شعار قسم مدونات

هل يستطيع نادي الأهرام منافسة الأهلي والزمالك؟

يملك النادي عدة عقود رعاية من عدة شركات محلية وأجنبية ويملك قناة خاصة وموقعا رسميا وصفحات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي تعمل باحترافية وتصنع له هالة إعلامية كبيرة

عند ذكر أندية مصر أو عند البحث في تاريخ أنديتها قاطبة، ستجد ودون نقاش أن هناك ناديين عظيمين اثنين يتصدران المشهد في أم الدنيا، بل ويتصدران المشهد الإفريقي ككل أيضا، فلا صوت يعلو فوق صوتيهما ولا تاريخ يعلو فوق تاريخها سواء كان بالإنجازات والألقاب المحلية الداخلية أو الخارجية سواءا الإفريقية أو حتى العالمية بإنجاز أحدهما في كأس العالم للأندية يوما ما.

 

الأهلي والزمالك لم تكن إنجازاتها من فراغ أبدا، لولا التكوين المتواصل بمراكز متعددة ومتطورة وبقاعدة صحيحة وسليمة بالإضافة إلى قاعدتين جماهريتين عظيمتين كانتا دائما خلفهما في أيام عزهما وقوتهما وفي أيام ذلهما، ضعفهما وهوانهما أيضا، ناديين أنجبا عديد اللاعبين المحليين العظماء واستقدما كثير الأجانب المميزين ممن كتبوا أسماءهم من ذهب في تاريخ الكرة المصرية والافريقية أيضا، ولكن سيطرتهما التامة لا تعني وجود أندية لا تنافس فللإسماعيلي مثلا تاريخ كبير أيضا يجاري به هذين الناديين رغم أنه أقل تتويجا منهما وأقل مشاركة خارجية وتمثيلا خارجيا أيضا.

 

في حين تتواجد أندية أخرى في الصف الثاني إن صحت تسميته وأندية جديدة في الساحة تسعى لكتابة وتسطير تاريخ جديد كنادي الأهرام القديم المتجدد الذي وضعت حوله هالة إعلامية كبرى هاته الصائفة، جعلت الكثيرين يضعونه منافسا لقطبي القاهرة الكبار وجعلت أخرين أيضا يضعونه سيدا لمصر وإفريقيا بعد حين، بعد عديد الصفقات المدوية.

لكلا الناديين "الأهلي والزمالك" تاريخ جعلهما سيدا مصر، ومنافسين دائمين ووحيدين تقريبا على كل الألقاب الممكنة في سنوات عدة ولم يشذا عن هاته القاعدة إلا في سنوات قلة

النادي الأهلي، سيد أندية مصر والقارة الإفريقية والمتوج بلقب نادي القرن في القارة الإفريقية والذي يمنحه الاتحاد الدولي لكرة، وأحد أكثر الأندية تتويجا عموما وبألقاب خارجية خصوصا، جعلته يتصدر المشهد العالمي رفقة كثير الأندية العالمية كريال مدريد، برشلونة، أسي ميلان وبوكا جنيورز وغيرهم من أندية النخبة التي توجت بكثير الألقاب القارية، فالنادي الأهلي يملك عشرين بطولة قارية موزعة بين ثمان ألقاب لرابطة أبطال إفريقيا، أربعة القاب لكأس الكؤوس الإفريقية، كأس واحدة للكونفدرالية الإفريقية، ست ألقاب لكأس السوبر الإفريقي وكأس أفروأسيوية وحيدة، و5 مشاركات في كأس العالم للأندية حقق من خلالها مركز ثالث العالم بمشاركة ممتازة ومشرفة جدا للكرة المصرية، العربية والإفريقية.

في حين حقق أرقام قياسية عديدة محليا بامتلاكه لأربعين لقبا للدوري المصري، 36 لقبا في الكأس و10 ألقاب للسوبر المصري. ولم تأتي كل هاته الألقاب صدفة لولا وجود عديد اللاعبين المميزين من أمثال محمد أبو تريكة، حسام عاشور، حسام حسن، صالح سليم، عصام الحضري، محمود الخطيب وعماد متعب وغيرهم كثير، ممن قدموا للنادي عديد الالقاب والانجازات وكانت لهم كذلك صولات وجولات مع منتخب مصر أيضا فتشريف المنتخب هو تشريف للنادي أيضا.

