شعار قسم مدونات

هل يحتاج النجاح إلى مهارات خاصة؟

blogs نجاح

من فطرة الإنسان حبه للنجاح في كل أموره ويتمناه الأماني، ومن البديهي أن كل شخص يحصل بقدر سعيه وجهده وعمله لا بقدر طموحه وتمنياته الجوفاء غير المصاحبة للجهد. وأن هدف كل إنسان سواء كان طالب في التعليم أو عاملا أو مديرا أو..، هو النجاح، فالطالب يحب أن يكون الاول في صفه وحتى في مستواه الدراسي، ويشارك هذا الشعور والديه وجميع أهله ويتفاءلون بأن يكون ابنهم أو أبنتهم بالمرتبة الاولى في الصف، وكذا العامل يحب ويتفاءل أن يكون هو المتميز والناجح وسط اصدقائه ليكون الاقرب عند مديره ويحصل الترقية بنجاحه، وحتى المدير يتمنى أن يكون بدوره ناجحا في وظيفته وإدارته ويتميز وسط اقرانه المدراء ويكون النجم في وسطهم، فالكل يتمنون أن يصلو يوما وقد حققوا نجاحا لم يصلوا أقرانهم في مجالهم.. وهكذا كل في طموح عال.

النجاح هو تحقيق الغاية التي يهدف كل انسان في جميع ميادين الحياة، وهو ثمرة أعمال الشخص وطاقاته التي يبذلها لتحقيق طموحه، ولكي يتحرك الشخص نحو تحقيق النجاح يجب أن تأتي الإرادة والدافعية من نفسه أي في داخله، والإرادة هي النقطة الأولى التي تبدأ شرارة النجاح، وهي سر الثقة لدى الفرد والشعور الذاتي، والتحدث عن النجاح تعطى الشخص قوة لأخذ القرار في المضي قدما، وهو ما يعرف التخيل أي الحديث النفسي التي تبعث الشخص شعورا وطمأنينة بحيث يتصور النجاح وكأنه قد حققه، ويساعد هذا الشعور أن يكون الهدف في متناول يد الشخص دائما مادام حديث النفس لا تفارقه، ويعتبر الخيال مفتاحاً مميزاً من الانتقال بالتمنيات والطموح الى ترجمتها على أرض الواقع.

فالتسلح بالمعرفة وخبرات الماضي والدراية هي من الأدوات المهمة في تحقيق النجاح، وتساعد الشخص وتوفره المعلومات الكافي فيما إذا كان هو الطريق الصحيح أم لا، لأن كل مهنة تحتاج إلى معرفة وخبرة، لذا تسلح بهذا السلاح حتى لا تكون بفارق اليدين في ميدان المعركة، فكثيرا من الناس يهملون فيتخبطون يمنتاً ويسرتاً باجتهادات ذاتية لا تبنى بمعرفة مسبقة، ويقع الاخطاء الذي يمكن أن يتفادى بها إذا تطلع بخبرات الماضي وتجاربهم فيستفيد منها ويقتصر طريق الوصول إلى مبتغاه.

في حين يمتلك أغلب الناس قدرات وخبرات متميزة في مجالهم، فإن عدد متواضع منهم يبدأ بتنفيذ خططه والعمل على إنجاز مشروعاته وقدراته على أرض الواقع

ولا يعد الفشل معيقاً لتحقيق النجاح، بل بداية النجاح أن تمر بطريق الفشل حتى يوصلك إلى طريق النجاح، ولكن الاستسلام وفقدان الرغبة والثقة في مواصلة الطريق هي التي تحول الشخص بتحقيق طموحاته، فالتغلب على الفشل بحذاته نجاح، فالشخص الناجح لا يتوقف عند أول فشل يواجهه بل يبدأ من جديد ويحاول مراراً ويراجع طريقته ويستفيد من دروس فشله حتى لا يتكرر من نفس الفشل، ويواصل طريقه ويتحمل الصعاب لأن فيه هم يوقظه عند كل عجز يواجهه ويصحوا ويتمر كل الصعاب التي تواجهه، ولا تخلو أي مغامرة من صعوبات وتحديات ، لذلك فالمحن والصعوبات هي التي تصنع الاقوياء، وأما الفشل فهو محطة للاختبار وتقييم الكفاءة وأخذ العبر، وتصفية الصدأ حتى يصبح الشخص كالمعدن الصافي، ويكون عنيدا لا يستسلم عند كل عاصفة حالت بينه وبين غايته، بل يحاول التملص واكتشاف طريقة أخرى.

اعمل واصنع فرصتك بنفسك فالنجاح يأتي بعد عمل وجهد، إن جمع المعارف وتعلم المهارات من غير تطبيق وإنجاز في ميدان الواقع إضاعة للوقت، ففي حين يمتلك أغلب الناس قدرات وخبرات متميزة في مجالهم، فإن عدد متواضع منهم يبدأ بتنفيذ خططه والعمل على إنجاز مشروعاته وقدراته على أرض الواقع، وبطريقته الخاصة، لأن تكرار ما صنعه الاخرون من قبل لا تجدي نفعا، استفد الماضي معرفة فقط واستحدث سبل جديدة لتكون الرائد بهذا المجال، فالناجحون من قبل بهذا لهم ظروفهم الخاصة، وأنت تعيش في ظروفك الخاصة، لذا لا تتقمص بشخصية غيرك فتتحرك كماهم وتظن أنك تبدع، فالناس يعجب الناجحين والعظماء السابقين فيتقلدون بطرقهم الذي نالوا بالنجاح، فترى الشباب يتداولون كتب تتحدث عن رواد الأعمال وكيف اكتسبوا والطرق التي اتبعوها لكسب هذه المليارات، وكأن طرق كسب الأموال هي من نفس الوتيرة والطريقة التي مربها فلان وعلان، فالعمل والجهد هو المفتاح وسر النجاح، ولا تنسى أن الفرصة لا تأتي بالحظ دائما فاصنع فرصتك بنفسك، واستغل الفرص التي تمر بك مستعينا بالصبر والمصابرة على التحديات.

وأن من أعلى مراتب النجاح التي يصل الفرد هو الفلاح بالأخرة والفوز بالجنة والنجاة من النار، والتي تتطلب من استسلام والانقياد لله، والايمان بأركان الايمان الستة، والتقليد بسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام بدون إبتداع، والقيام بالواجبات واتباعها السنن، وكف الأذى عن الناس، والصلاة في جنح الليل والناس نيام، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (أيها الناس أفشو السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام). رواه الترمذي.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.