شعار قسم مدونات

يحق له التعدد ويحق لكِ طلب الطلاق!

blogs طلاق خلاف

ينبغي على الزوجة أن تبحث عن الأسباب التي دفعت الزوج إلى التعدد، لأن معظم الرجال خصوصا في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة لا يفكرون أبدا في التعدد. لكن هناك رجال يعددون لتلبية احتياجاتهم أو لدفع ضرر ما وقع عليهم، أو لأسباب أخرى كفلها الشرع، فالشرع أعطى له الحق في ذلك، ليس تمييزا له عن المرأة، وإنما ألزم الشرع الرجل بالإنفاق والرعاية وتوفير السكن للزوجة والأسرة وغيرها من المسؤولية الملقاة على عاتقه، ومن ثم سيُسأل يوم القيامة عن تلك الأمانة تجاه زوجته وأولاده، والزوجة أيضا مسؤولة وستُحاسب إذا قصرت في دورها.

والشرع أيضا أجاز للمرأة طلب الطلاق إذا وجدت في زوجها قبحا أو لم تحبه وتجد تجاهه بغضا، وفي هذا الموضوع جاء في صحيح البخاري كما يلي: عن ابن عباس أن امرأة ثابت بن قيس: أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتردين عليه حديقته، قالت: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقبل الحديقة وطلقها تطليقة.

فبسبب الضرر تم تطليق الزوجة، وبناء على هذه القاعدة تم اصدار قانون الخلع، حتى لا تُجبر المرأة على العيش مع زوجها وهي كارهة له، لكن هذا لا يعني طلب النساء الطلاق لأي عيب في رجالهن، نقول إن الإسلام أعطى لهن الحق في ذلك، لكن هناك قاعدة شرعية تقول “درء المفاسد مقدم على جلب المصالح"، وبعض العلماء يفتون باتباع أقل الضررين، يعني إذا كان الطلاق ضرره أكبر من الاستمرار في الحياة الزوجية، لذا يكون الاستمرار، وإذا كان ضرره أقل، يكون التفريق.

جاء الإسلام ليدعم ويعزز الحياة الاسرية، لا ليفككها، واهتم في المقام الأول بكرامة وحقوق المسلم – رجلا كان او امرأة – بعيدا عن التعصب والتحيز لجنس دون آخر. سألتُ أحد أقاربي لي وقلت له هل تقبل أن تشارك امرأة أخرى ابنتك في زوجها؟ أجاب بنعم إذا اقتضت الضرورة. لماذا ترفض المرأة التعدد، وفي الوقت ذاته تقبل فيما بعد أن تكون زوجة أخرى، لحاجتها إلى زوج يرعاها ويصونها، إذا ما فقدت زوجها الأول أو طلقت أو لم تتزوج في سن مبكرة؟ هل تضمن الزوجة، التي طلبت الطلاق بسبب أن زوجها عدّد عليها، ألا تحتاج لرجل فيما بعد وتكون زوجة ثانية؟ بل هل تضمن ألا يموت زوجها قبلها وتصبح أرملة، وتحتاج إلى رجل يرعاها ويرعى أولادها فيما بعد ويتقي الله فيها وفي أولادها؟

المرأة التي ترفض التعدد الآن، لو مات زوجها وترك لها أولادا لا تستطيع تربيتهم، ستكون أول من سينادي بقبول التعدد، ولن تنادي حينها بمساعدة شاب – غير قادر – على الزواج

