شعار قسم مدونات

أتركوا قلبي وشأنه!

blogs القلب

أتركو لي قلبي فهذا هو الجزء الذي أعشقه وأحبه وعلى استعداد للتضحية بكل هذه الحياة من أجله، لا بد من وجود العذاب لكي يكون هذا القلب هو سر العذاب الذي يملأنا عندما نستذكر ذكرى جميلة لا تُنسى هذا القلب هو ذلك الجزء الذي لا ينضب عندما يشعر بأنه يُحِب بكل ما فيه من شرايين وأوردة هذا القلب هو كل ما أملك في هذه الحياة فالأصدقاء خادعون والأقارب منافقين وأقرب الأقرباء يستلذون في استغلالك.

 

أتركوا لي قلبي فهذا الجزء الذي أحبه من جسدي لأنه في يومٍ من الأيام كان يشتعل فرحاً وحبا بمن فيه ولا يزالون يرقدون فيه. أتركوا لي قلبي فهو ذلك الجزء الذي يشعرني بأنني ما زلت على قيد الحياة أتنفس ذلك الحب الذي يعذبني ليل نهار ذلك الحب الذي لا يمكنني الهروب منه مهما تكالبت على المصائب، القلب هو ذلك الجزء الذي خلقه الله لينبض بالحب ولا شيء سوى الحب. اتركوا لي قلبي فهو الوجع والحب والندم والذكريات والعشق فهو الذي لا يمكنني الهروب منه إلى مكان آخر هو ذلك الجزء الذي يجعلني أطير فوق هامات السحب.

 

لولا قلبي لكنت ذلك المجنون الذي يجوب كل حي لينادي بصوت مرتفع صوت حبيبته أنا ذلك الإنسان الهش الذي تسقط دمعته كلما تذكر حبيبته وهذا ليس بذلك العار الذي يجعلنا نندم وإنما هو ذكرى عظيمة تذكرنا بجمال هذه الحياة وجمال هذا العمر الذي ينقضي.. اتركوا قلبي وشأنه فقلبي هو ذلك الجزء الذي لا يمكنني أن انفصل عنه مهما تكالبت على الظروف والحياة والعادات والتقاليد ذلك القلب الذي أحب مرة واحدة على مدار سنوات.

 

لا بد من أن نقول بصوت مرتفع بأن ليس كل ما يلمع ذهب وليس كل ابتسامة يراها الآخرون هي سعادة وإنما كل ما ترونه هو خداع أمارسه على روحي لكي أستمر بتجميل صورة هذه الحياة الزائفة

ذلك القلب الذي أختار أنقى البشر وذلك القلب الذي كان سعيداً بأجمل الكائنات ذلك القلب لا يمكنه أن يكره أو يحقد وإنما الحب ولا شيء سوى الحب أتعلمون لماذا؟ لأن الحب هو ذلك الإحساس الذي يطغى على كل مشاعر هذه الحياة، الحب هو الحياة والصدفة هي الحياة لذلك علينا أن نؤمن بأن هذه الحياة مليئة بالاختيارات التي تهواها ابنتي أو أختي لأن ذلك يساهم في تعظيم مكانتكم بين كل الدول. يقول بوشكين: اتركوا للبطل قلبه! فماذا عساه أن يكون بدونه؟ طاغية ليس أكثر. فبدون هذا القلب لا يمكننا أن نكون سوى طغاة لا نرى الحب ولا نرى العشق ولا نرى سوى الكره.

 

يقول انطون تشيخوف: إن السير وراء أهواء القلب ﻻ يعود على الناس الطيبين بالسعادة دائما. ولكي يشعر المرء بنفسه حرا، وفي الوقت نفسه سعيدا، فأعتقد أنه ﻻ ينبغي أن يخفى على نفسه أن الحياة قاسية وخشنه وبلا رحمة في تزمتها، ويجب أن يرد عليها بما تستحقه، أن يكون مثلها خشنا وبلا رحمة في سعيه إلى الحرية، هذا ما أعتقد. ربما هنا يحتمل هذا النص كثيراً من الحقيقة وكثيراً من اليأس ولكنه فعلاً لا يمكننا أن نركض كثيراً وراء أهواء القلب لأنه يوصلنا لطريق التعب ذلك التعب أو العذاب الذي أرى فيه متعة عظيمة لأن الحب دائماً وأبدا مقترن بالعذاب الجميل الذي يجعل من أيامنا ذات قيمة وذات معنى عظيم.

 

لا بد من أن نقول بصوت مرتفع بأن ليس كل ما يلمع ذهب وليس كل ابتسامة يراها الآخرون هي سعادة وإنما كل ما ترونه هو خداع أمارسه على روحي لكي أستمر بتجميل صورة هذه الحياة الزائفة لذلك قلبي هو ذلك الجزء الذي لا زلت أحافظ عليه من تشوهات هذا المجتمع من أفكاره وتمييزه وانتقاده وحتى بالبعد عنه فعندما أهرب بقلبي بعيداً يزداد عطاءاً وحبا لكل ما هو جميل ورائع في هذه الحياة فكل ما يمكننا تقديمه في هذه الحياة من حب لا يمكن لنا أن نبخل به على هذه الحياة لأنها تستحق منا كل ما هو عظيم وجميل ، بالحب الذي يخرج من قلوبنا نرى الحياة بكل أركانها هي ذلك الركن الجميل العظيم وهي تلك المكان الذي لا يحتوي سوى على الجمال الخالص من الروح لذلك على الجميع أن يتركوا قلوبنا وشأنها تقرر ما إذا كانت الحب أو العشق أو الجنون. فنحن نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.