشاملة بمحافظة شمال سيناء، وما كان واضحاً لجموع الشعب أن أهداف هذه العملية واضحة وهي تطهير سيناء من الإرهاب وفتح المجال لبداية مرحلة تنموية جديدة وعصر للازدهار يُنسينا كل ما مررنا به من لحظات عصيبة. بدأت مجريات العملية الشاملة بقرار جريء جدا ألا وهو تأجيل الدراسة بجميع مراحلها مدارس وجامعات مؤقتاً، لم يعترض أحدا لأن فصائل المجتمع السيناوي آنذاك اتفقت على تجميع وتوحيد الصفوف وتحمل كل الصعاب في سبيل تطهير سيناء.

استمرت أحداث العملية الشاملة وصدر قرار بإغلاق جميع محطات البنزين وشل وتعطيل جميع وسائل المواصلات وحركة المواطنين، فنشطت للأسف السوق السوداء وأصبح يُباع لتر البنزين بما يقارب 4 أضعافه!، مما أثر بالسلب على المواطن بسبب ارتفاع أسعار المواصلات بطريقة رهيبة، ثم تَبع هذا القرار إغلاق كمين الميدان مدخل العريش الرئيسي فانعزلت العريش والشيخ زويد ورفح تماماً عن مدينة بئر العبد، وعانت هذه المُدن لمدة شهرين من مجاعة تقريباً بسبب حظر دخول المواد الغذائية بدعوى قطع الدعم اللوجيستي عن العناصر التكفيرية.

 

ودخل مواطنو هذه المدن في سُبل من أجل الحصول على فتات من الطعام لا تليق بالمواطن الأدمي تتمثل في الوقوف في طوابير وصفوف يوميا انتظاراً لبعض الخضراوات وعبوات اللبن والزبادي من أجل إطعام الأطفال حديثي الولادة!، وقيام القوات الأمنية بحملات أمنية على مختلف الأحياء بمدينة العريش ومصادرة أجهزة الهواتف المحمولة وأجهزة اللابتوب.

أصبح المواطن السيناوي في حالة حيرة من شعارات الحكومة والوعود بالتنمية مع عدم وجود أي دلالات على أرض الواقع تُشير إلى ذلك

ناهيك عن أشياء لم يُسلط عليها الضوء إعلاميا مثل تهجير معظم سُكان مدينتى رفح والشيخ زويد وتنفيذ حملات اعتقال وحبس ظالمة لأهالى رفح والشيخ زويد واستمرار حبسهم بمدة لا تقل عن الستة أشهر بدعوى الاشتباه في الانتماء إلى جماعات إرهابية حيث أصبح الانتماء الى تلك المدينتين تهمة شنيعة تؤدى بصاحبها إلى بئس المصير، واستمرار إغلاق محطات البنزين ونقل الدراسة بجامعة سيناء إلى مدينتي الاسماعيلية والسادس من أكتوبر.

 

ولكن مع عودة الدراسة بجامعة العريش بعد انتهائها تقريبا بباقي جامعات مصر يبقى القلق سائدا في قلوب جميع قلوب الأهالي والطلاب بسبب عدم اليقين من إذا كانت الأوضاع الأمنية قد استقرت أم لا، مع استمرار حجب مواقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، تويتر وعدم فتحها إلا بعد استخدام برنامج VPN وهو ما تعودنا على استخدامه منذ أشهر، ومع استمرار أيضا قطع الشبكات أحيانا وضعف خدمة وجودة الإنترنت، واستمرار الاتهامات الباطلة بتخوين أهالي سيناء الشرفاء واتهامهم بالتعاون مع العناصر التكفيرية ومساعدتهم، حيث أصبح ينظر للمواطن السيناوي على أنه خائن أو عميل .

أصبح المواطن السيناوي في حالة حيرة من شعارات الحكومة والوعود بالتنمية مع عدم وجود أي دلالات على أرض الواقع تُشير إلى ذلك، وحالة حزن من الإعلام بسبب عدم تسليطه الضوء على هذه السلبيات وإبراز مشاكل المواطن السيناوى، ونواب البرلمان الذين تم انتخابهم من أجل تنفيذ مطالب مواطني سيناء والسعي مع الحكومة من أجل حلها ولكن يستمر بصيص الأمل وأمل التغيير حيث لا يستطيع أحد إنكار الإيجابيات وتجاهل حقيقة أن وطأة العمليات الإرهابية قد بدأت بالتراجع وتقريبا لا تحدث أي عمليات كبرى باستثناء بعض المناوشات الصغيرة من إطلاق بعض الأعيرة وهكذا.

 

ويستمر الانتظار من أجل عودة شرايين الحياة إلى سيناء مجددا حيث لا يستطيع أحد إنكار فائدة سيناء لباقي ربوع مصر بسبب تواجد بحيرة البردويل التي تمد باقي المحافظات بأجود أنواع الأسماك وحقيقة أن شمال سيناء تعتبر المحافظة الأولى في إنتاج بعض المحاصيل المهمة كالزيتون والخوخ والبرتقال كما أنها تعد رائدة في مجال صناعة الزجاج ومنتجات الرخام بسبب غنائها بالرمال البيضاء الطبيعية  فإلى متى تستمر المعاناة يا سيناء الحبيبة! وإلى متى يستمر انتظار شعاع الأمل التي وعدتنا به الحكومة ولكن تبقى أهالي سيناء صامدة كما عهدنا عليهم منذ سنوات عديدة ويبقى الخيار الوحيد هو صعوبة البقاء وصعوبة العيش في المنتصف المميت!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.