شعار قسم مدونات

كُن أنت التغيير الذي تريده أن يحدُث!

مدونات - تنمية بشرية محاضرة

استوقفتني يوما ما عبارة تقول "كن أنت التغيير الذي تريده أن يحدث للعالم"، وشعرت بقيمة تلك العبارة حقا وبدا لي وكأن صوتا ينادى داخلي بأن التغيير للأفضل دائما ينتظر الجميع، بل إن كل انسان يريد أن يحسن من كيانه وذاته فهو بذلك يحسن من صورة مجتمعه ككل، فمن منا راض عن نفسه بالصورة الكافية المرجوة، ومن منا ينهض باكرا ليحسن من عاداته ويغير أحواله للأفضل، ويفيد مجتمعه ويستغل كل دقيقة من عمره لتحويل سلبياته إلى مزايا وإيجابيات، الحقيقة هي أن ندرة وقلة قليلة ممن أعرفهم يستيقظون باكرا لفعل ذلك أما الأغلبية فلا يفعلون، إنهم للأسف مشغولون في تأنيب العالم ومعاتبته على كونه لم يعد المكان الأنسب للعيش، ونسوا بل تناسوا أن الله خلق الكون لنعمره نحن، لنجتهد بأن نضع فيه الثمرة لتجلب لنا الطعام، الذي نحيا به.

 

فالله حث كل انسان على النهوض والمثابرة من أجل تعمير تلك الأرض التي تحملنا، بالطبع لن يتغير العالم طالما داخل قلوبنا ووجداننا سبات وغفلة بل وتكاسل لا فائدة منه غير هدر الوقت والجهد، الكون ينادى دائما ونحن نسمع من أعماقنا ولكن قلة هم من يلبون النداء، ويتجانسوا مع نغماته ويمتزجوا به محاولين تغيير ما يمكن تغييره للأفضل، جميعنا لدينا القدر الكافي من القوة والعزيمة والإصرار لتعديل حتى أصغر وأبسط المشاكل التي تؤرقنا ولكن من حقا ينهض بصدق نية لتغييرها، هم أقلية وفئة نادرة، فلا تعتقد بأن مناداتك لكون العالم لم يعد مكانا مناسبا للعيش ستجدي نفعا، فبكل الأحوال العالم يسري والكون يدور وهناك نهار وليل.

 

فإذا كان العالم مكانا غير مناسبا، لما لا تقدم وتضع يد المساعدة للنهوض به وجعله مكانا أفضل لكل كائن يحيا به، لما لا تكون أنت الزهرة المبهجة التي تجعل من العالم مكانا أجمل، وليس الأمر بالمستحيل بل إنه السهل الممتنع، فالتغيير للأفضل ربما يحتاج لصبر وعزيمة وذلك لأن النهوض والصعود لأعلى لا يقوم به إلا من لديه نية خالصة صادقة بأن الله استخلفه في الأرض ليعمر فيها بكل خير ومنفعة، لذا استيقظ باكرا وانظر كيف للشمس أن تشرق كل صباح في كل مكان بالعالم دون النظر إلى الوراء، تشرق وهناك حروبا، تشرق وهناك ظلم وفساد وتلوث وضوضاء، تشرق لأن تلك هي مهمتها على هذا الكون أن يعم الضوء والنقاء العالم، تعلم منها ذلك الدرس ولا تنظر تحتك أو خلفك بل تطلع دائما للأمام وانظر للأعلى دائما، واطمح بأن يعم صوت السلام كل أرجاء الكون.

 

ابتسم في وجه العابرين وامنحهم شعورا بالتفاءل والإمتنان
ابتسم في وجه العابرين وامنحهم شعورا بالتفاءل والإمتنان
 

احلم واسعى لتحقيق أحلامك، ادعم غيرك وساعده على النهوض، كن صديق للعالم واحتويه، واستفد من كل منحه التي وضعها الله بالأرض، فأنا أتذكر جيدا تلك المقولة التي قمت بقراءتها من خلال كتاب مائة طريقة لتحفيز ذاتك، حيث ذكر ديباك كوبرا إحدى الحكم الهندية التي تقول، إنك تعتقد أنك تحيا في هذا العالم في حين أن العالم هو الذي يعيش فيك، لذلك ضع هدفا واضحا واسعى لتحقيقه وستجد تروس الحياة جميعها تتناغم من أجل تحقيقه وإنجازه من أجلك، ستجد أبواب الخير تفتح أمامك من حيث لا تدري وستجد توفيق الله ينر دروبك ويمحى ظلماتك، لكن عليك بالاجتهاد والعطاء حتى تتلقى مقابلا يرضيك ويسعد قلبك ووجدانك.

 

لذا تعمق في ذاتك واستغل نعم الله عليك من أجل النهوض بأفراد مجتمعك، كن قدوة للخير، وانشر التفاؤل والحث على الاجتهاد والعمل، ازرع ثمرة تكون يوما شجرة تجني ثمار الخير، وابتسم في وجه العابرين وامنحهم شعورا بالطمأنينة والامتنان، اجعل من كل المستحيلات فرصا مستغلة وممكنه، اجعل من كل صعاب الحياة تحديا، تستيقظ من أجل أن تخوضه وتفوز به ولا تقبل إلا بالربح والفوز، الفوز أن تكون فردًا في أمة لكن يمكنه أن يجعل عالم بأكمله يحيا بسلام وحب وأمان.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.