شعار قسم مدونات

مَهَمةْ محافظ تعز السرية!

blogs محافظ تعز

بعد أن فشلت الإمارات التي تتكشف بمرور الزمن بين اليوم والأخر أنها ليست إلا عدوة وطامعة في استخدام أجندتها الإرهابية (أبو العباس) لإلحاق أكبر قدر ممكن من الأذى بتعز وإرباكها عسكرياً، لا نقول: فشلت بهذا الأمر لأن تلك الأجندة لا تزال مدججة بمختلف الأسلحة وتحت رهن الإشارة الإماراتية وقادرة على تحريك هذه الورقة بأي وقت شاءت.. ولكن ربما أوقفت استخدام هذه الورقة لأسباب سياسية معينة.
  
لم يعد مجدياً إلقاء اللائمة على الإمارات، كونها واجهة الشر، وصورة العبث الظاهرة، بل يجب صب اللوم كل اللوم على التحالف/السعودية خصوصاً، كونها الآمر الناهي، وليس ببعيد أن يكون وجه أبوظبي هو الوجه الخفي للرياض. وهذا ليس مجرد اعتقاد نعتقده بل الواقع ومؤشراته هو من يؤكد ذلك. لجأت الإمارات الشقيقة إلى استخدام ورقة أخرى، سلاح فتاك من نوع أخر، ألا وهو: إرباك شعبي مجتمعي، يُدخل المدينة في اعتراك محتدم ومصطدم مع بعضه، بين أبناء المدينة،  ويسمى هذا النوع «بالإرباك المدني» ربما لجأت لهذا النوع لإبعاد الأنظار الواضحة عنها.
  
فكرتْ، أي أبوظبي، ملياً، واختارت (أمين محمود) محافظ لتعز ليقوم بهذه المهمة الصعبة، قبل أن توكل له أمور محافظة بالغة التعقيد، أخبرته بما هو أكثراً تعقيداً، بالإرباك المدني.. أدى اليمين الدستوري لتنفيذ المهمة لأبن زايد قبل أن يؤديها للرئيس"هادي" فجاء محافظاً لتعز ومربكاً لها. تدرك الإمارات، أن القاعدة الشعبية الكبيرة في تعز هي (الإصلاح) وهو الحزب الذي تصدى للحوثي يوم أن تخلى عنها الجميع وبل صار من أبنائها عدواً لها.. وأن هذا الحزب باقي إلى الآن في الأماكن التي تمترس فيها منذُ البداية، وهو الذي لا يزال يقاتل حتى اللحظة.. فهي لا تستطيع زحزحة بسهولة من المشهد كونه الذي له نصيب الأسد من التضحية في هذه المدينة واليمن عموماً، فأرسلت بن محمود لأن ينصدم به ويعارضه ويستفزه، ويخلق جو ارتباكي معقد؛ حتى لا تنهض تعز ولا تستقر ولا تتطبع الحياة فيها على (يده/الإصلاح) العاملة من أجل المدينة في كل مجال، لأن بذلك يتمكن وتقوى أذرعته وتتحسن صورته لدى الجمهور، وسيبدو أنه حامي تعز ومخلصها.

تُدمر البلدان وتَغرق المدن، ولا يتمكن الإخوان، هكذا تقول "أيدلوجية" الإمارات.. لا تكمن خطورة المشكلة هنا وحسب، بل بالأجندات المستخدمة في تدمير أوطانها وإغراق مدنها بالظلام بذات الإيدلوجية

فهذه هي المهمة العامل عليها المحافظ – بإخلاص- مستخدماً طرق وأساليب مختلفة، ويبذل في سبيل ذلك جهوده الجبارةُ و الحثيثة. وما الاعتراك المدني الدائر بالمدينة من يوم قدومه وحتى اللحظة، إلا تفسيراً لتفاصيل بشاعة تلك المهمة السرية. صعّدَ ضد جيش ومقاومة تعز عموماً، والإصلاح خصوصاً، من أول يوم جلس على كرسي تعز وحتى هذه اللحظة. الرواتب وبعض الإصلاحات التي أنجزها حتى اليوم، ما هي إلا مسكنات لأوجاع شارع تعز المتلهف للحياة، ولتجميل صورته الحقيقية والتي تتكشف بين اليوم والأخر من خلال تصرفاته، وكي لا تكتشف مهمته السرية.

أمين محمود.. عينه هادي محافظاً لتعز، وعينه بن زايذ محارباً لحزب الإصلاح. وقدم إلى تعز حاملاً مهمة هادي بشماله ومهمة بن زايد بيمينه، وعندما وصل رمى ما بشماله، وعض الأخرى بنواجذه.. جاء من أجل الإصلاح لا من أجل تعز، يحارب الإصلاح على حساب المدينة وحالها الكارثي. لا جديد في المدينة سوى (المطب) ومزيداً من الإرباك والتعقيد المتفاقم بوتيرة عالية. مهما تحفظ الكثير عن إفصاح هذه الحقيقة، حتى لا يُغضب التحالف فيضع عليه دائرة حمراء.. تبقى هي الحقيقة المكبوتة لدى كل من يقول أولا يقول: شكراً لدول التحالف. سيُفصح عنها الجميع في ذات يوم.

القمامات المتعفنة بشوارع المدينة تخبرك أن: لا جديد.. وأن من جاء من أجلها، مشغولٌ بمحاربة من لايزال دمه يسيل في سبيل الذود عنها. يستبدل من لا يزال دمه فائراً بأخر؛ إما كان قاتل لأبناء هذه المدينة أو في صف قاتيليها، أو متخلي عنها، أو محايد أمام حرب شريسة تواجهها تعز من الجهات الأربع. فإن دل هذا فإنما يدل على إنه فعل استفزازي بحت، لأن إجراءه في مرحلة حساسة واستثنائية.. منطقياً يعتبر ذلك الفعل انتهازا سياسياً صارخاً، لأنه جاء في زمن: سيل الدم فيه لم يقف بعد. ومن خلال تلك السياسية التي يحاول المحافظ فرضها، برغم تعارضها مع المنطق ويقيمها حرباً باردة، تتجلى صورته الخفية، ومهمته السرية تتكشف. محاولة فرض اللامنطق، عادةً ما يكون ناتج من غباء، ولكن في ملعب ومسرح السياسية، يعتبر محاولة لإرباك المشهد القائم.

لسنا ضد التدوير وإعادة من ساهم بأي طريقة كانت في إيذاء تعز، وحتى القتلة أيضاً لسنا ضد إعادتهم، ولكن هذا لا يمكن أن يكون الآن والحرب لا تزال قائمة، وليس من العقل والمنطق، أن يتم إقصاء القادم من ميدان القتال، واستبداله بأخر كان في بيته أو جاء من مناطق سيطرة العدو.. نقول: أن إمكانية ذلك ليس الآن ولكن بوقت آخر، حين تنتهي الحرب بكل اليمن، وتأتي دولة اليمن الاتحادي، وتتصالح كل مكونات الشعب وأطيافه، حينها يحق إعادة حتى بقايا الحوثي. تُدمر البلدان وتَغرق المدن، ولا يتمكن الإخوان، هكذا تقول "أيدلوجية" الإمارات.. لا تكمن خطورة المشكلة هنا وحسب، بل بالأجندات المستخدمة في تدمير أوطانها وإغراق مدنها بالظلام بذات الإيدلوجية، والأخطر من ذلك كله أن تُنفذ عبر مسؤول جاء من أجل الوطن والشعب..! الدراهم تُضخ والباعة في تكاثر والبلد يزداد غرقاً في الظلام!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.