شعار قسم مدونات

الحب في الأدب التركي

blogs - 87-3

كنت في التاسعة من عمري عندما قرأت الأدب، لقد كتبت قصتي الأولى، والتي كان اسمها " غرف"، وحينها كنت طفلة وحيدة، وكنت أخجل دائمًا عندما أتكلم مع الأخرين، كانت كتبي هي أصدقائي، عشت في عالم الأحلام مثل كل الأطفال.

 
قرأت مختارات من الكلاسيكيات الغربية في المدرسة الابتدائية، وشاركت في مسابقات إلقاء الشعر، كنت نابغة فقط في المواد الأدبية، لم يكن هناك أحد يفهمني، أحببت قراءة الكتب بفضل عمتي، كانت تأخذني دائمـا إلى معرض الكتاب. تعلمت القراءة والكتابة قبل الذهاب إلى المدرسة بفضلها.

  

في النهاية قررت المشاركة، حدث شيء غير متوقع هذه المرة، فزت في المسابقة، وأصبح الأدب كل حياتي

تغير كل شيء عندما بدأت المرحلة الثانوية، لقد وجدت صديقة مثلي، وكانت فتاة متدينة جداً، متدينة جدا ومختلفة. كنا نتحدث في وقت فراغنا حول الأدب والسياسة، وكنت أقرأ لها القصص والأشعار التي كنت كتبتها، وكانت تبدي رأيها فيما أكتب. فتح معهد الكتابة في مدرستنا، اشتركت انا وصديقتي فيه. في أحد الأيام قرأت الشعر الذي كتبته وكنت خجولة جدا عندما ألقيت عليها شعري صمتت. ثم قالت لي: لديك موهبة أدبية! لا تتركي الآدب التركي.

  
مع مرور الوقت طورت نفسي، كتبت وقرأت كثيرا، وذات يوم أُعلن عن مسابقة مقال شعبي كان اسمها "روح الفتح ومحمد فاتح والشباب" وكان من سيسلم الفائزين جائزة المسابقة، هو الرئيس رجب طيب أردوغان، أصر الجميع على المشاركة في هذه المسابقة، ولكنني لم أفعل، لأنني لم أكن أثق بنفسي. ولكن في النهاية قررت المشاركة، حدث شيء غير متوقع هذه المرة، فزت في المسابقة، وأصبح الأدب كل حياتي.

  
والآن أكتب الشعر، من يدري ربما يومًا ما أكتب قصيدة جيدة. استمتع بسحر الكلمات والمفردات عندما أكتب، أما عندما يأتي الحديث عن في الأدب التركي الحب في الأدب التركي، كيف لنا ان نتصور الحب بمليون شكل؟ الحب كلمة واحدة لكن كيفيتها تتغير بالنسبة لثقافة كل بلد.

  
في مختلف الأديان يبدأ معظم الخلق بالحب، يريد المتصوفون معرفة الله بالحب، لأن الحب هو سمة من سمات الله جل جلاله وسر الله هو سر في الحب، ينقسم الحب إلى نوعان هما: الحب المجاني والحب الحقيقي، يسمى الأدب التركي القديم "أدب الديوان".

   

الأدب الحديث يخبر العالم ولا يريد قافية ونذر فقط يريد البساطة، ويقول الفن ليس جماعيا، الكتاب لا يبحثون عن المواضيع، لأن هذا الزمان أكبر موضوع لأجلهم

الحب في أدب الديوان هو بلا مقابل عموما، وهذا الحب يؤدي إلى الموت بالنسبة لشعراء أدب الديوان. عندما يكون للحب مقابل فهو حب مصلحة ومنفعة وليس حب حقيقي. ميزة اخرى لم يذكر اسم امرأة في أدب الديوان لكن الاسم الوحيد الموجود هو ليلى تفيد ليلى الحب، أشهر شعراء أدب الديوان كان السلاطين العثمانيون، هم يكتبوا الشعر دون الإفصاح عن الأسماء الحقيقة (الاسم الخاص).

   

فالشاعر في أدب الديوان هو دائما عاشق لذلك لا يرى شيء إلا الحب، الحب هو جمال مجرد يعيش الشاعر به في الحزن ويحلم المستحيل دائما، عندما يشرح الشاعر عن حاله فيحكي عن " حال سكره.." هذا السكر يخرج من الحب مؤقتا لكن يمكن التخلص من هذا الحب بأحد أمرين: الصبر أو السفر! والعاشق يختار الصبر لأن الانفصال يشبه الموت.

  
في عصر الأدب الشعبي غيرت بعض الأشياء ببطء. هناك مرض حي في هذا العصر يحدث عندما تتزوج المُحِبة مع شخص آخر والعاشق يهاجر إلى الجبال ويقرأ الشعر ويولد من هذا الحال اغاني الحب والحزن، عندما يتعلق الأمر بالأدب الحديث في العالم الجديد، في هذه الفترة النموذج يتغير ويكتب كما لم يكتب سابقا، في الحقيقة كل شيء نفس الموضوع لكن ننظر إليه بنوافذ مختلفة.

  
في الأدب الحديث الإفادة مختلفة جدا عن القديم. الأدب الحديث يخبر العالم ولا يريد قافية ونذر فقط يريد البساطة، ويقول الفن ليس جماعيا، الكتاب لا يبحثون عن المواضيع، لأن هذا الزمان أكبر موضوع لأجلهم، هذا عصر النقد وينتقدوا الناس أنفسهم بكل كلمة، بما في ذلك الحب، لذلك هناك شعار مشترك: " نريد الحب الذي لا يريده أحد".

  

يبحث الناس المعنى بالمدلول، لأنه يساوى بين الحب والمعنى لأن عصرنا خلا من المعنى، اعتقد بذلك لا يموت الحب الذي بوجود الناس والعالم، هناك آلهة في الميثولوجيا الشرقية تتمثل بطائر اسمه "ققنوس"، وققنوس يحترق حتى يموت ثم يولد من رماده آلهة جديدة هي " ققنوس الثاني" وهكذا تتوالى الأمثلة عن الحب في الميثولوجيا، والحب كذلك هو قدر الجميع، فالبحث عن معنى الحب سيستمر والبحث يجب أن يكون دائما بطرق مختلفة، كما يقول الشاعر الحب هو ذريعة. 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.