للنادي الأهلي هالة إعلامية كبرى بتناقل اخباره عبر كل الوسائل الاعلامية وأيضا من خلال قناته، موقعه الرسمي ومجلته أو عبر صفحاته الرسمية، والتي يتابعهم اغلب مشجعيه عبر العالم والذي يقدرون بأربعين مليون مشجع وهو رقم رهيب جدا يعادل عدد سكان عدة دول مجتمعة. 

على غرار النادي الأهلي، للزمالك أيضا صولات وجولات عديدة محليا وقاريا جعلته ضمن الكوكبة في كليهما فنادي الزمالك صاحب الألقاب المحلية العديدة وأبرزها 12 لقبا في الدوري المصري الممتاز و26 لقبا في كأس مصر وثلاثة القاب في كأس السوبر المصري، أما القارية فحقق دوري أبطال أفريقيا 5 مرات، كأس السوبر الأفريقي 3 مرات، كأس الكؤوس الأفريقية مرة واحدة اما البطولة الأفروآسيوية للأندية فحققها مرتين، جعلته أحد أحسن الأندية الإفريقية وخلف النادي الأهلي في ترتيب الاندية الأفضل على الاطلاق، وقدم نادي الزمالك عديد اللاعبين المميزين الذين صنعوا تاريخا من ذهب مع النادي من أمثال حسن شحاتة، حمادة إمام، طه بصري، فاروق جعفر وحازم إمام.

يملك النادي عدة عقود رعاية من عدة شركات محلية وأجنبية ويملك قناة خاصة وموقعا رسميا وصفحات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي تعمل باحترافية وتصنع له هالة إعلامية كبيرة
يملك النادي عدة عقود رعاية من عدة شركات محلية وأجنبية ويملك قناة خاصة وموقعا رسميا وصفحات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي تعمل باحترافية وتصنع له هالة إعلامية كبيرة
 

لكلا الناديين تاريخ جعلهما سيدا مصر، ومنافسين دائمين ووحيدين تقريبا على كل الألقاب الممكنة في سنوات عدة ولم يشذا عن هاته القاعدة إلا في سنوات قلة، دخلت فيها بعض الأندية لتفوز بقليل الالقاب الممكنة وللأكل من كعكة الكبرى للألقاب التي غالبا ما تقسم بينهما فقط، حتى أغلب اللاعبين المميزين كانوا دائما يحلمون بحمل قمصانها بعد حلم الاحتراف خارجا لتاريخهما العريق ولتداخل الأمور المادية في ذلك أيضا، لكن هاته السنة جاءت كغير سابقاتها بعد دخول أحد النوادي القديمة المتجددة في السباق التسلح باللاعبين معهما لكن بعدة وعتاد كبيرين كما وكيفا وهو نادي الأهرام، أو نادي الأسيوطي سبورت سابقا الذي تأسس سنة 2008 وتغيرت تسميته الأن بعد بيع مالكه محمود الأسيوطي لرخصته وتسميته بقيمة 5 ملايين دولار بالإضافة الى نصف مليون كتكلفة لمنتجع الأسيوطي الذي يوجد به مقر النادي والذي اشتراه منه المستثمر الخليجي والمستشار السعودي تركي آل الشيخ.

 

يملك النادي عدة عقود رعاية من عدة شركات محلية وأجنبية ويملك قناة خاصة وموقعا رسميا وصفحات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي تعمل باحترافية وتصنع له هالة إعلامية كبيرة، ويتكون الطاقم الاداري والفني للنادي من حسام البدري رئيسا للمنظومة الرياضية، أحمد حسن كمشرف عام على فريق الكرة، وأحمد شوبير متحدثا إعلاميا باسم النادي، وهادي خشبة مديرا للكرة، أحمد الوشاحى كمستشار قانوني للنادي، وألبيرتو ڤالنتيم مديرا فنيا للفريق.

في حين قام النادي بجلب عديد النجوم هاته الصائفة وضمهم إلى صفوفه سواء كانوا أجانب أو لاعبين محليين من الدوري المصري الممتاز، وبرواتب خيالية ينافس بها النادي أندية الخليج وأندية في دوريات كبرى ايضا، وتمكن أيضا من الفوز بجميع صفقاته في منافسة ناديي الأهلي والزمالك. يحاول النادي تجسيد الفكرة التي تحدث عنها الجميع كالتجربة الإمارتية والقطرية في الدوريات الأوروبية على شاكلة مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان مثلا وتطبيقها في إحدى الدول العربية.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.