شعار قسم مدونات

أحمد المقدم وأزمة اللاجئين المصريين في كوريا

blogs أحمد المقدم

يعانى اللاجئون المصريون في كوريا الجنوبية من أزمة كبيرة حيث أن العديد من أصحاب القصص الزائفة في الماضي كان له الأثر السلبي علي أصحاب القصص الحقيقية والذين توافدوا إلى كوريا في الفترة الأخيرة بأوراق قضايا وصور وفيديوهات تثبت أن حياتهم في مصر معرضة للخطر الكبير بسبب الخصومة السياسية مع النظام العسكري الحالي بمصر، وبالرغم من أن هؤلاء اللاجئين الجدد قصتهم واقعية وأدلتهم قوية إلا أن الحكومة الكورية تتصرف معهم بمنتهى الحزم والقوة وتخالف ما وقعت عليه من المعاهدات الدولية لأنها لا تسمح إلا بنسبة قليلة جدا من قبول اللاجئين مما دفع العديد من الحقوقيين الدوليين والمنظمات العالمية في كل مكان بأن تتبنى قضاياهم وتتحدث عنهم.

 

إن قصة اللاجئ المصري أحمد المقدم العالق في مطار كوريا الجنوبية منذ أيام وبرغم ما معه من أدلة تثبت حقه في طلب اللجوء اتخذت الحكومي الكورية قرار بترحيله ولقد أثار هذا القرار ضجة إعلامية وعالمية في معظم المنظمات الحقوقية بكوريا الجنوبية وفى لندن وفرنسا وتركيا والعديد من البلدان واليوم يخاطب الجميع الحكومي الكورية ويناشدها بالالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات التي وقعت عليها بشأن اللاجئين.

 

ساعدوا اللاجئين المصريين بكوريا الحنوبية من أجل معاهدات السلام، ومن أجل احترام الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تخص شؤون اللاجئين، ومن أجل الإنسانية وحق الإنسان أن يعيش بدون ظلم أو قهر أو اضطهاد

ليس هذا وحسب بل أن من استطاع الدخول من هؤلاء اللاجئون الفارون من مصر من أجل الحفاظ على حياتهم بسبب القضايا السياسية ضدهم والتي اختلقها النظام المصري للتنكيل بأعضاء ومحبي جماعه الإخوان المسلمين ومؤيديهم وكل مؤيد للرئيس السابق محمد مرسي كان دافعا لهم للحث عن أى بديل لحياه أمنة ومستقرة دون ظلم أو اضطهاد أو تعذيب، إن الحياة السياسية المصرية وإحكام قبضة القوة العسكرية على الحكم في مصر باي ثمن أصبح معلوم لدى العالم.

 

اللاجئ المصري يعاني في كوريا الجنوبية من الافتراء عليه وتغيير أقواله في محاضر التحقيقات فهناك أكثر من مائة حالة أمام القضاء بهذا الشأن أثبت اللاجئون فيها أن أقوالهم قد تم تغييرها ومنظمه "أيه بى أى إل" لحقوق الإنسان بكوريا الجنوبية عقدت مؤتمرا ووقفه احتجاجية بهذا الشأن.

 

تنعدم حقوق اللاجئين في كوريا بشكل كبير حيث أن إقامة اللاجئ الممنوحة له مؤقتة يتم تجديدها كل ثلاثة أشهر مما يعيق استقرار حياته على كل المستويات لأنه معرض في أي وقت لرفض تجديد إقامته مرة أخرى لأقل الأسباب، كما أن القوانين في كوريا صارمه خاصة تجاه المخالفات وكل من يخالف تلك القوانين عن جهل أو عمد يعرض لعقوبات عشوائية وغرامات بالغه تصل إلى الآلاف الدولارات وعند العجز عن السداد لا يتم تجديد الإقامة مرة أخرى لمقدم طلب اللجوء كما أن فرص العمل مغلقة أمام نوع الإقامة الممنوحة لهؤلاء اللاجئين وعند طلب تصريح بالعمل يشترط أن يكون مر عليه سته أشهر داخل كوريا وهو في تلك الفترة دون دخل أو مأوى أما إذا طلب اللاجئ أن يحصل على مكان في مركز اللاجئين تكون الإجابة انتظر حتى يخلو مكان وربما يطول انتظاره حتى لا يجد أي مأوى أو قوت لحياته.

 

إن اللاجئ في كوريا أشبه بمن يفر من الموت المباشر إلى الموت الغير مباشر. وإذا أراد اللاجئ أن يري أحد أفراد أسرته وحضر بالفعل إلى المطار الكوري لمقابلته فقط فإن سلطة مكتب الهجرة بمطار اينشون الدولي ترفض دخوله وتمنعه حتى من رؤيته ولو لثواني قليلة وتقول له أن نوع إقامتك كطالب لجوء لا يمكنك من رؤية عائلتك وتحول بينه وبين رؤية عائلته بسبب تلك القوانين الصارمة اللاإنسانية، فإلى متى سيظل طالب اللجوء صاحب الأدلة الحقيقة والقوية في كوريا الجنوبية معرض للقهر والاضطهاد وتزييف أقواله في التحقيقات بسبب جهله باللغة الكورية وصعوبة تعلمها؟

 

إن الرئيس مون جيه رئيس كوريا رجل عدالة عمل بالمحاماة وقضايا حقوق الإنسان لسنوات طويله وهو ناجح في سياسته العالمية بدبلوماسية وحكمه رائعة لماذا لا يلتفت إلى شؤون اللاجئين في كوريا ويتدخل لحل تلك الأزمات؟ إلى متى سينتظر الرأي العام العالمي حتى يتخذ خطوات بهذا الشأن؟ إن كل تأخر في هذا يساوي حياة الكثير من اللاجئين والذي ربما يفكر البعض منهم في الانتحار بسبب تلك الضغوط البالغة وقسوة الأنظمة والقوانين عليهم.

 

تضامنوا مع اللاجئين المصريين أصحاب القضايا الحقيقية والأدلة الصريحة ساعدوهم من أجل أن يعيشوا في سلام، فإن من ضمن هؤلاء اللاجئين في كوريا أصحاب مراكز مرموقة اقتصاديا وإعلاميا وسياسيا، منهم سفراء سلام ومنهم أساتذة وعلماء وتجار وطلاب، وهم نافعون للمجتمع الكوري ولن يمثلوا أي عبء عليه، ساعدوهم من أجل معاهدات السلام، ساعدوهم من أجل احترام الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تخص شؤون اللاجئين، ساعدوهم من أجل الإنسانية وحق الإنسان أن يعيش بدون ظلم أو قهر أو اضطهاد.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.