لماذا ترفض التعدد، وهناك كثير من الأرامل والمطلقات يحتجن زوجا في حياتهن حتى ولو تنازلن عن بعض حقوقهن؟ تقول بعض النساء إن الأولى للرجل أن يعين شابا على الزواج بدلا من التعدد، وهذا قول مغلوط… فليس كل الرجال يفكرون في هذا الصنيع، فمنهم من يعدد ويتبرع بجزء من ماله لعمل خيري، أو يعدد ويساعد شابا على الزواج في ذات الوقت… أو يعدد بنية غض البصر… أو يعدد ويشارك في معروف بشكل مختلف، أو يعدد وفقط.. ثم ومن قال للنساء إن كل الرجال يعددون ولا يشاركون في أعمال الخير؟ من أين جئن بهذا الاستنتاج؟ ثم إن كثيرا من الآباء يبالغن في مهور بناتهن وتكاليف الزفاف بشكل لا يقدر عليه الشباب في هذه الأيام.. أليس من الأولى أن يخفف الآباء من المطالب وييسروا على الشباب بدلا من تعجيزهم، وتأخير سن الزواج وزيادة نسبة العنوسة وانتشار الرذيلة والأمراض المجتمعية والنفسية؟ 

المرأة التي ترفض التعدد الآن، لو مات زوجها وترك لها أولادا لا تستطيع تربيتهم، ستكون أول من سينادي بقبول التعدد، ولن تنادي حينها بمساعدة شاب – غير قادر – على الزواج، لأن أولادها سيصبحون أهم وأغلى لديها من الشاب، واحتياجها لرجل ستكون الأولوية القصوى لديها، هذا لا ينفي أن هناك أرامل ومطلقات لا يبحث عن الزواج بإرادتهن، وليس لديهن رغبة في ذلك. التعدد له طرفان زوجة وزوج، ولا يتم إلا بقبول الطرفين، فلماذا إذا نلوم الرجل على التعدد ولا نلوم المرأة التي قبلت بالتعدد، رغم أنها شريكة في هذا الأمر؟ هل المرأة التي قبلت بالتعدد كانت انتهازية؟ ممكن في حالات نادرة، لكن لا يبحث عن الشيء إلا الذي يحتاجه، والزواج مثل الأكل والشرب، إذا كان الانسان جائعا فسيبحث عما يسد جوعه.

في إحدى فتاوى مركز الفتوى بالأزهر الشريف، يقول: الإسلام يبيح للرجل أن يتزوج بأكثر من واحدة، ولكن إباحته مشروطة بالعدل بين الزوجات، وبالقدرة المالية والجسدية، وألا تكون الثانية على حساب الأولى في النفقة والسكنى وغير ذلك من حقوق الزوجة على زوجها. فالتعدد ليس في الإسلام فقط بل كان موجودا في الأمم السابقة، بل كان بعض الأنبياء متزوجاً بأكثر من امرأة مثل نبي الله سليمان، وكان من بين الذين دخلوا الإسلام لديهم أكثر من أربع زوجات فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالإبقاء على أربعة وطلاق الأخريات.

من أسباب التعدد أن الرجال هم أكثر عرضة للوفاة في الحروب وحوادث الطرق وإصابات العمل وغيرها، لأنهم هم الذين يعملون خارج البيت، ومن ثم تصبح زوجاتهم أرامل وأولادهم أيتام، فهنا التعدد مباح ومستحب، لرعاية هؤلاء النساء والأطفال، وغيرها من الأسباب الأخرى. (كما جاء في فتوى على موقع "اسلام انفو". وردا على الأسئلة التي تستفسر عن لماذا لم تعدد المرأة مثل الرجل، فالجواب كالتالي: "التعدد للمرأة يحطّ من قدرها وكرامتها، ويُضيع عليها نسب ولدها؛ لأنها مستودع تكوين النسل، وتكوينه لا يجوز أن يكون من مياه عدد من الرجال وإلا ضاع نسب الولد، وضاعت مسؤولية تربيته، وتفككت الأسرة، وانحلت روابط الأبوة مع الأولاد، وليس هذا بجائز في الإسلام، كما أنه ليس في مصلحة المرأة، ولا الولد ولا المجتمع"، كما ورد على الموقع. في النهاية أردت أن أبين بعض الأمور في هذه المسألة، اسأل الله أن أكون قد وفقت في هذا الأمر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
Islamweb.com
Islaminfo.com

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.